بالبلدي | BELBALADY

: الإرشاد الزراعى الرقمى تطويع التكنولوجيا لزيادة الإنتاجية وخدمة المزارعين

كتب

إبراهيم رمضان

أصبح الإرشاد الزراعى الرقمى جزءا أساسيا فى عمليات إدارة القطاع الزراعى، فى ضوء خطة الدولة للتحول الرقمى والاستخدام الأمثل لمختلف مستلزمات الإنتاج وتحقيق أعلى إنتاجية من الأرض وترشيد استهلاك المياه والحد من الاستخدام المفرط للمبيدات، وهو ما يدخل ضمن محاور استراتيجية وزارة الزراعة والاستصلاح الزراعى 2030، لتوفير الإرشادات الزراعية والتوصيات الفنية للمزارعين ومربى الثروة الحيوانية والداجنة والسمكية. 

اتخذت وزارة الزراعة سلسلة من الخطوات بالشراكة مع أكاديمية البحث العلمى والقطاع الخاص لتحقيق أقصى استفادة من استخدام تكنولوجيا الحاسبات والمعلومات لجمع وتحليل البيانات الزراعية لاتخاذ قرارات تقنية ذكية، عبر استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعى، وإنترنت الأشياء (IoT)، الطائرات بدون طيار (درون)، وأجهزة الاستشعار عن بعد لمراقبة الأراضى والمحاصيل وتحسين الكفاءة الزراعية، وكاميرات التصوير الدقيقة، كما يمكن أيضًا توظيف بيانات الأقمار الصناعية لخدمة الزراعة الرقمية.

من جانبه قال د.علاء عزوز، رئيس قطاع الإرشاد الزراعى بوزارة الزراعة إن وزارة الزراعة واكبت عملية التحول الرقمى التى تتبناها الدولة، من خلال استخدام مختلف التقنيات التكنولوجية لإيصال التوصيات الفنية والإرشادية للمزارعين عبر الإرشاد الزراعى الرقمى.

وأوضح «عزوز» أن قطاع الإرشاد الزراعى نجح فى تدشين موقع منصة مصر الزراعية، وعدد من الصفحات التابعة لها على مواقع التواصل الاجتماعى، لضمان سهولة وصوله لجميع العاملين فى القطاع الزراعى من مزارعين ومتخصصين لمختلف المعلومات والتوصيات والنشرات الإرشادية.

وأضاف: إن هذه الخطوة تترجم توجيهات وزير الزراعة علاء فاروق، التى أكد فيها على أهمية التوسع فى تقديم خدمات الإرشاد الزراعى للمزارعين وأن تقدم المنصة عبر الموقع الإلكترونى وصفحات مواقع التواصل الاجتماعى التوصيات الفنية الإرشادية، بلغة بسيطة لتسهيل وصولها لجموع المزارعين والمربين.

وأكد «عزوز» أن هدف المنصة هو تقديم كافة المعلومات والإرشادات والتوصيات لأبطال الإنتاج الزراعى العاملين فى قطاعاته المختلفة من استصلاح وإنتاج حيوانى وداجنى، وسمكى.

وأوضح رئيس قطاع الإرشاد الزراعى أن هذه المنصة تضم مجموعة متنوعة من الأبواب التى تقدم المعارف الزراعية لجموع العاملين فى القطاع الزراعى، بما يحقق الهدف الرئيسى وهو وصول المعلومات لأكبر عدد ممكن لضمان تطبيق أفضل الممارسات الزراعية الأمر الذى ينعكس على زيادة الإنتاج.

وعن أبرز تقنيات الزراعة الرقمية، قال د.عطوة أحمد عطوة، الأستاذ بمركز البحوث الزراعية، ورئيس الفريق البحثى لمشروع العيادة الزراعية الذكية: لدينا أجهزة الاستشعار عن بعد، والتى تستخدم لمراقبة مستويات الرطوبة فى التربة، جودة الهواء، ومستوى العناصر الغذائية، حيث توفر البيانات فى الوقت الحقيقى، ما يسمح للمزارعين بتحسين عمليات الرى والتسميد، موضحا أن دراسة أجرتها جامعة عين شمس فى 2021 أوضحت أن استخدام أجهزة الاستشعار قلل من استهلاك المياه بنسبة %25.

وأشار «عطوة» إلى استخدام الطائرات بدون طيار (الدرون)، لرصد صحة المحاصيل والكشف عن الأمراض الزراعية فى وقت مبكر، الأمر الذى يسهم فى تمكين المزارعين من اتخاذ إجراءات سريعة، تسهم فى زيادة الإنتاجية وتقليل الفاقد، حيث ساهمت تجربة هذه الطريقة فى إحدى مزارع منطقة الدلتا فى خفض استخدام المبيدات بنسبة %30.

