بالبلدي | BELBALADY

: الجيش أنقذ الموقف فى أرض الفيروز إرهاب الجماعة ضد أبناء سيناء

كتب

الحسين عبدالفتاح

أعاد خبراء استراتيجيون وشيوخ قبائل وعواقل التذكير بجرائم جماعة الإخوان الإرهابية خلال فترة ما بعد 2011، باعتبارها امتدادًا لنشاط التنظيم السرى منذ نشأته بدعم من الاحتلال البريطانى عام 1928، واستمرارًا لأسلوب العنف والتخريب الذى اعتمدت عليه الجماعة فى صراعاتها مع الدولة والمجتمع.

 

خلال عام واحد فقط من حكم جماعة الإخوان الإرهابية لمصر، كانت النتائج كارثية على مختلف الأصعدة. إذ لم يكن هذا العام مجرد فترة سياسية مضطربة، بل كان بمثابة حقبة سوداء فى تاريخ الدولة المصرية، جرى فيها تمزيق النسيج الوطنى، وتفكيك المؤسسات، ونشر الفوضى، وتدشين جيل من القتلة والمجرمين تحت مظلة الدين، وباسم الولاء للمرشد لا للوطن.

اعتمدت الجماعة على عقلية الاستحواذ والسيطرة، وعندما رفض المصريون هذا النهج وثاروا عليه فى 30 يونيو، لجأت الجماعة إلى السلاح والدمار كوسيلة للانتقام، فكانت التفجيرات، وعمليات القتل، واستهداف بيوت الله من مساجد وكنائس، عنوانًا لمرحلتهم بعد فقدان السلطة.

ولأن سيناء كانت ولا تزال قلب الأمن القومى المصرى، أصبحت هدفًا استراتيجيًا للإخوان ومن دار فى فلكهم من تنظيمات متطرفة. هنا بدأت معركة الوعى والميدان، التى شارك فيها الجيش، والأهالى، والقيادات الأمنية، وشيوخ القبائل، لكشف المخطط، وتفكيك أدواته، وتحرير الأرض من قوى الظلام.

وفى سياق هذا التوثيق، بادرت «روزاليوسف» بمراجعة قادة عسكريين وخبراء أمنيين لتقديم تقييم مفصّل حول حجم التهديد الذى مثّلته الجماعة؛ خصوصًا فى شبه جزيرة سيناء، حيث سعت إلى تفكيك البنية القبلية وإقامة موطئ قدم للتنظيمات المتطرفة المرتبطة بها.

توطين المتطرفين

قال الشيخ عبدالقادر سلمى محمد عبدالحى الشوربجى، من أبناء العريش، إن فترة حكم الإخوان كانت الأصعب على أهالى سيناء، إذ سعت الجماعة لإقصائهم، وطمس هويتهم، وتوطين المتطرفين، فاستهدفوا المعارضين، وانهارت الخدمات، مما فجّر غضبًا شعبيًا، وكان أبناء سيناء فى مقدمة صفوف ثورة 30 يونيو، ورفضوا هيمنة الجماعة وتدهور الدولة.

وأوضح أن القبائل ساندت القوات المسلحة فى الحرب على الإرهاب حتى تم تطهير سيناء، رغم ما عانوه من استهداف وقتل، مؤكدًا أن سيناء لن تكون أرضًا للإرهاب أبدًا، وأن الأهالى يدعمون القيادة السياسية، ويشيدون بالنهضة التنموية التى تشهدها أرض الفيروز.

 زراعة الفتن

أكد الشيخ شادى الهوارى، أحد عواقل قبيلة الدواغرة بشمال سيناء، أن جماعة الإخوان حاولت تفتيت وحدة قبائل سيناء، وزرع الفتن، لكن أبناء سيناء كانوا يدًا واحدة، وحافظوا على الهوية الوطنية، وشهدت مدينة بئر العبد جرائم الإرهاب، ومنها مجزرة مسجد الروضة، لكن ذلك لم يهزمهم، ووقفوا مع القوات المسلحة حتى تطهير سيناء.

وأضاف أن آلافًا من أبناء سيناء شاركوا فى ثورة 30 يونيو، ورفضوا الإخوان، وحافظوا على الأرض والدم، مشيرًا إلى النهضة التى أعقبت الثورة بقيادة السيسى، والتى وفرت لهم حياة كريمة، لذا نقول للرئيس السيسى: «سر على بركة الله، فكل أبناء الدواغرة وقبائل سيناء خلفك ويدعمون قراراتك، ونحن فى الصف الأول للدفاع عن الوطن».

