خارطة جديدة لصناعة التبغ فى مصر | BeLBaLaDy

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

صراع شرس للشركات الأجنبية للاستحواذ على حصص كبرى فى السوق

 

ربما كان فيروس كورونا وراء تأجيل تنفيذ العديد من السيناريوهات المستقبلية المتعلقة بصناعة التبغ على مستوى كل الشركات العاملة فى مصر بدءًا من الشركة الأم الشرقية للدخان مرورا بفيليب موريس وبريتش وإمبريال وجابان توباكو والمنصور وما خفى كان أجل وأعظم.

 السيناريوهات المستقبلية الوشيكة الحدوث خلال الفترة القادمة ستقع لا محالة بعد الضوء الأخضر الذى منحته الحكومة للاستثمار فى هذا المجال بموجب قرار رئيس الوزراء رقم 47 لسنة 2020 والخاص بمنح تراخيص لمن يرغب من المستثمرين بالاستثمار فى هذه الصناعة الضخمة والمنشور بالعدد رقم 49 بالجريدة الرسمية فى الثالث من ديسمبر 2020 وكان العرض على رئيس الوزراء من وزارة التجارة والصناعة، وسيكون التنفيذ بضوابط صارمة من خلال هيئة التنمية الصناعية التابعة للوزارة.

السوق المحلى وأهميته **

قبل الخوض فى السيناريوهات المستقبلية لصناعة التبغ المحلية هناك حقيقة واضحة كالشمس وهى أن السوق المصرى هو واحد من أكبر 10 أسواق على مستوى العالم منتجة ومستهلكة للتبغ، ورغم أن هذه الصناعة تعد وفقاً لتصنيف الاتحاد الأوروبى بأنها من أكثر الصناعات عالية المخاطر البيئية فإن الشركات العالمية الكبرى المنتجة للتبغ حريصة كل الحرص على الاستثمار والتواجد فى السوق المصرى الذى يستهلك أكثر من 90 مليار سيجارة سنويا إذا وضعنا فى الاعتبار الكميات الهائلة من السجائر المهربة ويقدر أصنافها بالعشرات، ولذا لا هناك مجال للالتفات إلى التهديد بالانسحاب من السوق، أو عمل اى محاولات من جانب إحدى الشركات لفرض هيمنتها وسيطرتها على سوق حر ضخم تحكمه قواعد الحوكمة والشفافية وسياسة العرض والطلب.

السيناريوهات المتوقعة

هناك ثلاثة بلدان ستحدد مستقبل صناعة التبغ فى مصر وأقصد أن هذه البلدان يتم فيها وضع السيناريوهات والتنفيذ وهى الجزائر والامارات العربية المتحدة ومصر بالطبع وستلعب شركات الجزائر و ترانس بيزنس «فيليب موريس» بدبى وربما الوحدانية الإماراتية أيضا ومعها شريك محلى الدور الأكبر فى تغيير خريطة السوق كماً وكيفاً من خلال ضخ استثمارات جديدة برخص جديدة متكتم عليها بعناية فائقة مع التأكيد أن كل الشركات محلية وأجنبية لن تتخلى إطلاقاً عن إنتاج السجائر الورقية العادية بل سيسعى الجميع إلى للاستحواذ على أكبر حصة سوقية مستغلين أن أكبر شريحة من المستهلكين للسجائر يتمركزون فى القرى والكفور والنجوع ويفضلون استهلاك السجائر العادية القائمة على حرق التبغ.

