بالبلدي | BELBALADY

الفن يتحدى تداعيات جائحة "كوفيد - 19" في منتدى أصيلة الثقافي

هسبريس - محمد الراجي

الخميس 23 يوليوز 2020 - 03:45

لم تُخْلف مدينة أصيلة موعدها السنوي مع الفعل الثقافي الذي دأبت على أن تكون قِبلته خلال شهر يوليوز من كل سنة منذ أزيد من أربعين عاما، من خلال موسمها الدولي ذائع الصيت؛ فرغم استمرار تداعيات جائحة كورونا، فقد أبت "جوهرة الشمال" إلا أن تفتح حضنها لما تسمح به الظروف الاستثنائية الحالية من أنشطة ثقافية.

لم تنعقد فعاليات موسم أصيلة الثقافي الدولي هذه السنة، ولم تحضر وجوه عالم الفكر والثقافة والسياسة التي كانت تحاضر ضمن فعاليات جامعة المعتمد بن عباد، بعد أن شلّت الجائحة حركة التنقل بين الدول، ولكنّ يوليوز لم يمرّ دون أن تشهد المدينة المتوسطية أنشطة ثقافية أكدتْ بها توْأمتها الأبدية مع الثقافة.

وفي غمرة الخوف الذي ما يزال "كوفيد-19" يبثه في نفوس الناس في مختلف أصقاع العالم، وبسببه تم تأجيل تنظيم الدورة الثانية والأربعين من موسم أصيلة الثقافي إلى صيف 2021، بادرت مؤسسة منتدى أصيلة إلى جعل الفترة ما بين 13 و31 يوليوز الجاري مناسبة "لتوظيف الفن والإبداع كوسيلة للتعافي والشفاء من تداعيات الجائحة وآثارها على مزاج السكان وصحتهم، وبث روح التفاؤل والأمل في نفوسهم".

وظهرتْ نتائج هذا الجهد من خلال اللوحات التشكيلية والجداريات التي أبدع في رسمها مبدعو مدينة أصيلة بمختلف أعمارهم؛ إذ كانت تيمة جائحة كورونا حاضرة بكثافة، خاصة لدى الأطفال الذين وظفوا ملكاتهم الإبداعية في جعل الجدران البيض للمدينة القديمة مزينة برسوم تجسّد الدروس التي استخلصوها من الجائحة.

وعلى الرغم من أنّ مدينة أصيلة تعيش في غمرة جوّ كئيب مقارنة مع فصل الصيف في السنوات الماضية، بسبب خلوّها من السياح، إلا أن التظاهرة الفنية التي تحتضنها إلى غاية متم الشهر الجاري نجحت في "إذكاء شعور السكان بالمرح والطمأنينة عن طريق الفنون التشكيلية كأداة لمقاومة القنوط والاكتئاب"، كما خططت لذلك مؤسسة منتدى أصيلة.

وتجلّى ذلك في عيون مبدعي المدينة من الأطفال الصغار حين استقبالهم لوزير الثقافة والشباب والرياضة عثمان الفردوس، ومحمد بنعيسى، رئيس منتدى أصيلة، مساء الخميس، قبل القيام بجولة على الجداريات التي أبدعوها، بينما قال الوزير في تصريحات للصحافة إن الثقافة "يمكن أن تكون هي دواء ما أفسدته جائحة فيروس كورونا".

ولم تختلف "الأجواء الثقافية" في مدينة أصيلة هذه السنة عن السنوات الماضية سوى في غياب المحاضرات والندوات الفكرية التي كانت تحتضنها المكتبة الكبرى والمركز الثقافي الحسن الثاني، بينما استمرت الأنشطة الثقافية الأخرى، وخاصة مشاغل الصباغة على الجداريات ومعرض اللوحات التشكيلية وورشة الكتابة الخاصة بالشباب والأطفال.

ويسعى القائمون على مؤسسة منتدى أصيلة من خلال إشراك الأطفال والشباب في مختلف الأنشطة الثقافية التي تنظمها، إلى "توريث" الجيل الصاعد حب الثقافة وحمل مشعلها، وأكد ذلك محمد بنعيسى، رئيس المؤسسة، حين فضّل عدم الإدلاء بتصريح للصحافيين، وقال: "هذا ليس بُخلا مني، ولكن علينا أن نترك الفرصة للجيل الصاعد ليبرُز".

وتم تدشين التظاهرة الفنية التي تتضمن مجموعة من الأنشطة، مثل مشاغل الصباغة والمعارض وورشة الكتابة...، مساء الأربعاء، من طرف وزير الثقافة والشباب والرياضة عثمان الفردوس، ورئيس مؤسسة منتدى أصيلة محمد بنعيسى.

وقال وزير الثقافة إن مدينة أصيلة "هي بمثابة منظومة ثقافية متكاملة، وهي نموذج يحتذى في مجال إعادة تنشيط التنمية المحلية والثقافة والسياحة"، مبرزا أن الثقافة "مثل الطاقة المتجددة، كلما اقترب منها المرء يجد طاقة الشباب والمبدعين والفنانين، وهي الحل لإصلاح ما أفسدته جائحة كورونا".

واختُتم تدشين التظاهرة الفنية لصيف أصيلة هذه السنة بتدشين منحوتة معدنية كبيرة من إنجاز الفنانة المغربية إكرام القباج، وسط محج محمد السادس، سمّتها "وردة"، وهو عمل يجسّد، كما قالت صاحبته، ريادة مدينة أصيلة في هذا الميدان الفني، حيث توجد بها أزيد من ثلاثين منحوتة، مضيفة أن "هذا العمل جاء ليضفي جمالا أكثر على هذه المدينة العريقة".

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" هسبريس "