بالبلدي | BELBALADY

: صعود مؤشرات وول ستريت لا يُخفي قلق الأسواق من سياسات ترامب

01:47 م - الإثنين 30 يونيو 2025

0

 

سجّلت مؤشرات وول ستريت مستويات قياسية جديدة خلال الفترة الأخيرة، في مقدمتها مؤشرا ستاندرد آند بورز 500 وناسداك المجمع، وذلك بعد تجاوز اضطرابات الرسوم الجمركية التي هزّت الأسواق العالمية في أبريل/نيسان الماضي. ورغم هذا الأداء القوي، لا تزال الأسواق تترقب بتوجس انعكاسات النهج السياسي المتغير للرئيس الأميركي دونالد ترامب، والذي يراه المستثمرون مصدرًا دائمًا للتقلب والمخاطر المحتملة.

جاء هذا الانتعاش في الأسواق بعد تهدئة الأجواء الجيوسياسية، خاصة إثر وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران الذي أنهى 12 يومًا من التصعيد العسكري، وهو ما دعم أسعار النفط الخام وأثار بعض المخاوف التضخمية، قبل أن تتراجع مع تخفيف إدارة ترامب لهجتها بشأن الرسوم الجمركية التي كانت قد أثارت الذعر في الأسواق في بداية أبريل.

في تقريره لنصف العام، وصف "جي بي مورغان تشيس" المشهد الاقتصادي العالمي بأنه يتسم بـ"ضبابية شديدة فيما يتعلق بالسياسات"، في إشارة إلى عدم الاستقرار الناتج عن تحولات الإدارة الأميركية المفاجئة في الملفات التجارية والتنظيمية، والتي تعيد تشكيل سلوك المستثمرين على مستوى العالم.

ورغم مكاسب بلغت نحو 6% في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 منذ إعادة انتخاب ترامب في نوفمبر الماضي، ما عزز الثقة بفعل سياسات خفض الضرائب وتحرير الأنشطة الاقتصادية، فإن الهزات الناتجة عن معارك الرسوم الجمركية لا تزال حاضرة في أذهان المستثمرين، مع بقاء احتمال اندلاع جولات تصعيد جديدة قائمًا في أي لحظة.

تُظهر بيانات الأسواق أن مؤشر تقلبات السوق "VIX" في بورصة شيكاغو انخفض بشكل ملحوظ من ذروته عند 52.3 التي سجلها في 8 أبريل، ليستقر مؤخرًا عند مستوى 16.3، وهو ما يشير إلى تحسّن نسبي في مزاج الأسواق، لكنه لا يعكس ثقة كاملة، خصوصًا في ظل غياب السياسات الاقتصادية المتسقة.

على الجانب الفني، تبدو الأسواق غير مستقرة من حيث العمق والسيولة. ففروق الأسعار بين العرض والطلب على عدد من الأسهم لا تزال أعلى من المعتاد، وهو ما يعكس ضعفًا في الرغبة المؤسسية بمطاردة الصعود، خاصة عبر أدوات الخيارات. كما أن سوق عقود الخيارات لا تظهر مؤشرات على نشوة شرائية مماثلة لتلك التي ميزت ارتفاعات سابقة، بل يسود الحذر والترقب.

وقد أظهرت الفترة الماضية تراجعًا في استخدام المستثمرين المؤسسيين لخيارات الشراء الصاعدة كأداة لدعم السوق، وهو ما يفسر جانبًا من هشاشة الصعود الحالي، الذي يعتمد بشكل أكبر على ردود الفعل الآنية بدلًا من بناء مراكز استراتيجية طويلة الأجل.

بالمجمل، لا تزال الأسواق العالمية، وعلى رأسها الأميركية، تتأرجح بين موجات تفاؤل مدعومة بالبيانات الإيجابية والتوقعات الاقتصادية، وبين نوبات حذر مصدرها الأساسي النهج السياسي المفاجئ وغير المتوقع للبيت الأبيض. وبينما تستفيد الأسواق مرحليًا من بعض التحركات المرنة، تبقى هشاشة الثقة قائمة، وسط بيئة تتطلب يقظة دائمة من المستثمرين تجاه كل قرار سياسي قد يعيد تشكيل المشهد المالي العالمي.

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" بنكي "

أخبار متعلقة :