بالبلدي | BELBALADY

: المصطبة.. محمد عبد المنعم الذى أعرفه

كان لى شرف معاصرة عدد من رؤساء التحرير فى مجلة روز اليوسف، ومن أبرزهم الراحل الأستاذ محمد عبدالمنعم صاحب الفضل بعد الله سبحانه وتعالى فى تعيينى بمؤسسة روزاليوسف العريقة فى وقت كان التعيين بها أمرًا بالغ الصعوبة.

ما أذكره لهذا الرجل أنه تم تعيينى من دون أى واسطة وبمنتهى العدالة بين الجميع رغم أننى كنت تقريبًا الأحدث بين أبناء دفعتى فمنهم من تجاوزت فترة عمله قبل التعيين الست سنوات أو أكثر.

كما كان لى الشرف أن أكون ضمن أعضاء المكتب الفنى لرئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير مع الزملاء محمد جمال الدين، وائل لطفى، ولاحقًا إسلام كمال، وهو مكتب كان ملحقًا بشكل مباشر بمكتبه وتحت إشرافه الشخصى.

ومن أبرز سمات الراحل محمد عبد المنعم، الجدية الشديدة فى الالتزام بالمواعيد، تضبط الساعة على مواعيد وصوله مكتبه، وانضباطه التام فى العمل، ولعل هذا يرجع إلى خلفيته العسكرية السابقة.

يحسب للراحل الاهتمام بتعظيم أصول مؤسسة روزاليوسف، بداية من تجديد المبنى القديم مرورًا بشراء المدرسة الملاصقة له وتجديد القصر الأثرى وبناء المبنى الجديد الذى توجد به المطابع الحالية، وشراء قطعة أرض فى جاردن سيتى فى الجهة المقابلة لمبنى روزاليوسف على شارع قصر العينى، وتطوير المطابع والتوسع فى أسطول التوزيع، وهيكلة إدارات المؤسسة بشكل متطور، بالإضافة إلى الأرشفة الإلكترونية لمجلة روزاليوسف التى حافظت على إرث المجلة العريقة كونها أحد الإصدارات الصحفية التى لم تكن فقط راصدة للأحداث بل صانعة لها فى الكثير من الأوقات، ولولا مشروع الأرشفة لفقدنا الكثير من تلك الأعداد وبذلك نكون قد فقدنا رافدًا بالغ الأهمية من روافد التاريخ المصرى الحديث، ناهينا عن الاهتمام بإدخال شبكة الحاسب الآلى فى قطاعات العمل الصحفى المختلفة، وهو الأمر الذى تأخرت فيه روزاليوسف عن غيرها من المؤسسات الصحفية كثيرًا.

أما على المستوى الإنسانى، ولكونى أحد الذين تعاملوا معه عن قرب، فإنه كان يخفى خلف ذلك الانضباط والالتزام روح أب يتعامل معنا بصفتنا أبناؤه قبل أن نكون صحفيين شبابا فى مطبوعة يترأس مجلس إدارتها ورئاسة تحريرها.

أذكر ذات مرة، كان رحمه الله مريضًا ولم يستطع الحضور إلى مكتبه، ولكونه حريصا على كتابة افتتاحيته الأسبوعية تم استدعائى للذهاب إلى منزله من أجل أن يملى عليّ الافتتاحية، فكان حريصًا على أن أذهب إليه فى سيارة رئيس مجلس الإدارة مع بالغ الترحيب والود منذ اللحظة الأولى التى وطأت فيها قدماى منزله مع خفة ظله المعهودة وتكرار التعبير عن شكره لحضورى، رغم إننى لم أكن سوى شاب حديث التعيين، وهو رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.

وكان رحمه الله  يملى علينا من حين إلى آخر افتتاحية المجلة الأسبوعية، لا يستنكف أو يجد غضاضة، فى أن نبدى رأيًا هنا أو هناك فيما يمليه علينا ويسأل ويناقش دون أى استعلاء، بل على العكس كان يشيد بما نقدمه من آراء.

وأخيرًا لا يمكن لأحد أن ينكر الدور الكبير الذى لعبه الأستاذ محمد عبد المنعم رحمه الله فى تعظيم أصول المؤسسة وتطوير مطابعها، وتجديد مكاتب المحررين بالشكل اللائق الذى يوفر للصحفى بيئة عمل مريحة، ولا تزال تلك التجديدات باقية شاهدة على فترة نهضة معمارية وتعظيم أصول المؤسسة.

رحم الله الفقيد الراحل وأسكنه فسيح جناته.

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" روز اليوسف "

أخبار متعلقة :