01:23 م - الأربعاء 23 أبريل 2025
0
يواجه ضعف الدولار الأميركي في الوقت الحالي اهتماماً متزايداً من قبل البنوك المركزية حول العالم، نظراً لما يحمله من تداعيات مزدوجة. فمن جهة، يوفّر تراجع الدولار فرصة مؤقتة للبلدان المستوردة لتقليل كلفة الواردات المُسعّرة بالعملة الأميركية. لكن في المقابل، يشكّل تحدياً كبيراً للسياسات النقدية، خاصة في الاقتصادات الناشئة التي تعتمد بشكل كبير على استقرار سعر صرف الدولار لتأمين التمويل الدولي وتسهيل التجارة الخارجية.
أزمة ثقة وتداعيات أوسع
شهد الدولار الأميركي انخفاضاً بأكثر من 9% منذ بداية العام، مدفوعاً بتزايد الشكوك حيال مستقبل السياسة الاقتصادية الأميركية. وبحسب استطلاع لبنك أوف أميركا، فإن 61% من مديري الصناديق يتوقعون استمرار تراجعه خلال العام المقبل، في أعلى مستوى من التشاؤم تجاه العملة الأميركية منذ نحو عشرين عاماً.
ويرى مراقبون أن تراجع الدولار يعكس أزمة ثقة أوسع نطاقاً، ما دفع المستثمرين للتخارج من الأصول المقومة بالدولار والاتجاه نحو الملاذات الآمنة مثل الين الياباني، الفرنك السويسري، واليورو.
فرص وتحديات أمام البنوك المركزية
من وجهة نظر اقتصادية، يعتبر ضعف الدولار عاملاً مريحاً لعدد من الدول، إذ:
- يخفّف أعباء الديون المقوّمة بالدولار.
- يخفض كلفة الواردات، مما يحدّ من التضخم.
- يتيح للبنوك المركزية إمكانية خفض أسعار الفائدة لدعم النمو الاقتصادي.
- لكن في المقابل، هناك عدد من التحديات المرافقة:
- انخفاض الدولار يُضعف القدرة التنافسية للصادرات، خصوصاً في الاقتصادات المعتمدة على التصدير.
- خطر هروب رؤوس الأموال، خاصة في الأسواق الناشئة التي تعاني من تقلبات سعر الصرف.
- الخوف من تضخم مستورد نتيجة ضعف العملة المحلية.
ردود فعل البنوك المركزية
تختلف استجابات البنوك المركزية تجاه تراجع الدولار، بحسب الظروف الاقتصادية المحلية، ومستوى الانكشاف على الدولار، وحجم الديون الخارجية. من أبرز هذه الردود:
- خفض أسعار الفائدة، كما فعل البنك المركزي الأوروبي مؤخراً، مستفيداً من تراجع التضخم.
- التدخل في سوق الصرف، كما في حالة البنك الوطني السويسري أو بنك اليابان عند ارتفاع عملتيهما بشدة.
- تنويع الاحتياطيات وتقليل الاعتماد على الدولار، حيث انخفضت حصة الدولار من الاحتياطات العالمية من 65% إلى نحو 58% في السنوات الأخيرة.
التوازن الدقيق للأسواق الناشئة
تعاني الأسواق الناشئة من وضع معقّد، حيث يشكّل ضعف الدولار فرصة لتخفيف أعباء الدين، لكنه يفرض في الوقت نفسه تحديات كبيرة، أبرزها:
- احتمال تسارع التضخم نتيجة ضعف العملة المحلية.
- ارتفاع تكلفة التمويل في حال فقدان الثقة بالسياسة النقدية.
- الحاجة إلى موازنة دقيقة بين خفض الفائدة وتحفيز النمو من دون التسبب بهروب رأس المال.
سياسات أميركية مربكة وتأثيرات عالمية
يرى خبراء أن التوترات التجارية، والتصريحات المتقلبة من قبل الإدارة الأميركية، ومحاولات التدخل في استقلالية الاحتياطي الفيدرالي، كلها ساهمت في تقويض الثقة بالدولار كعملة عالمية.
وتشير الاتجاهات الأخيرة إلى تحوّل بعض الدول إلى بدائل مثل الذهب، اليورو، اليوان الرقمي، والعملات المحلية في الاتفاقيات التجارية، ضمن جهود لفك الارتباط التدريجي عن الدولار.
إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"
المصدر :" بنكي "
أخبار متعلقة :