كتب
إبراهيم رمضان
سجل أعضاء جماعة «الإخوان» حافل بمختلف الجرائم، وكان أحدث صفحاته سلسلة العمليات التى نفذتها عقب ثورة 30 يونيو المجيدة، التى اقتلعت رأس حكمها، وطهَّرت البلاد من خطاياها.
رد أعضاء الجماعة الإرهابية على ثورة الشعب ضدهم، بحرق 65 كنيسة ومبنى ملحقًا، بالإضافة لمدارس تابعة فى مختلف محافظات مصر، بهدف إرهاب جزء أصيل من أبناء هذا الوطن العزيز.
أحرقت الجماعة قسم شرطة كرداسة، وقتلت كل من فيه من الضباط والجنود، وطالت أياديها الآثمة مرضى معهد الأورام، بعد أن فجرت المبنى، وحاصرت المحكمة الدستورية العليا لمنع القضاة من ممارسة عملهم.
سبق ذلك، وفى مشهد خطير ساهم بشكل أو بآخر للوصول إلى ثورة 30 ينويو 2013، وتحديدًا فى الذكرى الـ39 للاحتفال بانتصارات أكتوبر 2012، استضاف الرئيس المعزول محمد مرسى، قتلة بطل الحرب والسلام محمد أنور السادات (طارق وعبود الزمر وصفوت عبدالغنى) فى إشارة لا تنسى لما ينتظر أبناء مصر الأحياء على يد من جلسوا فى الصفوف الأولى للاحتفال، مكان أبطال أكتوبر العظام، فى حين غابت عائلة الرئيس الشهيد!
حصار الدستورية
حاصر أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية فى 2 ديسمبر 2012 المحكمة الدستورية، فى واحدة من أبشع الجرائم التى ارتكبها تنظيم الإخوان الإرهابى فى حق القضاة، عقب إعلان تحديد المحكمة موعد جلسات نظر الطعون المقدمة على تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور وعدم دستورية قانون معايير انتخاب أعضائها، وعدم دستورية قانون انتخاب أعضاء مجلس الشورى الذى هيمن عليه حزب الحرية والعدالة المنبثق عن تنظيم الإخوان، ليعطى صفوت حجازى الإشارة لأتباع التنظيم الإرهابى بالاحتشاد أمام مقر المحكمة الدستورية بمنطقة المعادى فى محافظة القاهرة، وغلق الطريق وافتراش الأرصفة، ليفاجأ القضاة صباح يوم نظر القضية بمنعهم من الدخول وبالهتافات العدائية ضد المحكمة وأعضائها، حيث تظاهر حوالى 5 آلاف شخص أمام مقر المحكمة.
نصب الإخوان منصة أمام بوابتى الدخول للمحكمة الدستورية العليا لمدة 18 يومًا، ووضعوا مكبر صوت عليها، رددوا فيه الهتافات المناوئة للمحكمة وقضاتها، ولم يتمكن مستشارو المحكمة الدستورية العليا من الحضور وأداء عملهم اليومى، وقررت المحكمة تأجيل عقد جلساتها إلى أجل غير مسمى.
وأصدرت «الدستورية العليا» بيانًا وقتها تضمن تعليق أعمالها لأجل غير مسمى بسبب حصار مؤيدى محمد مرسى مبناها، ووصفت الاحتجاجات بأنها «اغتيال معنوى لقضاتها».
وقالت المحكمة، فى بيانها، إن قضاتها تبيَّن لهم لدى اقترابهم من المبنى أن هناك خطرًا يتهدد سلامتهم «فى ظل حالة أمنية لا تبعث على الارتياح».
ووصفت المحكمة ما دار حول المبنى بأنه «يوم حالك السواد فى سجل القضاء المصرى على امتداد عصوره»، وأشارت المحكمة إلى أن تعليق الجلسات جاء رفضًا للأجواء المشحونة بالغل والحقد والرغبة فى الانتقام واصطناع الخصومات الوهمية.
وعادت المحكمة الدستورية العليا للانعقاد مرة أخرى فى 15 يناير 2013 لإصدار الحكم بعدم دستورية قانون تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور، وحل مجلسى الشعب والشورى، واستمرت المحكمة فى الانعقاد على مدار عدة جلسات، انتهت فى 2 يونيو 2013، بإصدار حكم من الدستورية ببطلان تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور، وحلها، وكذلك حل مجلس الشورى، مع الانتظار لحين انعقاد مجلس النواب.
حرق 65 كنيسة
طالت أيادى أعضاء جماعة «الإخوان» الإرهابية وأتباعها دور العبادة عبر حرق 65 كنيسة منذ أن تمت الإطاحة بحكم المعزول «محمد مرسى»، بالإضافة للاعتداءات التى تمت فى 17 محافظة فى وقت متزامن، ليفقد 14 مسيحيًا أرواحهم فى عمليات الاعتداء على الكنائس، والاعتداء على 23 كنيسة بالمولوتوف والحجارة.
وأحرق أعضاء الجماعة 6 مدارس تابعة للكنائس، بجانب اعتدائهم على منازل مواطنين مسيحيين، والاستيلاء على سيارات المطافى والإسعاف لمنعها من إطفاء الكنائس أو إسعاف المصابين المسيحيين.
وفور إعلان عزل محمد مرسى، اقتحمت مجموعة من المسلحين مبنى تابعًا لكنيسة مارجرجس فى قرية دلجا بمحافظة المنيا، ووصلت هذه الاعتداءات إلى ذروتها بعد فض قوات الأمن بالقوة اعتصامين لأنصار جماعة الإخوان فى 14 أغسطس فى ميدانى رابعة العدوية والنهضة بالقاهرة.
