بالبلدي | BELBALADY

: تقلبات غير مسبوقة تهز الأسواق العالمية بالنصف الأول من 2025 وأداء استثنائي للمعادن

12:04 م - الأربعاء 2 يوليو 2025

0

 

لم يكن النصف الأول من عام 2025 كسابقه في تاريخ الأسواق العالمية، بل مثّل مرحلة فارقة من التحولات العنيفة التي أعادت رسم خريطة الأصول الاستثمارية، وسط أجواء سياسية مشحونة، وقرارات نقدية ومالية أربكت حسابات المستثمرين حول العالم.

ومع تصدّر الذهب والبلاتين للمشهد بأداء استثنائي، لم تغب السخونة عن بقية الأصول، من الدولار والنفط إلى الأسهم، لتصبح الأسواق على موعد مع نصف عام غير مسبوق منذ جائحة كورونا، يتّسم باضطراب شهية المستثمرين وضغوط شديدة على عملات واقتصادات كبرى.

النفط: خسائر تحت ضغط اختلال التوازن

شهدت أسواق الطاقة تراجعًا ملموسًا خلال النصف الأول من العام، حيث فقدت أسعار النفط نحو 9% من قيمتها، في ظل انحسار المخاوف الجيوسياسية وعودة الهواجس بشأن وفرة المعروض العالمي.

ومع ذلك، لم تكن الخسائر متواصلة، إذ استعادت الأسعار بعض قوتها في يونيو، وسجل خام برنت مكاسب شهرية بنحو 6%، مدعومًا بتوقعات السوق لمخرجات اجتماع تحالف "أوبك بلس"، وسط أنباء عن اتجاه لزيادة الإنتاج للمرة الرابعة تواليًا.

الدولار الأميركي: تراجع تاريخي يفتح أبواب القلق

تلقى الدولار الأميركي ضربة غير مسبوقة، ليتراجع بنحو 11% خلال النصف الأول من 2025، في أسوأ أداء نصف سنوي للعملة منذ عام 1973. جاء هذا الهبوط مدفوعًا بعوامل عدة، أبرزها الضغوط السياسية التي يمارسها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الاحتياطي الفيدرالي لتقليص أسعار الفائدة، إلى جانب إعادة تقييم بنوك مركزية وصناديق تقاعد عالمية لمراكزها في الأصول المقومة بالدولار.

الذهب والبلاتين: المعادن تلمع في زمن القلق

في المقابل، خطفت المعادن الثمينة الأضواء بأداء قوي، حيث ارتفع الذهب بأكثر من 25%، محققًا أفضل نصف سنوي له منذ عام 1979، بدعم من تراجع الدولار وتزايد القلق الجيوسياسي الذي عزز من جاذبيته كملاذ آمن.

لكن المفاجأة الكبرى تمثلت في أداء البلاتين، الذي تفوّق على الذهب بارتفاع لامس 47% خلال النصف الأول، في أفضل أداء فصلي له على الإطلاق. وجاء هذا الصعود مدفوعًا بزيادة الطلب في الصين على المجوهرات، إلى جانب التوسع الصناعي في استخدامه داخل قطاعات السيارات وخلايا وقود الهيدروجين.

الأسهم العالمية: مكاسب حذرة وسط الضبابية

لم تكن أسواق الأسهم بمنأى عن التقلبات، لكنها سجّلت مكاسب متفاوتة، خصوصًا في الولايات المتحدة وآسيا. في وول ستريت، قادت أسهم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي مؤشري S&P 500 وناسداك إلى مستويات قياسية جديدة. أما في آسيا، فقد استفادت المؤشرات من انتعاش الاقتصاد الصيني وتحسن التوقعات التجارية، لتصل بعضها إلى أعلى مستوياتها في ثلاث سنوات.

ورغم هذه المكاسب، تسود حالة من الحذر في الأوساط الاستثمارية، مع اقتراب موسم نتائج الربع الثاني، في ظل ضبابية مستمرة حول مسار السياسة النقدية الأميركية.

نظرة إلى المستقبل: نصف أول صاخب... ونصف ثانٍ محفوف بالمجهول

مع طيّ صفحة الأشهر الستة الأولى من عام 2025، تبدو الأسواق العالمية أمام مرحلة جديدة من التحديات والفرص. فالعوامل التي أثقلت كاهل النصف الأول – من تذبذب أسعار الفائدة إلى قرارات السياسة التجارية الأميركية، ومواقف أوبك+، وتحولات سلوك المستثمرين – لا تزال قائمة، بل مرشحة للتصاعد.

وبينما أعاد النصف الأول تشكيل ملامح سوق المعادن والعملات والطاقة، فإن النصف الثاني قد يرسم فصلًا مختلفًا تمامًا، حيث لا توجد ضمانات، وكل السيناريوهات تبقى مطروحة على الطاولة.

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" بنكي "

أخبار متعلقة :