 أما السجائر الإلكترونية ذات التبغ المسخن فسيتم ضخ استثمارات كبيرة فيها ليس بهدف تقليل أعداد المدخنين كما تشيع بعض الشركات العالمية الموجودة فى مصر ولكن تنفيذاً للسياسات العامة للشركات الأم فى أوروبا مع الأخذ فى الاعتبار أن ضوابط الحد التدخين فى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية صارمة ولذا تنفق الشركات الضخمة مليارات الدولارات على إنتاج وتصنيع منتجات تبغ أقل ضررا على الصحة

العامة للإنسان مستعينة فى ذلك بمراكز أبحاث كبيرة وأطباء وخبراء فى الصحة والتغذية، وفى مصر كانت الشركة السباقة فى مجال إنتاج التبغ المسخن هى فيليب موريس بإنتاج منتجها « إيكواس» وتعتزم إنشاء مصنع خاص بها فى المنطقة الاقتصادية بقناة السويس، وبريتش أمريكان والتى أعلنت منذ أيام عن طرح منتجها الجديد من سجائر التبغ المسخن فى السوق المصرى، وقد تعلن جابان توباكو هى الأخرى عن طرحها منتجها من التبغ المسخن خلال الفترة القادمة مع ان شريحة المستهلكين للتبغ المسخن عالى السعر لن تقارن بشريحة المستهلكين للتبغ القائم على الحرق أو ما تسمى بالسجائر العادية.

أما عن مستقبل العلاقة العنكبوتية بين الشركة الأم الشرقية للدخان والتى تصنف على أنها خامس أو سادس اكبر شركة عالمية منتجة للتبغ على مستوى العالم وبين الشركات الأجنبية التى تقوم بالتصنيع لها مقابل عقود ربما تصل مدتها إلى 7 سنوات يتم تجديدها برضاء الطرفين فنقول إن متغيرات كثيرة سواء على مستوى الهيكلة البشريه، أو خريطة الإنتاج والتصنيع فى الشرقية للدخان حتما ستحدث سواء ولكن الشروع فى تنفيذها بسبب فايروس كورونا قد تأجل وقد يتأجل مزيداً من الوقت ولكن التأجيل لمزيد من الوقت ليس بسبب فيروس كورونا ولكن السبب الرئيسى هو انخفاض القيمة السوقية للسهم مقارنة بقيمة السهم السوقية أعوام 2016و 2017 مثلا، مما دفع مجلس إدارة الشركة إلى التوسع فى شراء أسهم خزينة على مراحل بما يعادل 3 % من أسهم الشركة وكانت عملية الشراء قد بدأت فى مارس 2020، وربما يكون هذا السبب من بين الأسباب التى دفعت الشركة حاليا إلى البحث عن ثلاث قيادات للإدارة العليا بالموارد البشرية، والمشتريات، والشئون المالية والأخير عقب الاستقالة التى تقدم بها مؤخرا مصطفى المهدى المدير التنفيذى للشئون المالية عقب انعقاد الجمعية العمومية وكان قد تولى منصبه فى يناير واستقال فى اكتوبر.

نجحت الشركة فى تجديد عقود التصنيع مع الشركات الأجنبية قبل انتهاء العقود السابقة وبقيت فيليب موريس وميعاد انتهاء عقدها فى مارس القادم علما بأن فيليب موريس كانت قد توصلت إلى اتفاق مع إدارة الشرقية للدخان فى مايو عام 2017 على أن تسدد مستحقاتها للشرقية بالجنيه المصرى بدلا من الدولار على أن يستمر التسديد حتى انتهاء العقد بسعر 18 جنيهاً للدولار مع الإشارة إلى أن قيمة العقد السنوى بين الطرفين يصل إلى ما

قيمته 125 مليون دولار، ومدة العقد غالباً ما يتم توقيعها بين الطرفين تصل إلى 7 سنوات، وربما يصطدم الطرفان هذه المرة خاصة بعد قرار رئيس مجلس الوزراء بمنح تراخيص للمستثمرين فى هذه الصناعة، وبعد اعتزام فيليب موريس إنشاء مصنع لتصنيع الأيكوس بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس عقب حصولها على تصريح وزارة الصحة المصرية بتصنيع السجائر المسخنة. هل يتوقع فيليب موريس عقداً جديداً مع الشرقية للدخان بشروط الثانية مع زيادة قيمة عقد التصنيع؟ هل ستطلب فيليب موريس من الشرقية للدخان تأجير المبنى الخاص بتصنيع منتجاتها والذى يطلق عليه مبنى مارلبورو بالمنطقة الصناعة الغربية بالمجمع الصناعى بمدينة 6 أكتوبر والمواجه لمبنى بريتش توباكو بقيمة إيجارية يتفق عليها بين الطرفين وليس مقابل التصنيع؟ هل ستستمر فيليب موريس فى تسديد المستحقات لديها للشرقية للدخان بالجنيه المصرى خاصة أن فيليب موريس هى المالكة لآلات ومعدات التصنيع أم أن فيليب موريس تعد عدتها لطلاق بائن مع الشركة الشرقية.

