بالبلدي | BELBALADY

بالصور| بين الموسيقى والسياسة.. «غزة فيجن» تكشف الوجه الحقيقي لـ «يوروفيجن» إسرائيل | BeLBaLaDy

تثير مسابقة الأغنية الأوروبية السنوية "يوروفيجن" الجدل هذا العام وسط دعوات لمقاطعة دورتها الحالية بسبب إقامتها في دولة الاحتلال الإسرائيلي.

 

وانطلقت المسابقة التي ستستمر حتى السبت 18 مايو ، الأربعاء بمشاركة 42 دولة ، وسط دعوات لمقاطعة دورتها الحالية من قبل حملات في مختلف أنحاء العالم داعين لمقاطعة الحفل بسبب سياسات الاحتلال تجاه الفلسطينيين وتزامن المسابقة مع ذكرى النكبة الفلسطينية الـ 71.
 

وتم اختيار دولة الاحتلال في سبتمبر الماضي، لاستضافة المسابقة بعد أن فازت المغنية الإسرائيلية (نيتا بارزيلاي) بالنسخة الـ63 من المسابقة، العام الماضي في العاصمة البرتغالية لشبونة بأغنيتها (لعبة) ، وجرت العادة أن تستضيف الدولة الفائزة، مسابقة العام التالي.

 

وفي الوقت، الذي كانت فيه إسرائيل تستعد لمهرجان غنائي، تصاعدت حدة الأحداث الميدانية مع قطاع غزة بعد القصف والعدوان المتواصل، وامتدت الغارات الجوية إلى القصف الأرضي على القطاع من قبل قوات الاحتلال حيث استشهد 25 فلسطينيا.

 

"غزة فيجن"

 

وفي لفته فلسطينية لإلقاء الضوء على الممارسات الإسرائيلية والتأكيد على ضرورة مقاطعة المسابقة الغنائية ، اقيم في مدينة غزة حفل موسيقي الثلاثاء على أنقاض ركام بناية سكنية دمرتها طائرات الاحتلال خلال عدوانها الأخير على غزة .

وتحت أشعة الشمس الحارقة، ووسط حضور شعبي، عزفت فرق محلية الموسيقى، وغنت للثورة والسلام والأمل؛ استجابة لدعوة من مجموعة جسور للتواصل الدولي في حفل غزة فيجن "Gazavision".

 

وحمل الحفل الذي نظمته مجموعة جسور للتواصل الدولي، عنوان "رسالة غزة" في محاولة من المغنيين الفلسطينيين للتعريف بأن غزة ما زالت تحت الاحتلال وتتعرض لانتهاكات إنسانية من دولة الاحتلال إسرائيل بما في ذلك عمليات عسكرية ضد المدنيين، وفق منظمي الحفل.

وأكد منسق "مجموعة جسور للتواصل الدولي" كامل مسلم لوكالة أنباء "شينخوا" أن الغناء والموسيقى هما اللغة التي يجمع عليها أبناء هذا الكوكب، خاصة وأنها تحمل رسالة محبة وسلام بالإضافة إلى التبادل الثقافي.

 

وقال مسلم إن دولة الاحتلال "استعملت الموسيقى كستار يغطي جرائمها ضد الشعب الفلسطيني بشكل أساسي، من خلال استقبالها حفل المسابقات الموسيقي".

وأضاف أن "الحفل يحمل رسالتين الأولى هي أن إسرائيل تظهر للعالم وجهها الحسن وأنها ترقص وتغني، في حين أنها في الواقع عكس ذلك فهي تقتل الأطفال والنساء والشيوخ في غزة".
 

وتابع " الرسالة الثانية أن غزة ورغم كل المعاناة التي تتعرض لها من قبل إسرائيل وحكومتها العنصرية فهي تغني للسلام، والمحبة والأمن"، داعيا العالم إلى النظر بعين الحقيقة إلى ما يحدث في فلسطين عامة، وغزة بشكل خاص.


وأشار مسلم إلى أنه في مثل هذا اليوم من العام الماضي، قتل الجنود الإسرائيليون المتمركزون على الحدود الشرقية لقطاع غزة 61 فلسطينيا كانوا قد خرجوا للمشاركة في مسيرات العودة الشعبية للمطالبة بحق العودة ورفع الحصار عن قطاع غزة.


من جهته، اعتبر وزير الثقافة الفلسطيني عاطف أبو سيف، أن تنظيم مسابقة "يورو فيجن" على الأراضي المحتلة "بمثابة تبييض آخر لجرائم الاحتلال والتفاف على الشرعية الدولية وتجاوز للقانون الإنساني".

وقال أبو سيف، في بيان، إن "إطلاق هذا الحفل من على أنقاض حي المنشية الفلسطيني القديم في مدينة يافا يعد كشفاً فظاً لعقلية الاحتلال الإحلالية القائمة على التزوير والشطب والإحلال".

