«لبلبة» في حوار لـ«الشروق»: أنا مجنونة فن | BeLBaLaDy

بوابة الشروق 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

• الجمهور اندهش من شخصيتى فى «الشارع اللى ورانا» لأنه يعتبرنى نموذجًا للبهجة
• عادل إمام شجعنى على قبول المسلسل وسعيدة بردود الأفعال فى مصر والخارج
• الموت قريب.. ونتمنى عودة من فقدناهم ولو للحظة لنقول لهم: بنحبكم
• لم أستطع أن أُكوِّن أسرة لكن الفن أنصفنى.. وأنا جريئة فى عملى ولست كذلك فى الحياة
فى نهاية حوارى معها الذى تجاوز الخمسين دقيقة، لمحت النجمة الكبيرة نظرات وملامح هى مزيج من الإعجاب والدهشة تكسو ملامح وجهى، فبادرت قائلة قبل أن أترك باب مسكنها: «أنا مجنونة فن».
كانت تلك الجملة كفيلة بالإجابة عن سؤال ظل يراودنى طوال الجلسة: كيف تأتى لبلبة بكل تلك الإرادة تعيش وتتعايش مع زمن أصبح قاسيا وسوق بات متغيرا، لتؤكد قدرتها على التألق فى ظهورها على الشاشة حتى لو كانت تجسد شخصية لم تألف تشخيصها.. فقد ارتبط الجمهور بها كنموذج للبهجة ــ بحسب تعبيرها ــ إنما أن تقدم شخصية فارقت الحياة وتعود لتواجه أخطاء الماضى وتصلح من خطايا الحاضر، فهذا هو التحدى بنفسه، وهو ما شاهده الجمهور فى مسلسلها «الشارع اللى ورانا» للمخرج مجدى الهوارى الذى لاتزالا تعيش فى أجوائه حتى اليوم وقد حقق العمل نجاحا جماهيريا كبيرا.

 قلت لها: لماذا قبلت العمل فى مسلسل يخترق فكرة لم تكن مألوفة لشخصيتك؟
ــ عندما قرأت المسلسل فى البداية اندهشت واعتذرت عن عدم قبوله وكنت خائفة جدا، واستغربت وقلت: هذا المسلسل كيف سيتم تنفيذه؟ لأنه مختلف وغريب شكلا ومضمونا. وقلت: انا مالى انا بتاعة سينما، وكان خوفى لأن الفيديو غير السينما، السينما الناس تذهب لها أما الفيديو فيذهب للناس فى البيت، ودايما الناس فى البيت متعودة على حدوته اجتماعية، بخلاف السينما تتحمل الجرأة والموضوعات الغريبة، مثل الذى يطرحه المسلسل حيث يلقى الضوء على وجود الأرواح فى المنزل بعد الوفاة، وأغلقت السيناريو وقلت مش هاقدر أعمل ده، وكان دائما ما يتصل بى المخرج مجدى الهوارى يلح على بالقراءة، فاتصلت بالمؤلف حاتم حافظ وسألته: هل سبقت لك الكتابة قبل ذلك؟ فقال: لا.
جلست أياما وليالى أفكر، فأنا جريئة فى شغلى، وليس فى حياتى، وهذه الشخصية ليست مثلا محامية مثل التى قدمتها فى «ضد الحكومة»، أو فتاة ليل تائبة مثل حورية فى «ليلة ساخنة»، لكن هنا أنا أجسد شخصية من الخيال، محدش مات ورجع قال لنا إيه اللى حصل، وقلت للمخرج مجدى الهوارى الموضوع صعب، وقال لى إنه جديد ومدهش، وهناك ميزانية مفتوحة، وإنه لم ير غيرى فى هذا الدور، وبقى الخوف بداخلى، وأنا أقرأ المسلسل، وعند الحلقة ٢٩ قلت لنفسى هاعمل المسلسل ده، وأول شى فكرت فيه هو طريقة المشية، فكرت أمشى مشية الشبح لتعطى انطباعا بأن الشخصية ليست فى الواقع، وجعلت العين محجرة، تتحرك بشكل معين، وأثناء الحكى والحوار أبدو كأننى ميتة، عملت لوك مختلف يتناسب مع الزمن الذى تظهر فيه الشخصية وأجوائها.
وعرفت بعد ذلك أن الحكاية كانت فى أساسها فى القرن الـ١٩ عندما جاء وباء وامتزج بالخيال الأحياء بالأموات، والواقع أن صعوبة الدور تتمثل فى أن به شرا كبيرا ومختلفا، كما أنه ليس به أى ابتسامة، والجمهور تعود على أننى إضفى ابتسامة وبهجة لأى دور أعمله.