أما بالنسبة للشركات الأخرى الأجنبية فى مصر فتسعى بريتش الإنجليزية بكل قوة لتحصل على حصة اكبر من حجم السوق خاصة بعد أن أعلنت عن طرح منتجها من التبغ المسخن بالسوق المحلى وشرائها لكميات هائلة من طوابع البندرول العام الماضى مع التوسع فى استيراد سجائر الرويال المصنعة فى كينيا عبر اتفاقية الكوميسا وباتت تشكل قلقاً لفيليب موريس التى تستحوذ على ثانى أكبر حصة سوقية بنسبة تتراوح بين 32 و35% بعد الشرقية للدخان، أما بقية الشركات الأخرى فليس لديها خطط مستقبلية واضحة على المدى القصير وربما أجلتها أحداث كورونا.

مستقبل الصناعة فى الشرقية للدخان

جاء فى أحد تقارير الجهاز المركزى للمحاسبات ذات مرة جملة صادمة نصها كالتالى دون تحريف منا « دأبت الشركة على صرف ملايين الجنيهات على مشروعات مرحلة من سنوات دون استخدام أو استغلال لبعضها ودون انتهاء البعض الآخر منها الأمر الذى يؤدى إلى إهدار المال العام المستثمر فيها»!

يعد عدد العمالة الضخم فى ظل تطور التكنولوجيا المذهل فى الصناعة «14 الف عامل إلا قليلاً» هو أكبر عائق يواجه الشركة ويكفى أن نقول إن أجور العاملين الكلية تصل لأرقام مفزعة تقدر بمئات الملايين من الجنيهات، بالإضافة الى ألتحديات الأخرى الحالية والمستقبلية المتنوعة ومنها ارتفاع أسعار خام الدخان مع الإشارة الى أنها مستورد صافى لخام الدخان بنسبة 100% وتستورد سنوياً بأكثر من 30 مليون دولار، بالإضافة الى ارتفاع أسعار الغاز ومواد التعبئة والتغليف، وإضمحلال قيمة بعض الاصول، والأراضى غير المستغلة مثل أرض نيازا ببرج العرب، وأرض الزمر والتى كان مقرراً إقامة مستشفى للعاملين فيها، وارض جزيرة الدهب، بالإضافة الى عدم قدرة الشركة على صناعة منتجات من التبغ المسخن لتنافس به الشركات الأجنبية التى تتوغل رويدا رويدا داخل السوق المحلى، ولا يعقل أن تظل الشركة تنتج نحو 13 صنفاً غالبيتها يباع بالكاد، فلا يعقل أن تنتج الشركة مثلاً 8 أصناف كرتونية مكررة هى كليوباترا بوكس، وبوكس كوين، والبوكس الأحمر، والبوكس الأزرق، والبوكس السيرفر، وبوكس البلاك ليبول، والبوكس الجواد، والبوكس اللايت. يضاف إلى ذلك تراجع صناعة المعسلات وعدم قدرة الشركة على منافسة شركات القطاع الخاص فى معسل النكهات ولذا بات على الشرقية للدخان ان تبذل جهوداً جبارة على مستوى التصنيع أو على مستوى الهيكل البشرى سواء العاملون داخل مصانعها بالمجمع الصناعى أو سواء مع المتعاملين معها فى قنوات التوزيع والتجار بما يتناسب ومتغيرات الأسواق إن كانت تريد أن يكتب لها الصدارة والبقاء!

 

 

| BeLBaLaDy

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" الوفد "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??