belbalady.net
في ليلة يُنتظر أن تُسجَّل في ذاكرة الطرب العربي، تستعد أيقونة الأصالة العربية، ميادة الحناوي، لإحياء سهرة فنية كبرى في الأردن، وذلك يوم الأحد 27 يوليو، على خشبة المسرح الجنوبي ضمن فعاليات مهرجان جرش العريق.
هذه العودة المنتظرة تأتي كتحيةٍ من الزمن الجميل، بصوتٍ لطالما شقَّ دروبه في الوجدان العربي دون أن يتأثر بتقلبات العصر. ميادة، التي لقبت بـ "مطربة الجيل"، لم تكن مجرد صوت، بل كانت وما زالت حالة فنية استثنائية، نسجت مجدها بصبر الموهبة، ودقة الاختيارات، وكبرياء الفن.
رحلتها بدأت من مصيف بلودان بسوريا، حين التقى صوتها العذب بأذن موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، الذي لم يتردد في التعبير عن انبهاره، واقترح عليها أن تبدأ مشوارها من مصر. لكن ميادة، بروحها الحرة، رفضت احتراف الغناء آنذاك، قبل أن تعود لاحقًا لتصبح واحدة من ألمع نجمات الغناء العربي.
تاريخ ميادة لا يُختصر في حفلات أو أغانٍ فقط، بل في منعطفات شكلت ملامح جديدة للفن، فهي أول مطربة عربية تطلق أعمالها على أسطوانات الليزر، وأول من استخدم نظام التراكات في تسجيل الأغاني. والأهم من ذلك، أنها كانت ملهمة لعمالقة الموسيقى؛ فالموسيقار رياض السنباطي اختار أن يختم مسيرته بلحنٍ لها، قائلًا: "كما بدأت مع أم كلثوم، يسعدني أن أنهيها مع ميادة". أما بليغ حمدي، فوهبها اثنتين من روائعه: "أنا بعشقك" و"الحب اللي كان"، لتصبحا أيقونتين لا تُنسى.
وفي كل مرة تطل فيها ميادة، يتردد السؤال ذاته: هل غابت فعلًا؟ أم أن الأصالة لا تغيب، بل تتوارى قليلًا لتعود أقوى؟ في مهرجان جرش، ستجيب الحناوي على هذا السؤال، لا بالكلام، بل بما تجيده جيدًا: الغناء من القلب، إلى القلب، مباشرة.
ميادة الحناوي لا تُغني فقط، بل تروي تاريخًا كاملًا من العذوبة، والصمود، والاختلاف، وهي الآن، كما كانت دومًا، نجمة لا تُشبه سواها.
إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"
المصدر :" الفجر "
أخبار متعلقة :