الناموس يهاجم شرق ووسط الإسكندرية.. خبراء يوضحون الأسباب ونصائح للمواجهة

الناموس والأمطار الغزيرة ضيفان متلازمان يحلان في الإسكندرية كل عام تقريبا، لم يختلف الأمر هذا العام فقبل أيام انتشرت شكاوى من انتشار البعوض بكثافة في مناطق متفرقة خاصة بأحياء شرق ووسط المحافظة.

“إسكندرية بتتقرص” هاشتاج دشنه أهالي عروس البحر المتوسط، عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، للاستغاثة بالمسؤولين من هجمات الناموس “الشرس” التي باتت تؤرقهم وتسبب الأذى لأطفالهم.

لدغات قاسية

انتشار الناموس في أحياء الإسكندرية كارثة، خاصة أنه يغزو جميع المناطق الشعبية و الراقية على حد سواء، مما يعرضها لانتقال الأمراض الناتجة عن لدغاته الوحشية”، تقول سمحية السيد؛ إحدى سكان منطقة سموحة.

السيد تضيف، لـ”إسكندراني”، أن أبنها، 7 سنوات، تعرض للدغات قاسية خلال تواجده في نادي سموحة الرياضي، أسفرت عن التهاب وتورم بذراعه يُعالج منه لليوم الثالث على التوالي، مشيرة إلى أن المبيدات الحشرية لم تأتي بنتيجة إيجابية.

وتعزو مريان هاني، من سكان منطقة الحضرة، المشكلة لانتشار القمامة وتجاوزات “النباشين”، وعدم رش المبيدات بسيارات تجوب شوارع ومناطق الإسكندرية.

شكاوى للمحافظة

وتذكر هاني أنها أرسلت شكوى عبر الخط الساخن لمحافظة الإسكندرية وكذلك الحي التابع لها، ولكن لم يستجيب أحد حتى الآن، متسائلة “لماذا لم يخرج أحد من المسؤولين لتوضيح كيفية التعامل مع هذا الهجوم، والرد على السؤال الأهم وهو من أين أتى هذا الناموس؟”.

وتصف السيدة نوع الناموس الذي يجتاح الإسكندرية بالـ”شرس” ويسبب التورم والحمى، مطالبة وزارتي الصحة والزراعة بالتحرك بلجان مشتركة للمكافحة فى جميع أرجاء المحافظة وخاصة المدارس والنوادى وأماكن التجمعات، وذلك منعا لحدوث كارثة وبائية.

هدم مزرعة عزبة الناموس!

فيما يعزو هاني فريد؛ أحد سكان منطقة عزبة الصالحية، الانتشار المكثف للناموس لهدم مزرعة كبيرة مهجورة تقع بجوار كوبري الناموس، ضمن مشروع طريق جديد تابع لمحور المحمودية، والتي كانت تعتبر بما تحتويه من أشجار ومصارف بها مياة راكدة، بيئة طبيعية للناموس للعيش فيها.

فريد يرى أن خطورة هذا الناموس أنه ملوث وحامل لميكروبات وأمراض المزرعة المهجورة التي يعيش فيها.

خبير: بسبب برك الأمطار

فيما ينفي الدكتور مصطفى سليمان؛ أستاذ الحشرات الطبية بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية، أن يكون سبب هجوم البعوض والهاموش هو أعمال ردم مزرعة كوبري الناموس، في إطار تنفيذ مشروع محور المحمودية، مؤكدا أن تلك الحشرات تتكون نتيجة وجود برك مائية ناتجة عن الأمطار.

ويوضح سليمان أن هطول الأمطار الذي شهدته الإسكندرية بغزارة منذ أسبوعين، يعتبر فترة كافية لإتمام دورة حياة هذه الحشرات، حيث تجمع مياه الأمطار على هيئة برك ومستنقعات وحفر، وذلك في البالوعات ونجيلة المسطحات الخضراء في الشوارع والأندية وعلى أسطح المباني والمخازن وغيرها، وجميعها بيئات جيدة لتوالد الهاموش الواخز وغير الواخز الذي يفضل المعيشة والتوالد في هذه المياة الراكدة وغير النظيفة.

معالجة انتشار البعوض

ويفيد أستاذ الحشرات بكلية الزراعة، أن المكافحة الفعالة تستلزم ردم أي برك أو حفر تتجمع فيها المياه، وكذلك أي تجمعات مائية ضحلة ولم تجف حتى الآن منذ سقوط الأمطار، فضلا عن ضرورة إزالة كل تجمعات القمامة المشبعة بالمياه.