 إحباط المخطط

أكد الشيخ فريج سالم حسن فريج، شيخ قبيلة الحويطات بجنوب سيناء، أن جماعة الإخوان سعت للتفريط فى سيناء، لكن الأهالى أحبطوا المخطط، واستلهموا من الأجداد روح التضحية، رافضين التهجير رغم استهدافهم بالقتل. وشهدت سيناء بعد القضاء على الإرهاب نهضة تنموية شاملة، من مشروعات عملاقة، وطرق، وأنفاق، ومنشآت تعليمية وصحية، وحياة كريمة؛ لذا فإن كل قبائل سيناء تقف خلف قرارات الرئيس عبدالفتاح السيسى وتدعمه فى الحفاظ على السيادة المصرية والأمن القومى.

 الإقصاء

أكد اللواء أركان حرب د. محمد العابد، خبير صقل المهارات القيادية والإدارية، أن جماعة الإخوان سعت لإسقاط الدولة بمبدأ «يا نحكمكم يا نقتلكم»، عبر عقلية الإقصاء والتطرف، ورفض المشاركة السياسية لنشر الفوضى والعنف، وإرهاق الدولة بمظاهرات مصطنعة، وشن عمليات إرهابية ضد الجيش والشرطة، ونشر الشائعات، وتأجيج الطائفية، والاستقواء بالخارج.

وأضاف أن ثورة 30 يونيو حمت مصر من مخطط أخونة الدولة، وحافظت على الهوية المصرية، ومنعت تفكك مؤسسات الدولة، وحققت الاستقرار، وكان الجيش حامى إرادة الشعب، فاستجاب للنداء ومنع الفوضى، وأمن المنشآت الحيوية، وحافظ على وحدة الدولة.

وأشار إلى سعى الجماعة لبيع جزء من سيناء عبر مشاريع لتوطين الفلسطينيين، والسماح بوجود الفصائل الإرهابية، وتحويلها لمنطقة خارجة عن السيطرة، لكن الجيش نجح فى تطهير سيناء بعمليات عسكرية شاملة وتأمين الحدود وتدمير الأنفاق، بالتزامن مع مشاريع تنموية كبرى.

وأكد العابد أن القوات المسلحة تعمدت تأخير العمليات لتفادى سقوط ضحايا من المدنيين، فاتبعت استراتيجية دقيقة تراعى حياة الأبرياء، من خلال تأمين الممرات، والتخطيط الدقيق، والاستهداف المحدد، لتبقى درع الوطن وسيفه.

اصطفاف

من جهته قال اللواء د. سمير فرج، الخبير الاستراتيجى، مدير إدارة الشئون المعنوية الأسبق؛ إن ثورة 30 يونيو كانت علامة فارقة فى تاريخ الدولة المصرية، وتأكيد أن الشعب المصرى كان ضد حكم جماعة الإخوان الإرهابية، مشيرًا إلى أن الثورة كانت شعبية ساندها الجيش منذ يومها الأول، وكانت القوات المسلحة المصرية هى حامية الإرادة الشعبية.

وأضاف أنه لولا تحرك الجيش المصرى لما نجحت الثورة فى 30 يونيو، مشددًا على أن الجيش المصرى القوى حمى مصر وأنقذها من مصير سوريا والعراق واليمن، خاصة أن التنظيم المتطرف كان يهدف لإسقاط مصر فى مستنقع الفوضى والطائفية.

وأشار إلى أن محمد مرسى كان مندوب مكتب الإرشاد، وكان ستارًا للتنظيم، كل دوره هو تنفيذ تعليماتهم، لافتًا إلى أن الشعب المصرى أطلق عليه لقب «الاستبن».

وشدد على أن الرئيس عبدالفتاح السيسى كان دائمًا قائدًا صاحب رؤية وقرار، إذ اتخذ أعظم قرار فى تاريخ مصر الحديث وانحاز للشعب فى 30 يونيو، وبعد إسقاط الإخوان بدأت مصر عهدًا جديدًا من التنمية وبناء الجمهورية الجديدة.

وأكد أن مصر خلال فترة حكم الإخوان تدهورت داخليًا وخارجيًا، وتسلم السيسى دولة فى أسوأ حالاتها اقتصاديًا، واجتماعيًا، وسياسيًا، وأمنيًا، لكنه قادها إلى بر الأمان، وأعاد لمصر ثقلها الإقليمى والدولى، وتبقى مصر أقوى من أى مؤامرة، وأصلب من كل محنة، طالما وعى شعبها حاضر، ويد أبنائها متشابكة فى وجه العدو والإرهاب. لقد أثبت المصريون فى 30 يونيو أن الشعوب الحية لا تُخدع طويلًا، وأن الهوية الوطنية لا تُسرق، وأن الدولة حين تنهض من كبوتها تُبهر العالم.

وأضاف: اليوم، لا مكان للتراخى، فالمعركة مستمرة، معركة الوعى والعمل والبناء. فليكن كل مصرى حارسًا على بوابة الوطن، وكل شاب درعًا لعقله وقلبه، فبالعلم والتماسك ننتصر، وبالعمل والأمل نبنى مصر الجديدة التى نحلم بها لأبنائنا.

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" روز اليوسف "

أخبار متعلقة :