بالبلدي | BELBALADY

: ميناء الداخلة الأطلسي: بوابة إفريقيا الجديدة نحو العالمية

حلم استراتيجي يتحول إلى واقع

بينما تُنسج خيوط النهضة الاقتصادية الإفريقية، يبرز ميناء الداخلة الأطلسي في جنوب المغرب كحلقة وصل حيوية تربط القارة السمراء بالعالم. بتكلفة تفوق **12.65 مليار درهم مغربي** (نحو 1.3 مليار دولار) ، وطاقة استيعابية تصل إلى **37 مليون طن** من البضائع سنوياً في مرحلته الأولى ، يُعد هذا المشروع الضخم أحد أعمدة الرؤية الملكية للملك محمد السادس لتعزيز التكامل الإقليمي والانفتاح على الفضاءين الإفريقي والأمريكي.

الأقسام الرئيسية للمشروع: هندسة طموحة
صُمم الميناء ليكون شاملاً وقابلاً للتوسع، مقسَّماً إلى ثلاثة أقسام متكاملة:

1. **الحوض التجاري**:
– عمق: **-16 متراً** تحت الصفر الهيدروغرافي.
– أرصفة: **675 متراً** لاستقبال سفن الحاويات العملاقة.
– مرافق داعمة: محطة للمحروقات ورصيف مخصص للسفن الحاملة للسيارات (رورو) .

2. **حوض الصيد البحري**:
– مساحة: **28.8 هكتاراً** من الأراضي المسطحة.
– قدرات: خدمة سفن الصيد الساحلي وأعالي البحار، مستفيداً من ثروة سمكية تمثل **65%** من إجمالي المخزون السمكي المغربي .

3. **حوض صناعة وإصلاح السفن**:
– أول منصة من نوعها في غرب إفريقيا، تهدف لاستقطاب السفن الإفريقية التي كانت تُضطر سابقاً للإصلاح في موانئ أجنبية .

بالإضافة إلى ذلك، يشمل المشروع **منطقة اقتصادية مجاورة** مساحتها **1,650 هكتاراً** مخصصة للخدمات اللوجستية والصناعات التحويلية .

الأهمية الإستراتيجية لإفريقيا: فك العزلة وتعزيز التكامل
1. **بوابة للدول الحبيسة**:

– يمثل الميناء حلاً حيوياً لدول الساحل الإفريقي (مالي، النيجر، بوركينا فاسو) التي تفتقد منافذ بحرية. وقد أكد وزير الخارجية المالي، عبد الله ديوب، أن المبادرة “**تتماشى مع استراتيجية تنويع ولوج بلاده إلى المحيط” .

2. **تعزيز التجارة البينية الإفريقية**:
– تدعم البنية التحتية للميناء **الاتفاقية القارية للتجارة الحرة(AfCFTA)، عبر تبسيط التبادل التجاري بين دول غرب ووسط إفريقيا.

– وفقاً للأمم المتحدة، مرت **1.3 مليار طن** من البضائع عبر موانئ إفريقيا في 2021، لكن القارة لا تمثل سوى **5%** من التجارة البحرية العالمية – وهو رقم يرتقب أن يرتفع بفضل مشاريع مثل الداخلة .

3. **محور للربط القاري:

– يُتوقع أن يصبح الميناء “**المكافئ الإفريقي لميناء سان فرانسيسكو**” في الولايات المتحدة، حيث يستقبل السفن القادمة من آسيا والأمريكتين، وفقاً لخبراء الاقتصاد .
– سيعزز الروابط مع موانئ رئيسية مثل داكار، لخلق شبكة لوجستية متكاملة في غرب إفريقيا .

الأثر التنموي: قاطرة للاقتصاد المحلي والإقليمي

– **خلق فرص العمل**: يُنتظر توليد آلاف الوظائف المباشرة وغير المباشرة في جهة الداخلة-وادي الذهب، خصوصاً في قطاعات الصيد البحري والصناعات التحويلية .

– **جذب الاستثمار**: الاستثمارات المغربية في إفريقيا نمت **8 أضعاف** بين 2014 و2021، والميناء سيدعم هذا التوجه عبر جذب مستثمرين أوروبيين وأفارقة .

– مشاريع بنية تحتية داعمة**: مثل الطريق السريع **تيزنيت-الداخلة** (1,055 كم) الذي سيربط الميناء بشبكات النقل البرية نحو موريتانيا ودول الساحل .

الجدول الزمني والتحديات

– **التقدم الحالي**: وصلت أشغال البنية التحتية إلى **20%**، مع اكتمال الأعمال التحضيرية والبدء في إنشاء الجسر البحري .

– **موعد الافتتاح**: من المقرر تسليم المشروع في **2028**، لبدء التشغيل الفعلي في **2030** .

– **التحديات**: تتضمن التنسيق الجمركي بين الدول الإفريقية، حيث دعا برلمانيو غرب إفريقيا إلى “**توحيد البروتوكولات الجمركية**” لضمان تدفق تجاري سلس .

إعادة رسم خريطة الملاحة العالمية

ميناء الداخلة الأطلسي ليس مجرد منشأة بحرية، بل هو **استثمار في مستقبل إفريقيا** – كما وصفته قناة CNN . بدمجه بين الرؤية الملكية المغربية والاحتياجات الاقتصادية للقارة، يصبح هذا الورش نموذجاً لكيفية تحويل الموقع الجغرافي إلى قوة جيواستراتيجية دافعة للنمو جنوب-جنوب.

“الهدف ليس خلق منافسة بين الموانئ الإفريقية، بل تعزيز التكامل لرفع حصة إفريقيا من التجارة البحرية العالمية”

مع اقتراب التشغيل في 2030، يظل التحدي الأكبر هو تحويل هذه البنية التحتية إلى نسيج متكامل من الشراكات الإفريقية، يجعل الداخلة **عاصمة جديدة للتجارة القارية**، ويمنح إفريقيا صوتاً أقوى في الاقتصاد العالمي.

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" جريدة أحداث الداخلة "

أخبار متعلقة :