مؤجل – بيوت الطين.. منازل البسطاء تهددها أمطار الشتاء في نجع حمادي

ولاد البلد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

التحقيق يصور منازل الطين وكأنها آفة يجب التخلص منها رغم أنها تمثل تراث وتاريخ الصعيد – كما أن الموضوع لم يتطرق إلى وجود دراسات أو أبحاث عن احتمالية سقوط أمطار غزيرة على المدينة في الشتاء ومن المعروف أن محافظات الصعيد معدل سقوط الأمطار بها ضعيف جدا – هل هناك دراسات أو أبحاث تشير إلى احتمالية تعرض هذه المنازل للسقوط – هل هناك وقائع تؤكد انهيار المنازل في نجع حمادي خلال الأعوام الماضية بسبب الأمطار؟ – لا يوجد في وقائع الانهيارات المذكورة ما يشير إلى أنها كانت بسبب الأمطار – في الفقرة الثانية ذكر الزميل أنه وفق الباحثين في الهندسة الإنشائية …. لكنه لم يستكمل – كما لم يعتمد الموضوع على رأي مهندس واحد حتى – كان من الممكن الاستعانة بوقائع حدثت في مدن مجاورة بسبب الأمطار إذا وجد.

 

كتب: بسام عبدالحميد، أيمن الوكيل

على أعتاب الموت، يستقبل قاطني “بيوت الطين”، بقرى مراكز شمال محافظة قنا، لاسيما في مركز ومدينة نجع حمادي، فصل الشتاء، وأمطاره الغزيرة، التي تهدد أمنهم وسلامتهم، بعد أن تحولت بيوتهم إلى نعوش مأهولة يفترشون أرضها ويلتحفون بالسماء.

وبحسب المشاهدات المرئية، لمنازل قاطني شمال المحافظة، والباحثين في الهندسة الإنشائية، فإن القرى والنجوع، التي دخلتها الحداثة المعمارية، وضارعت المدن في مبانيها الشاهقة متعددة الطوابق، إلا أن هناك شريحة غير قليلة من سكانها، لا يزالون يقطنون في بيوت الطين، التي تنتشر في القرى الملاصقة للمناطق الزراعية والجبلية.

بيوت الطين، تصوير: بسام عبدالحميد
بيوت الطين، تصوير: بسام عبدالحميد

خطر الأمطار:

يروي أبوالحسن، فهيم، من قاطني بيوت الطين، بإحدى قرى شرق النيل، بنجع حمادي، أن معاناته مع الشتاء، تتجدد في كل عام، بسبب سقوط الأمطار، التي تحول كثافتها سطح منزلي وجدرانه، إلى “مخمرة طين” أي أنها تعيد الطوب اللبن إلى أصله الأول قبل تجفيفه وصناعته.

ويذكر فهيم، أزمة أسرته المكونة من 4 أفراد، الشتاء الماضي، بعد أن اضطرته الأمطار المتساقطة لطرق أبواب جيرانه والمكوث معهم، حتى انتهائها على خير، لافتًا أن المنزل الذي يقطن فيه ورثه عن والده المزارع الراحل، ولم يتمكن لضيق ذات اليد من إحلاله وتجديده مثل معظم بيوت القرية.

بيوت الطين، تصوير: ايمن الوكيل
بيوت الطين، تصوير: ايمن الوكيل

وعود بالاحلال:

ويحكي عبدالغني احمد، من قاطني بيوت الطين، بالمنطقة الجبلية بنجع حمادي، أن منزله المكون من طابق واحد، مهدد بالسقوط على رؤوسنا لا قدر الله إذا ما هطلت الأمطار بغزارة مثل ما حدث في الوجه البحري، قبل أيام، مشيرًا أن بعض الجمعيات الأهلية زاروا المنطقة، ووعدوا بإحلال المنزل وتجديده إلا أن ذلك لم يحدث حتى الآن.

وفي نجع التحرير، بالقرب من قرية بركة النموذجية، غرب مدينة نجع حمادي، تتجدد معاناة قاطنيها، ومخاوفهم كلما حل الشتاء، وفق روايات الأهالي، لـ”النجعاوية” والتي أفادوا خلالها أن منازلهم تتضرر بشكل كبير بسبب هطول الأمطار، لاسيما وأنها واقعة في منطقة تنخفض عن سطح الأرض بكثير.

بيوت الطين، تصوير: بسام عبدالحميد
بيوت الطين، تصوير: بسام عبدالحميد

أسقف خشبية وسعف نخيل:

أم محمد، ربة منزل، من أهالي النجع، أوضحت أن منزلها يغطى سقفه الأخشاب وسعف النخيل، وهو ما يجعل تساقط الأمطار ونفاذها من خلال السقف على أبنائها وبناتها، خطرا حقيقيا لا قدر الله، مشيرة أنها تأمل في أن يقوم أهل الخير بإحلال وتجديد المنزل قبل هطول أمطار الشتاء.