 

وأضاف أن "هذه العقلية تعتبر كتلة سرطانية في وعي العالم الحر والثقافة الكونية، ويجب استئصالها فورا لكي لا تنتشر بعدواها لأجزاء أخرى من جسم الكون وتنهشه بأنيابها".

ورحب الوزير الفلسطيني بموقف الفنانين والفرق الفنية والنشطاء الذين اعلنوا مقاطعتهم لمسابقة "يورو فيجن" دعما للحقوق الفلسطينية.

 

وتعتبر مسابقة الأغنية (يورو فيجن) الأوروبية أكبر برنامج مسابقات موسيقي في العالم من حيث الحجم وعدد المشاركين والدول المشاركة وقنوات البث.


وترى دولة الاحتلال أن استضافة الأحداث الدولية هي وسيلة لتقديم صورة إيجابية وسلمية عن نفسها، وتشجيع السياحة، التي تعتبر بالفعل مصدراً رئيسياً لدخل هذا البلد. لكن الخارجية الفلسطينية وجهت رسالة إلى اتحاد الإذاعات الأوروبية، المسئول عن المسابقة، دعت فيها إلى سحب أي مواد ترويجية تم تصويرها في القدس "المحتلة".

 

 

قرصنة البث الحي

 

وتعرض ،الأربعاء ، البث المباشر على شبكة الإنترنت لهجوم إلكتروني تسبب في قطعه وظهور مشاهد مفبركة لانفجارات في تل أبيب.

 

وشاهد المتابعون للدور قبل النهائي الأول في المسابقة الغنائية على شبكة الإنترنت تحذيرا من وجود هجوم ضخم على المدينة التي تستضيف المسابقة مصحوبا بفيديو مفبرك وأصوات صافرات الإنذار من الغارات الجوية.

 

ووجهت شبكة التلفزة الوطنية الإسرائيلية، كان، اللوم إلى حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" بالمسؤولية عن هذا الاختراق، لكن الحركة لم تعلق.

ولم يؤثر الاختراق على البث التليفزيوني للحدث.

 

وظهرت رسالة على موقع البث الحي على شبكة الإنترنت تقول "تحذير خطر هجوم صاروخي، من فضلكم اختبئوا" وظهر على الرسالة شعار مزيف لجيش الاحتلال الإسرائيلي مصحوبا بصوت صافرات الإنذار.

 

وظهرت بعد ذلك لقطات جوية لتفجيرات ملفقة قرب موقع مسابقة اليوروفيجن في تل ابيب وتحذير يقول "إسرائيل ليست آمنة وسترون".

 

وقللت التلفزة الإسرائيلية من أهمية الاختراق على الرغم من أن المقطع المصور استمر بثه بشكل متواصل لمدة 10 دقائق.

 

وقال المدير التنفيذي لموقع التلفزة الإسرائيلية، ألداد كوبلنز، لإذاعة الجيش "علمنا في وقت معين أنه كانت هناك محاولة في الغالب من قبل حماس للعبث ببثنا الرقمي".

 

وأضاف "أشعر بالسعادة لأننا تمكنا في غضون دقائق معدودة من استعادة السيطرة على الموقع وإبطال هذه الظاهرة".

 

 

دعوات دولية للمقاطعة

 

وبسبب إقامتها عى الاراضي المحتلة دعا أكثر من  100 فنان عالمي وموسيقار ورسام من مشاهير العالم، إلى مقاطعة المهرجان.

 

وأكد الفنانون في بيان نشرته صحيفة (الجارديان) البريطانية، أن إسرائيل تمارس القتل بالرصاص الحي ضد المتظاهرين، حيث قتلت مؤخراً 72 متظاهراً بينهم 6 أطفال بالرصاص الحي لمجرد التظاهر ضد دولة الاحتلال ، مكملين "إننا نحتج على إقامة الحفل في إسرائيل التي تنكر حقوق الفلسطنيين، وتمنع عنهم الحرية".

 

ودعت "حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات" العالمية المؤيدة للفلسطينيين إلى مقاطعة المسابقة.

 وقالت الحركة، التي تضم عشرات المنظمات الفلسطينية والمتضامنة معها، في بيان على موقعها على الانترنت: "نحن المغنين وكتاب الأغاني والراقصين والموسيقيين وغيرهم من الفنانين نحث جميع المتسابقين في مسابقة يوروفيجن 2019 على الانسحاب من المسابقة". ووقع أكثر من 120 فناناً فلسطينياً هذا البيان.

 

وطالب العديد من الفنانين المؤيدين للقضية الفلسطينية مثل البريطاني روجر ووترز، ومواطنه بيتر غابرييل بنقل المسابقة إلى دولة أخرى.

 

ودعا أكثر من 170 فنانا وناشطا سويديا، إلى مقاطعة مسابقة "يوروفيجن" المقرر عقدها في تل أبيب تأييدا للقضية الفلسطينية.