وكشف الأستاذ بمركز البحوث الزراعية أن استخدام أنظمة الرى الذكى التى تعتمد على توصيل كميات المياه المثلى للمحاصيل وفقا لتحليل التربة والطقس، ساهم فى تقليل استهلاك المياه بنسبة تتراوح بين 30 - 40 % بحسب دراسة أجرتها وزارة الزراعة فى عام 2022، مقارنة بطرق الرى التقليدية.

وأوضح رئيس الفريق البحثى لمشروع العيادة الزراعية الذكية: «لقد أطلقته أكاديمية لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى فى تحليل البيانات وتشخيص الأمراض والآفات ونقص العناصر السمادية عن طريق تحليل صور الأعراض ونتج عن هذه المبادرة برنامج دقيق للتشخيص وتقديم الإرشاد الزراعى عن طريق الهواتف المحمولة فى خلال 3 ثوان». 

ونوه «عطوة» إلى أنه تم إنشاء عدد من التطبيقات التى تعمل من خلال الهاتف المحمول لعدد من المحاصيل مثل الموالح والرمان والنخيل والقمح وإدارة المزرعة، بهدف تقديم الإرشاد الرقمى، كان أبرزها برنامج احمى قمحك الذى تم استخدامه بنجاح خلال الحملة القومية للنهوض بمحصول القمح خلال العامين الماضيين. 

وأوضح الأستاذ بمركز البحوث الزراعية أن أحد المشاريع المبتكرة التى تطبق تقنيات الزراعة الرقمية فى مصر هو مشروع حصاد المياه الذى يستخدم التقنيات الذكية فى إدارة موارد المياه عن طريق تقنيات الاستشعار وتحليل البيانات لتوزيع المياه بطريقة فعّالة، ما يسهم فى تحسين استخدام المياه فى المناطق الجافة.

وأشار «عطوة» إلى أن وزارة الزراعة أطلقت المنصة الزراعية الرقمية (Agri-Tech Platform)، بالشراكة مع شركات تكنولوجيا محلية وعالمية بهدف توفير استشارات تقنية للمزارعين فى مجالات الرى، التسميد، ومكافحة الآفات، حيث تُظهر البيانات أن المنصة توفر للمزارعين معلومات دقيقة تساعدهم على تحسين الإنتاجية بنسبة تصل إلى 15 %. 

وتابع: أبرمت الحكومة عددًا من الاتفاقيات مع شركات التكنولوجيا المحلية والعالمية لتطوير حلول مبتكرة فى الزراعة، وتشمل هذه الحلول تقنيات الطائرات بدون طيار (الدرون) لمراقبة المحاصيل، وتطبيقات الهواتف الذكية لتقديم إرشادات زراعية محدثة، كما عقدت الحكومة المصرية شراكات مع شركات عالمية مثل «مايكروسوفت» و«IBM» لتطبيق حلول قائمة على الذكاء الاصطناعى وتحليل البيانات الضخمة، واتفاقية مع شركة مايكروسوفت لتطوير أنظمة إدارة البيانات الزراعية وتحليلها لتوقع الأمراض الزراعية والتنبؤ بمستويات الإنتاج.

ولفت «عطوة» إلى أن إحدى التجارب الناجحة تمثلت فى استخدام الذكاء الاصطناعى للتنبؤ بالمشاكل الزراعية قبل وقوعها، ما ساهم فى تقليل خسائر المحاصيل بنسبة 20 % فى بعض المناطق الزراعية.

 

من جانبه قال د.محمد القرش - المتحدث الرسمى لوزارة الزراعة - إن الوزارة تطبق هدهد المساعد الذكى للفلاح الذى تم تدشينه بالتعاون بين وزارتى الزراعة والاتصالات عام 2021، يُقدم الدعم الفنى، والممارسات الزراعية الحديثة والجيدة، من الزراعة وحتى الحصاد، ويساعد فى التعرف على أمراض النباتات والآفات وتقديم العلاج المناسب لمقاومتها، فى الوقت المناسب.

وبحسب تقرير لمنظمة الأغذية والزراعة «الفاو» فإن استخدام البيانات الضخمة التى تعتمد عليها تقنيات الزراعة الرقمية يسهم فى تحسين استراتيجيات الزراعة وزيادة الإنتاجية بنسبة 10 لـ 20 %. 

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" روز اليوسف "

أخبار متعلقة :