ويؤكد سليمان أن الوسائل التي تستخدمها النوادي والأماكن العامة في مكافحة البعوض بالضباب لا تجدي، وتقضي فقط على حوالى 10% من الحشرات الطائرة، فيما يهرب بقيتهم إلى المنازل والأشجار بعيدا عن مصدر الضباب، مضيفًا أن الحل يتمثل في الاهتمام برش غرف التفتيش والبالوعات وأي نجيلة متشبعة بالمياه، وعدم ترك خراطيم الري مفتوحة من غير رقيب.

نصائح للوقاية

وتقول ولاء منصور؛ طبيبة جلدية بمستشفى رأس التين العام، أن هناك أزمة حقيقية بالإسكندرية جراء انتشار البعوض خلال تلك الأيام، وأن بعض الإصابات كشفت أن رد فعل الجلد تجاه اللدغات سلبي والإصابات قاسية خاصة على الأطفال.

وللوقاية من تلك اللدغات، تفيد منصور بضرورة الابتعاد قدر الإمكان عن الأماكن المفتوحة التي يكثر بها عادةً وجود الناموس خاصة بالمساء، بالإضافة لغلق النوافذ مساءًا، واستخدم “الناموسية” على سراير الرُضّع.

وتؤكد طبيبة الأمراض الجلدية علي ضرورة وضع طارد الناموس الكهربائي في جميع الغرف، لأنه برائحة المبيد يعمل على طرد الناموس، محذرة من استخدامه في حالات مصابي الحساسية، لعدم تعريضهم لأزمة صحية.

علاج اللدغات

أما في حالة تعرض الجلد بالفعل للدغات، توضح منصور أن هناك عدة طرق للتعامل معها، وذلك على النحو التالي:

1- تناول مضاد هيستامين واختيار نوع يُعطى عن طريق الفم، وذلك لأن أنواع المضادات الموضعية لن تعمل علي إفراز الهيستامين المسؤول عن رد فعل الجلد للقرصة، بل يمكن أن يزيد حساسية الجلد، لافتة لأن أفضل الأنواع هي التي تحتوي على مركبات مثل “loratidine , citrizine and fexofinadine”، وذلك مرة واحدة يوميا في المساء، أو كل ١٢ ساعة في حالة وجود إصابات شديدة.

2- أما الأطفال فيجب إعطاؤهم نوع قطرة أو شراب، وكريم ملطف للجلد، وذلك بعد استشارة الطبيب الخاص حول الجرعة.

3- في الإصابات الشديدة يتم دهن كريم موضعي يحتوي علي مادة “الكورتيزون”، وذلك مرتين يوميًا لمدة تتراوح ما بين 5 إلى 7 أيام.

4- في حالة وجود جروح ناتجة عن اللدغات، يجب استخدام مضاد حيوي موضعي، وذلك مرتين يوميًا لمدة 5 أيام أو حتى التئام الجرح.

5- في حالة وجود تورم يمكن للأشخاص البالغين استخدام أقراص مضادة للتورم، وذلك قبل تناول وجبات الطعام بربع ساعة، لمدة 5 أيام.

6- محاولة مقاومة حالة الحك التي يتعرض لها الجلد بقدر المستطاع، لعدم المساعدة على تهييجه.

وتشدد الطبيبة أنه في حالة ملاحظة وجود ورم في الجفون أو الأذن أو الشفاة، أو صعوبة في التنفس، يجب الذهاب لأقرب وحدة طوارئ، لضرورة أخذ حقنة على سبيل السرعة.

وفي حالة تكون سائل أو فقاعة أو قرح مكان اللدغة، تنصح طبيبة الأمراض الجلدية، بضرورة الذهاب لطبيب متخصص في الجلدية، وفي حالة التعرض لمشكلة في العيون يجب الذهاب لطبيب رمد، مشددة على عدم وضع أي علاج حول العين باستثناء قطرات العين الطبية المخصصة لذلك، إلا بعد استشارة الطبيب.

رش المناطق المتضررة

ومن جانبه، يقول الدكتور هشام الفيشاوي، مدير عام مكافحة الأمراض المتوطنة بمديرية الشؤون الصحية بالإسكندرية، إنه بناءا على ورود شكاوى من المواطنين بشأن انتشار البعوض، كثفت إدارة مكافحة ناقلات الأمراض والملاريا أعمال التغطية الكاملة للمناطق المختلفة للقضاء على الذباب والبعوض باستخدام أحدث تقنيات المكافحة والمبيدات صديقة للبيئة.

ويوضح الفيشاوي، في تصريح لـ”إسكندراني”، أنه جرى انتشار سيارات مخصصة لرش المبيدات لعمل التغطية الكاملة ومكافحة الحشرات بعدة مناطق خاصة بأحياء شرق ووسط المحافظة، لوجود شكاوى عديدة من سكانها، مؤكدًا أنه جاري عمل مرور ومسح بيئي للنظافة العامة في تلك المناطق.