وفي قرية عزبة عبدالرحمن، الملاصقة لحضن الجبل، والتابعة للوحدة المحلية بالسلامية، يشير نصر الدين عبداللاه، من الأهالي، إلى أن القرية أكثر عرضة للخطر، بسبب ملاصقتها لجبل الطارف، لافتًا أن هناك العديد من الأسر التي لا تزال تقطن في بيوت الطين، في منطقة معرضة لسقوط الأمطار والسيول.

ويضيف عبداللاه، أن ضيق ذات اليد، حال دون إحلال هذه المنازل وتجديدها منذ إنشائها قبل عشرات السنين، وبالرغم من ذلك فهي لا تزال عامرة بقاطنيها من المواطنين وما يمتلكونه من ثروة حيوانية وداجنة، كلها معرضة للخطر الداهم، إذا لم يتم النظر إليهم في أسرع وقت ممكن.

بيوت الطين، تصوير: بسام عبدالحميد
بيوت الطين، تصوير: بسام عبدالحميد

مناطق معرضة للخطر:

وتأتي قرى البطحة وأبوعموري، غرب مدينة نجع حمادي، ضمن المناطق المعرضة لخطر الشتاء، وإن كانت تقل فيها بيوت الطين، التي تحول معظمها إلى مباني خراسانية حديثة، بحسب صلاح محمود، من الأهالي، الذي عبر عن قلقه البالغ كلما حل فصل الشتاء.

وفي قرى الهيشة والقناوية والقصر وحمرة الدوم وابوحزام وعزبة البوصة، بشرق النيل، وزليتم وسلاجه والدومة وبهجورة والدرب ونجع موسى في غرب النيل، اتفق الأهالي في ذات السياق، مطالبين بالعمل على مساعدة قاطني بيوت الطين المعرضة للخطر في فصل الشتاء، سواء بالإحلال والتجديد أو حتى مجرد تأمين أسطحها الخارجية.

وطالب الأهالي، بإدخال القرى المشار إليها ضمن المشروعات القومية التي يتم تنفيذها في مناطق النوبة بأسوان وبعض قرى محافظة الأقصر، والتي شملت إحلال وتجديد منازل المواطنين البسطاء، مشيرين إلى أن الهلع الذي يسيطر على عوائل هذه الأسر وأطفالهم أثناء سقوط الأمطار في فصل الشتاء أمر لا يمكن وصفه أو تصوره.

منزل منهار، تصوير: بسام عبدالحميد
منزل منهار، تصوير: بسام عبدالحميد

حوادث انهيار:

وكانت الوحدة المحلية لمركز ومدينة نجع حمادي، يناير الماضي، أعلنت انهيار منزل مبني بالطوب اللبن بقرية وبهجورة، دون وقوع إصابات أو خسائر في الأرواح.

وانتقل رئيس المدينة برفقة محمد عبدالحفيظ، رئيس قرية وبهجورة، إلى محل الواقعة برفقة ضباط مباحث مركز شرطة وبهجورة وقوات الحماية المدنية والإسعاف، وتبين من المعاينة والتحريات أن سبب الانهيار يعود إلى تصدع قديم بأساسات المنزل حيث انه مكون من طابقين بالطوب اللبن أدى إلى انهياره في الحال.

فيما لقي شخص مصرعه، في سبتمبر الماضي، أسفل الأنقاض في حادث انهيار منزل، بمركز قوص، جنوبي محافظة قنا، وعلى الفور انتقلت قوات الحماية المدنية ورجال الإنقاذ لانتشال الجثة.

وفي مارس 2019، انهار منزل محمد حسن تقي حفني، بقرية الحلاوية، شرق نجع حمادي، المبني بالطوب اللبن والمكون من غرفتين وصالة في ثلاث طوابق، وفقدان أثاثه، دون وجود إصابات.

وفي نوفمبر الماضي، أصيبت سيدتان وطفلة من أسرة واحدة بقرية نجع موسى علام، التابعة للوحدة المحلية لمجلس قروي هو، بنجع حمادي، شمالي قنا، في انهيار منزلهم المبني بالطوب اللبن.

بيوت الطين من الداخل، تصوير: بسام عبدالحميد
بيوت الطين من الداخل، تصوير: بسام عبدالحميد

إخلاء المواطنين من المنازل:

ويقول طلعت عبد الشافي، نائب رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة نجع حمادي، إنه تم التنسيق مع رؤساء الوحدات القروية، بتجهيز كافة المعدات الخاصة بهم لتكون علي استعداد تام في حالة حدوث أي طارئ بسبب فصل الشتاء.