 وكيف تعايشت مع الشخصية التى بدت غريبة ومثيرة فى صفاتها؟
ــ عملت معايشة كاملة مع الحكاية، لدرجة أن إبرة الكروشيه التى كنت أستخدمها سببت لى إصابة فى يدى وذهبت لإجراء جراحة فى فرنسا، على الرغم من أننى تعلمت على يد الحاجة شادية إحدى المحترفات فى هذا المجال لمدة ٢٢ يوما.
واستطردت لبلبة: فـ«ماما إلهام» التى أجسدها هى صاحبة هذا القصر المهجور، الذى يشبه المعابد الأثرية، ويبدو بلا حياة أو روح؛ تشعر بمجرد فتح بابه أنك دخلت بؤرة زمنية مختلفة، وهى ترتدى أزياء تعود إلى عصر قديم، وتحمل فى يدها بشكل دائم مبخرة والغريب أن الدخان لا ينبعث منها، فهو يدخل إليها من جميع أركان القصر، هى المتحكم الأول فى جميع الأشخاص الموجودين داخل القصر، تحمل مفتاحا فى رقبتها بشكل دائم هو خاص بغرفتها التى لا تسمح لأحد من قبل الدخول إليها، وتنتمى إلى عام 1875، وهى تتذكر ماضيها حيث كانت تقوم بإرسال طعام إلى العمدة، وتحمل ابنتها الصغيرة التى تبكى بشكل هستيرى، كما قامت بوضع سم لأخيها بعد أن قرر قتل ابنتها التى هربت مع شاب؛ وذلك لأنه لا يوجد غيرها لها فى هذه الدنيا.
وقد تأثرت بكثير من جمل الحوار، وخاصة ما جاء فى الحلقة الرابعة «حبايبنا اللى بنحبهم مش بنبقى عاملين حساب انهم ممكن يفارقونا، ولما الموت يخطفهم مننا بنبقى نتمنى فى لحظة يرجعوا تانى ويعودوا للحياة ولو للحظة لنجلس معهم عشان نقولهم بنحبهم»
عشان كده إحنا مش لازم نزعل من بعض.. الدنيا لا تستحق الزعل، لأن الحياة قصيرة، وكأنها رساله لكل الناس، عشان نحب بعض خصوصا أن الشباب الصغير يجب أن يعيد علاقته مع الآباء والأمهات.. مع من يحبهم.

 كيف نظرت لاسم المسلسل: «الشارع اللى ورانا»؟
ــ طبعا أنت تعرف أن المسلسل يتحدث عن الأموات، الشارع اللى ورانا يعنى أن ذلك الموت قريب منا جدا، وما أعجبنى فى المسلسل أن الأموات يتكلمون وهى فكرة جديدة، بالإضافة إلى الأجواء القديمة ومنها الملابس القديمة التى تسحرنى وتستهوينى، مجرد ما ألبس واعمل شعرى ومكياجى، أبدأ أسخن زى اللاعب ما بيسخن قبل المباراة، كنت بحس قوى بكل شىء حريصة انى شغلى يطلع مظبوط، وانا مخلصة لشغلى، واعشق التحدى فى العمل، وعندما كنت ارجع وانام كنت اتذكر من رحلوا.. ابى وامى، واقاربى، لدرجة ان جهازى العصبى ارهق، من كثرة المعايشة فى الموضوع لسبعة شهور تصوير متواصلة. وكنت ابكى لما حد يسلم على وانا فى اجازة من التصوير، وكنت اقول، ما الذى افعله.
فى الحقيقة عشقت الشخصية وتوحدت معها لدرجة كبيرة، فأنا أستيقظ وأنام مثل ماما إلهام، وهذا أمر صعب جدا أن يتوحد الممثل مع الشخصية التى يجسدها لأنه لا يستطيع الخروج منها إلا بعد فترة حتى بعد انتهاء التصوير.. وأعتقد أن هذا حدث معى هنا.. لقد استطعت أن أخلق للشخصية كيانا من لحم ودم.

