belbalady.net قال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن الولايات المتحدة تعتزم الإبقاء على وجود عسكري كبير وواسع في منطقة الشرق الأوسط، على الرغم من تقليص جزئي في بعض العتاد وعدد من القوات خلال الفترة المقبلة. وأوضح المسؤول في تصريح لشبكتي "العربية" و"الحدث" أن الوزارة تمتنع عن الكشف الرسمي عن أية خطوات دقيقة حالياً، التزاماً بالإجراءات الأمنية المرتبطة بعمليات انتشار وإعادة انتشار القوات، وهو أمر لا يُعلن عادة إلا عبر وزير الدفاع الأميركي بعد اتخاذ القرار النهائي.
وأكدت مصادر في البنتاغون أن البحرية الأميركية سحبت المدمرة "سوليفان" من شرق البحر المتوسط، في حين تم تقليص طفيف في عدد طائرات "بي 52" الاستراتيجية الثقيلة من قاعدة "دييغو غارسيا" بالمحيط الهندي. وتأتي هذه الخطوة في سياق تراجع نسبي في التهديدات الإيرانية الموجهة ضد إسرائيل، بعد فترة من التصعيد الذي شهدته المنطقة.
وتشير التقديرات العسكرية إلى أن حاملة الطائرات "كارل فينسون" ستبدأ بالخروج من نطاق القيادة المركزية الأميركية قريباً، مع استعداد مجموعات من السفن الحربية للعبور عبر قناة السويس باتجاه مناطق أخرى، في إطار إعادة انتشار لا تعني انسحاباً كاملاً بل تخفيضاً مدروساً للقوات.
ورغم هذه التحركات، يؤكد مسؤولون في وزارة الدفاع أن الولايات المتحدة ستحافظ على وجود حاملة طائرات واحدة على الأقل في منطقة الشرق الأوسط، مصحوبة بسفن حربية ومدمرات وغواصات، إضافة إلى بقاء تشكيلات بحرية وجوية داخل الخليج العربي والبحر الأحمر وشرق المتوسط. كما أن القوات الجوية الأميركية ستبقى منتشرة في قواعد إقليمية رئيسية، مع استمرار وجود أنظمة دفاع جوي متقدمة.
وفي ما يخص الوجود البري، أوضح المسؤول أن عدد القوات الأميركية في سوريا، والذي يبلغ حالياً نحو 1500 جندي، سيتقلص خلال الفترة المقبلة ليصل إلى أقل من ألف، دون الخوض في التفاصيل لدواعٍ عملياتية. أما في العراق، فيوجد نحو 2500 جندي أميركي، ومن المتوقع أن ينخفض هذا العدد تدريجياً، وفق اتفاق قائم مع الحكومة العراقية يقضي بانسحاب القوات الأميركية من القواعد الرئيسية قبل نهاية شهر سبتمبر المقبل، مع بقاء عدد محدود من الجنود في إقليم كردستان لمدة إضافية تمتد لعام آخر.
ويأتي هذا التوجه العسكري في إطار مراجعة شاملة للانتشار الأميركي في المنطقة، حيث تشير التقييمات الدفاعية الأميركية إلى أن عدد القوات المنتشرة حالياً يفوق ما كان عليه قبل أربع أو ثماني سنوات. وصرّح مسؤول بالبنتاغون أن الولايات المتحدة تمتلك قدرات عسكرية هائلة في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن الهدف هو الحفاظ على جاهزية الردع والدفاع في وجه أي تهديد محتمل.
وأضاف أن الوضع الراهن لا يشير إلى خطر وشيك، لكن من غير الممكن تجاهل ما وصفه بـ"طبيعة الشرق الأوسط غير المتوقعة"، مؤكداً أن الانسحابات الجزئية ستتم وفق جدول زمني مدروس يراعي طبيعة التحولات الإقليمية وتطور التهديدات الأمنية.
ويعكس هذا الموقف استمرار اعتماد واشنطن على سياسة الردع الاستراتيجي، التي تعتمد على الوجود العسكري النوعي والجاهز في مناطق التوتر، مع تجنب التورط الميداني واسع النطاق. ويقول محللون إن هذا التوجه يعكس فشل ما بات يُعرف بـ"عقيدة كوريللا"، المنسوبة إلى قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل إريك كوريللا، والتي كانت ترتكز على الضربات المركزة عن بُعد باستخدام قاذفات استراتيجية وطائرات شبح، لتقليص الحاجة إلى وجود دائم.
وتشير بعض التقييمات إلى أن هذه المقاربة لم تُحقق أهدافها بالكامل، سواء في التعامل مع إيران أو مع المجموعات المسلحة كالحوثيين، وهو ما دفع الإدارة الأميركية للاحتفاظ بقدرات عسكرية مرنة ومستمرة في المنطقة، ريثما يتم التوصل إلى توازن جديد في معادلة الردع الإقليمي.
ويبدو أن الرئيس الأميركي، رغم رغبته المعلنة في تقليص انتشار القوات حول العالم لصالح التفرغ للمنافسة مع الصين، يواجه واقعاً أمنياً في الشرق الأوسط يفرض عليه الحفاظ على وجود عسكري مستمر، في منطقة توصف من قبل مسؤولي الدفاع الأميركيين بأنها "منطقة المفاجآت".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
"البنتاغون" يعتذر بعد التكتم على دخول الوزير أوستن للمستشفى
«البنتاغون» يكشف آخر تطورات الحالة الصحية لوزير الدفاع الأميركي
إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"
المصدر :" مصر اليوم "
أخبار متعلقة :