ويضيف عبد الشافي، أن محافظ قنا، وجه تعليماته بإخلاء المواطنين من منازلهم على الفور في حالة حدوث سيول بأي منطقة بالمحافظة، بالإضافة إلى تفعيل غرف العمليات بالمديريات الخدمية والوحدات المحلية والتي تعمل على مدار الـ24 ساعة يوميا لتلقي أي بلاغات تفيد بحدوث سيول وتم ربطها بشبكة اتصال بغرفة العمليات الرئيسية وإدارة الأزمات بديوان عام المحافظة.

معسكرات الإيواء، مصدر الصورة: وزارة التضامن
معسكرات الإيواء، مصدر الصورة: وزارة التضامن

معسكرات للإيواء:

ويوضح حسين الباز، وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بقنا، أن محافظة قنا بها 6 مخازن مجهزة داخل معسكرات إيواء وإغاثة مجهزة بالخيام والأغطية ومختلف وسائل الإعاشة للاستقبال أي منكوبي الكوارث، وانه تم مراجعة الأرصدة الحيوية ومهمات إقامة المعسكرات الإيوائية ونقاط الإغاثة وتجهيز كميات كبيرة من البطاطين والأسرّة والأدوية، تحسبا لحدوث أي طارئ لتوزيعها على الفور في حالة الضرورة.

وأشار وكيل وزارة التضامن، إلى التعاون مع مديريتي الشباب والرياضة والتربية والتعليم لتحديد أماكن إقامة مراكز الإغاثة ومعسكرات الإيواء بكافة الإدارات الاجتماعية بمختلف مراكز المحافظة.

تطهير مخرات السيول في قنا، مصدر الصورة: محافظة قناتطهير مخرات السيول في قنا، مصدر الصورة: محافظة قنا
تطهير مخرات السيول في قنا، مصدر الصورة: محافظة قنا

تطهير المخرات:

ويؤكد المهندس محمد خضير، وكيل وزارة الموارد المائية والري بقنا، أن مديرية الري بالمحافظة اتخذت كافة التدابير اللازمة بشأن تطهير جميع مخرات السيول ولتحقيق الاستفادة القصوى من مياه السيول وذلك من خلال صرفها في الترع ونهر النيل واستغلالها لري الأراضي الزراعية ولمياه الشرب لافتا إلى أن المديرية تقوم بمراجعة مناسيب الترع والمصارف بشكل دوري لعدم حدوث أي أزمات خلال موسم الشتاء.

وتابع الخضيري، أن محافظة قنا بالتنسيق مع وزارة الري قامت مؤخرا بإنشاء عدد من البحيرات الصناعية لتخزين مياه السيول، حيث تم تنفيذ نسبة 75% من الأعمال الإنشائية بالبحيرة الصناعية بقرية الهيشة بنجع حمادي تستوعب 533 ألف م3 من مياه السيول، بالإضافة إلى أنه من المقرر إنشاء بحيرة صناعية خلال العام المقبل بقرية البطحة بمركز نجع حمادي بتكلفة 130 مليون جنيه.

منازل تم تأهيلها ضمن مشروع
منازل تم تأهيلها ضمن مشروع “ستره، مصدر الصورة: محافظة قنا”

تأهيل ورفع كفاءة:

ومن جانبه أعلن اللواء عبد الحميد الهجان محافظ قنا، انه تم تأهيل ورفع كفاءة عدد 121 منزل ضمن المرحلة الثالثة من مشروع “سُترة” وتركيب وصلات مياه وصرف صحي لعدد 4040 منزل وعمل أسقف لـ 35 منزل ضمن مبادرة “سكن كريم “.

وتابع محافظ قنا، أنه تم تأهيل ورفع كفاءة عدد ١٢١ منزل من منازل الأسر الأكثر احتياجا بتكلفة مالية بلغت 5 مليون و445 ألف جنيه بمدن “ابوتشت، فرشوط، نجع حمادي، قنا، قوص” وذلك ضمن المرحلة الثالثة من مشروع ” سُترة “.

واضاف انه تم تركيب وصلات صرف صحي داخلي وخارجي لعدد 1500 منزل من اجمالى 3800 منزل مستهدف بتكلفة مالية لإجمالي المنازل المستهدفة تصل إلى ٣٠ مليون و٤٠٠ ألف جنيه كما تم تركيب وصلات مياه شرب لعدد 240 منزل بتكلفة مليون جنيه.

كما تم عمل أسقف لعدد 35 منزل بتكلفة 600 ألف جنيه ضمن مبادرة ” سكن كريم ” التي يتم تنفيذها بالتعاون بين وزارة التضامن الاجتماعي ومؤسسة مصر الخير والتي تستهدف منازل الأسر الأكثر احتياجا لاسيما المسجلة على قاعدة بيانات برنامج تكافل وكرامة.

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" ولاد البلد "

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??