 إخلاصك لعملك طوال الرحلة.. ألم يجعلك تخسرين حياة؟
ــ بالفعل لم أستطع أن أُكَوِّن أسرة، مثلى مثل أخريات، لكن شغلى أنصفنى، نعم اهتمامى الكبير بفنى وراء عزلتى التى أعيشها، وخاصة بعدما فقدت أمى، فقد كانت تشاركنى كل شىء فى الحياة.. اول ما قريت تخيلت أمى.

 لكن تربطك بالكثيرين صداقات وألفة.. ألم يعوضك ذلك؟
ــ الحمد لله.. أنا أحب كل الناس الأوفياء والمخلصين، وقد تعودت دائما أن أحتفظ بصداقات مع الناس الكويسة وأى شخص أجد به صفات كويسة أتمسك به جدا، وأتذكر أننى كنت أذهب لمهرجان كان السينمائى، لمدة تقترب من العشرين عاما، منذ عام ١٩٧٨ وكنت أضطر أحوش من السنة للسنة، وكنت آخذ أبى وأمى، وكانت هناك مجموعة وصحبة طيبة منهم الراحلان أحمد صالح وحسين فهمى، وكنت حريصة أحضر كل الفاعليات والختام، وأتوقع النجوم الذين يفوزون، ومن كثرة ما عرفوا أن توقعاتى كانت دائما تصيب، اختارنى حسين فهمى عضو لجنة تحكيم فى القاهرة السينمائى.

 كيف وجدت ردود الأفعال حول المسلسل؟
ــ ترك دهشة كبيرة عند الجمهور وكان يحتاج إلى متابعة دقيقة، وعندما كانت تأتى فواصل إعلانية كانت تسبب نوعا من العزلة، والحقيقة قبل عرض المسلسل كنت خايفة الناس تصدم فىّ، لكن الحمد لله كانت ردود الأفعال إيجابية للغاية، وكنت سعيدة بها، والحقيقة أن الفنان الكبير عادل إمام شجعنى، بل هو سبب أنى قبلت المسلسل، حيث وصل له أننى رفضت أربع مسلسلات وأفلام، وكلمنى يقنعنى بأن أقبل المسلسل، وأبديت له مخاوفى من الدور، فقال لى هو انت ضحكتينى فى ليلة ساخنة وجنة الشياطين والنعامة والطاووس، الحمد لله العمل نجح وسعيدة جدا بردود فعل الناس فى كل مكان، حتى خارج مصر، فقد كان فريق العمل رائعا، ديكور عادل المغربى كان رائعا جدا والمصور إيهاب محمد على مدير التصوير، ومجدى الهوارى عمل شغل كويس، والمؤلف حاتم حافظ، وبالطبع المخرج الموهوب مجدى الهوارى الذى بذل مجهودا كبيرا.. ولولا هؤلاء مكنتش هاطلع بالشكل ده.. ومن المساهمين فى النجاح: نسرين امين، ودرة، وفاروق الفيشاوى، وإنجى، وأحمد حاتم.

 ما القادم؟
ــ كل دور بأعمله، دايما أقول يا ترى إيه اللى جاى.. إنها حقا حيرة.

| BeLBaLaDy

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" بوابة الشروق "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??