belbalady.net واشنطن ـ مصر اليوم
أعلن الملياردير الأميركي إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم، عن تأسيس حزب سياسي جديد يحمل اسم "حزب أميركا" (America Party)، مؤكداً أنه يستهدف تمثيل نحو 80% من الناخبين الأميركيين الذين وصفهم بأنهم "في الوسط". ويأتي هذا التحرك بعد فترة من دعمه السياسي للرئيس السابق دونالد ترامب، قبل أن يعلن معارضته له بسبب ما وصفه بـ"الإنفاق الحكومي المرتفع".
ورغم ما يتمتع به ماسك من نفوذ وثروة طائلة، فإن تأسيس حزب سياسي في الولايات المتحدة يواجه جملة من التحديات المؤسسية والتاريخية، إذ يستند النظام الانتخابي الأميركي إلى مبدأ "الفائز يأخذ كل شيء"، ما يجعل من الصعب على الأحزاب الثالثة حصد مقاعد حقيقية في الكونغرس أو الفوز في الانتخابات الرئاسية.
وبحسب تحليل نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، فإن الحزب الجديد يواجه ستة تحديات رئيسية، أبرزها العقبات القانونية والإدارية أمام تسجيل الحزب في الولايات، والحصول على التوقيعات اللازمة لإدراج مرشحيه على بطاقات الاقتراع. كذلك، يعاني النظام الأميركي من غياب بيئة مؤسسية تدعم صعود الأحزاب الجديدة، مقارنة بالديمقراطيات البرلمانية في أوروبا التي تسمح بتمثيل نسبي.
ويضيف التقرير أن الأحزاب الثالثة لم تحقق نجاحاً حقيقياً في تاريخ السياسة الأميركية منذ أكثر من نصف قرن، حيث لم يتمكن حتى المرشحون ذوو الشعبية العالية مثل روس بيرو عام 1992 من الحصول على أي صوت في المجمع الانتخابي رغم حصدهم نسبة معتبرة من التصويت الشعبي.
كما يشير التحليل إلى أن ماسك قد يواجه معضلة في بناء قاعدة انتخابية متماسكة، لأن ما يُعرف بـ"الوسط السياسي" في الولايات المتحدة ليس تياراً منظماً أو متجانساً من حيث القضايا والأولويات. ويفتقر هذا الوسط إلى هوية سياسية موحدة أو مصالح مشتركة تُمكن من بناء تحالفات انتخابية قوية.
من جانب آخر، فإن انقطاع ماسك عن الجمهوريين، وابتعاده عن ترامب، جعله في مواجهة محتملة مع الحزبين الكبيرين، خصوصاً أن بعض الجمهوريين أعلنوا تشكيل لجان سياسية لمواجهة الحزب الجديد. وتثير علاقاته المتوترة مع الحزب الجمهوري شكوكًا حول قدرته على حشد دعم سياسي فعّال من داخل المؤسسة التقليدية.
ويطرح التقرير كذلك تساؤلات حول شخصية ماسك ومدى ملاءمتها للسياسة، حيث يعرف الملياردير بنزعاته المزاجية وعدم صبره على الإجراءات البيروقراطية المعقدة، وهو ما قد يعيق مسار الحزب في تسجيل المرشحين وخوض الحملات الطويلة والمعقدة. كما أن تجربة ماسك في تمويل حملات قضائية وسياسية سابقة أظهرت أن المال وحده لا يكفي للفوز، خاصة في ظل وجود منافسين راسخين يمتلكون شبكات دعم قوية.
ويخطط ماسك للتركيز في البداية على انتخابات التجديد النصفي المقبلة، قائلاً إن حزبه سيستهدف سباقات حاسمة في ولايات مختارة يمكن أن تكون "نقاط تحول" في قوانين وقضايا مثيرة للجدل. ومع ذلك، يرى مراقبون أن ذلك لن يكون كافياً لبناء حزب مستدام قادر على خوض الانتخابات الوطنية بنجاح.
وفي ظل هذه التحديات المعقدة، يبقى مستقبل "حزب أميركا" مفتوحًا على احتمالات كثيرة، ويعتمد نجاحه إلى حد كبير على قدرة ماسك على تحويل شعبيته الشخصية إلى حركة سياسية منظمة ذات قاعدة جماهيرية، وهو أمر لم تنجح فيه شخصيات بارزة سبقت ماسك إلى الساحة السياسية الأميركية.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"
المصدر :" مصر اليوم "
أخبار متعلقة :