ونشرت صحيفة "افتونبلاديت" السويدية نص العريضة التي وقع عليها النشطاء، وتقول: "لا يمكننا نحن الموسيقيون والشخصيات الثقافية السويدية الذين وقعوا هذه الرسالة أن ننظر بصمت إلى كيفية استخدام إسرائيل مسابقة يوروفيجن الموسيقية الدولية لإخفاء جرائمها ضد الشعب الفلسطيني".

 

واتهم النشطاء السلطات الإسرائيلية بالفصل العنصري وانتهاك الحقوق الأساسية للفلسطينيين واقترحوا تعليق المشاركة الإسرائيلية في المسابقة.

 

وكان من بين الموقعين الموسيقيين يواكيم توستروم، لوف أنتيل، ستيفن ساندستروم، ومايكل فيو.

 

وفي أيرلندا، انطلقت قبل أيام من بدء مهرجان الأغنية الأوروبية في العاصمة الايرلندية دبلن أكبر حملة لمقاطعة مسابقة الاغنية الأوروبية تحت شعار "Nothing To Sing About".

 

ووفقا لصحيفة "ذي جورنال" الأيرلندية لاقت الحملة التي تضمنت ملصقات تدعو لمقاطعة المهرجان أصداء كبيرة بين فئات المجتمع الايرلندي الذي ابدى تضامنه بشكل ملفت للنظر من خلال عدد من المسيرات والتظاهرات التي تدعو القائمين على المحطة الرئيسة (RTE) بعدم بث الاحتفال.

 

وشارك في الحملة عدد من الصحافيين الأيرلندين والكتاب الذين خطت أقلامهم عدد من المقالات الداعمة للمقاطعة.

 

وتكلّفت استضافة (يوروفيجن) نحو (190) مليون شيكل إسرائيلي (53 مليون دولار)، وفقاً لما نقلته صحيفة (تايمزأوف) إسرائيل عن تقارير إعلامية، مؤكدةً أن الاستضافة ستجلب ملايين الدولارات (بفضل السياحة) و(التغطية الإعلامية التي لا تُقدر بثمن)، بحسب وصف الصحيفة الإسرائيلية.

ويأتي ذلك عقب جولة من التصعيد بين الاحتلال وحركة حماس التي أطلقت نحو 700 صاروخ على المدن الإسرائيلية خلال يومين، بينما شنت المقاتلات الإسرائيلية غارات على القطاع استهدفت نحو 350 موقعا ردا على الهجمات الصاروخية، وقد قتل أربعة إسرائيلين واستشهد 25 فلسطينيا خلال هذا التصعيد.

 

 

تاريخ "يوروفيجن"

 

أول إنتاج له كان في عام 1956، عندما قرر اتحاد الإذاعات الأوروبية المعروف باسم (يوروفيجن) إمكانية إعادة بناء أوروبا من خلال الموسيقى، فازداد عدد المشاركين بمعدل ثلاثة أضعاف في السبعينات والثمانينات، وبعض المغنين المشاركين، أصبحوا نجوماً أمثال سيلين ديون، وخوليو إغليسياس.

 

وحافظت المسابقة على التقليد الذي يقضي بأن البلد الفائز بالجائزة هو البلد المضيف للعام المقبل، قوانين المسابقة تتغير باستمرار كاختيار رباعية ثابتة التأهل من بين الدول المشاركة منذ عام 2001، وهي الدول المؤسسة للمسابقة وتتمثل في بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا، ثم انضمت لها إيطاليا عام 2011، وتتسع دائرة جماهير (يوروفيجن) لتشمل دولاً غير أوروبية، فيحق لكل من الجزائر والأردن ولبنان وليبيا وتونس الاشتراك، كما تنتظر بعض الدول الموافقة بالسماح لها بالاشتراك، كفلسطين وجنوب أفريقيا والإمارات العربية المتحدة.

 

وفازت روسيا بالمسابقة مرة واحدة سنة 2008 بواسطة ديما بيلان بأغنية (Believe)، وكانت تلك محاولته الثانية بعد أن وصل للمرتبة الثانية بأغنية (Never Let You Go) سنة 2006، فاستضافت موسكو المسابقة سنة 2009.

 

وفي العام 2012، فازت السويدية المغربية الأصل  لورين  بمسابقة يوروفيجن في باكو بأذربيجان بفضل اغنية التكنو-بوب "يوفوريا".

 

وفي سنة 2013 كان دور مدينة مالمو السويدية التي عزمت على إنفاق أقل بخمسين مرة مما انفقته أذربيجان العام الماضي، حيث كلف إعادة تأهيل مدينة باكو كلفة مليار دولار (نحو 780 مليون يورو) بينما نظمت السويد الحدث بمبلغ 125 مليون كورونة (اقل من 15 مليون يورو).

 

ولم تشارك البرتغال وبولندا، وأعلنتا انسحابهما من مسابقة 2013 خوفاً من تكاليف استضافة المسابقة في حالة فوزهما، وسط الأزمة الاقتصادية المخيمة على أوروبا.

 

| BeLBaLaDy

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" مصر العربية "

أخبار متعلقة :