وشهدت محافظة المنيا أكبر عدد من الاعتداءات على الكنائس والأديرة والتى منها الكنيسة الإنجيلية بمنطقة جاد السيد وكنيسة خلاص النفوس وكنيسة الأمير تاوضروس وكنيسة مار مينا وحرق دير العذراء الأثرية، وكنيسة مارجرجس، ومبنى خدمات، ومقر إقامة للأسقف، وحضانة، وحرق كنيسة الإصلاح بقرية دلجا بدير مواس، وتدمير منزل القس أنجلوس كاهن كنيسة العذراء والأنبا إبرام.
وهاجمت الجماعة الإرهابية كنيسة مارمينا بمنطقة أبوهلال، ومدرسة ودير راهبات القديس يوسف، وكنيسة الأنبا موسى الأسود، وكنيسة مار يوحنا، وكنيسة العذراء وإنزال الصلبان من عليها.
وأحرق عناصر جماعة «الإخوان» 6 كنائس فى أسيوط هى كنيسة مار يوحنا المعمدان، وكنيسة الإدفنست، والكنيسة الرسولية، وكنيسة مار جرجس للأقباط الأرثوذكس، وهيكل كنيسة سانت تريز، وحرق كنيسة الملاك، وحاصروا مطرانية الأقباط الأرثوذكس بمركز أبو تيج، واعتدى أعضاء الجماعة على 5 كنائس فى الفيوم حيث تم حرق كنيسة العذراء بالمنزلة بمركز يوسف الصديق، وحرق كنيسة الأمير تادرس، وكنيسة الشهيدة دميانة، واقتحام ونهب محتويات الكنيسة الإنجيلية، وحرق جمعية أصدقاء الكتاب المقدس.
وأحرق أعضاء الجماعة الإرهابية كنيسة الملاك ميخائيل بكرداسة، فى محافظة الجيزة، بالإضافة للاعتداء على دير كرم الرسل ونهبه، ومحاصرة كنيسة الشهيدين بصول، ومحاصرة كنيسة العذراء بمركز الصف.
وشهدت محافظة السويس حرق الكنيسة اليونانية القديمة، واقتحام وحرق مدرسة وكنيسة الراعى الصالح، وحرق مدرسة الفرنسيسكان.
مذبحة قسم كرداسة
بدأت أحداث قضية «مذبحة كرداسة» فى منتصف أغسطس عام 2013 عقب فض اعتصامى جماعة الإخوان بميدانى رابعة العدوية والنهضة المؤيدين للمعزول محمد مرسى، بعدما اقتحم أنصار مرسى مركز شرطة كرداسة، ما أسفر عن قتل مأمور القسم ونائبه ونحو 12 ضابط وفرد شرطة وإتلاف مبنى القسم، وحرق عدد من سيارات ومدرعات الشرطة، وحيازة الأسلحة النارية الثقيلة.
وعقب القبض على المتهمين والتحقيق معهم بمعرفة النيابة العامة، صدر قرار من النائب العام بإحالة 188 متهمًا للمحاكمة الجنائية، ووجهت لهم تهم الاشتراك مع آخرين مجهولين، فى ارتكاب جرائم القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، إذ شرعوا فى جرائمهم بعدما اقتحموا مركز شرطة كرداسة، وقتلوا العديد من ضباط وأفراد قوة قسم شرطة كرداسة، كما قاموا بسحلهم والتمثيل بجثثهم.
وأسندت النيابة للمتهمين تهمة إتلاف مبنى القسم، وحرق عدد من سيارات ومدرعات الشرطة، وحيازة الأسلحة النارية الثقيلة.
وأصدرت محكمة النقض أحكامًا رادعة بالإعدام شنقًا لـ20 متهمًا بالقضية، وذلك بعد تمسك دار الإفتاء برأيها، والسجن المؤبد لـ80 متهمًا، والمشدد 15 عاما لـ34 متهمًا، والسجن 10 سنوات لطفل حدث دون 18 سنة، وإيداعه بدار رعاية الأحداث، وبراءة 21 متهمًا.
تفجير معهد الأورام
عاشت مصر فى 4 أغسطس 2019، ليلة حزينة، بعد أن شهدت جريمة إرهابية مؤلمة ارتكبها أعضاء تنظيم جماعة الإخوان، بتفجير سيارة مفخخة أمام معهد الأورام القومى بالقاهرة، ما أسفر عن استشهاد 22 شخصًا وإصابة 40 آخرين، بجانب خسائر مادية جسيمة.
نتج تفجير معهد الأورام نتيجة اصطدام سيارة محملة بالمتفجرات كانت تسير عكس الاتجاه على كورنيش النيل بمجموعة من السيارات المدنية، ما أسفر عن موجة مدمرة من اللهب والدخان، تسببت فى تحطم واجهة معهد الأورام، ما ألحق أضرارًا جسيمة بالمبنى والمرضى داخله.
ووقف خلف التفجير حركة حسم، إحدى الأذرع المسلحة لجماعة الإخوان المسلمين، وكشفت التحقيقات أن السيارة المفخخة كانت تحمل مواد شديدة الانفجار، وكانت فى طريقها لتنفيذ هجوم كبير آخر قبل أن تتسبب فى المأساة.
لم تقتصر الخسائر على الأرواح والمصابين فقط، بل شملت مرضى السرطان الذين يتلقون علاجهم فى معهد الأورام، وتحطمت الأجهزة الطبية وغرف العلاج، ما أدى إلى توقف مؤقت للخدمات الصحية ونقل المرضى إلى مستشفيات أخرى.
إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"
المصدر :" روز اليوسف "
أخبار متعلقة :