بالبلدي | BELBALADY

: كيف تختار محتوى معرضك المناسب؟

في زمن التحولات الكبرى وفي ظل الحراك الوطني الكبير نحو تنويع الاقتصاد وتعظيم أثر القطاعات الواعدة برزت المعارض والمؤتمرات كإحدى أدوات القوة في بناء الصورة وأمام هذا الواقع أصبحت قطاعًا صناعيًا قائمًا بذاته يؤثر في الناتج المحلي ويرتبط ارتباطًا وثيقًا بهوية المدن وخطط التنمية وملامح المستقبل.

ومع هذا الزخم المتسارع في إقامة المعارض داخليًا وخارجيًا نشهد سباقًا غير مسبوق نحو تنظيم الفعاليات والسؤال الأكثر أهمية مع هذا الزخم ولربما منها المعارض العشوائية هو كيف تختار محتوى معرضك ومن أين تبدأ وهل تنظر إليه كمنصة عرض أم كاستثمار نوعي يصب في مصلحة هويتك التجارية ويساهم في رفع اسم وطنك عاليًا في فضاء المنافسة؟

إن اختيار محتوى المعرض هو خطوة إستراتيجية تتطلب وعيًا عميقًا بأهدافك وقدرتك على التأثير ومعرفتك بجمهورك المستهدف، فالمعرض في جوهره هو وسيلة بناء علاقات وتوسيع قاعدة عملاء وتفعيل شراكات واستكشاف أسواق جديدة، ولكي تنجح في هذا المضمار عليك أولًا أن تحدد لماذا تشارك هل ترغب في رفع مستوى الوعي بعلامتك أم تسعى لإطلاق منتج جديد أم تطمح لتوقيع شراكات أم تريد ببساطة أن تكون حاضرًا في المشهد.

وحين تتضح الإجابة تبدأ ملامح المعرض تتشكّل شيئًا فشيئًا وتصبح عملية اختيار المعرض المناسب أقرب إلى بناء خريطة طريق تستند إلى بيانات دقيقة وتحليل واعٍ لمؤشرات الأداء والتوجهات السوقية فليس كل معرض نافعًا وليس كل حضور مثمرًا، المحتوى الذي لا يتقاطع مع اهتمامات جمهورك لن يحدث فرقًا بل سيضيع وقتك ومالك ويشوش رسالتك، أما المحتوى المصمم بذكاء والمنبثق من احتياج حقيقي فسيفتح أمامك نوافذ لم تكن تحلم بها.

ولذلك فإن معرفة طبيعة الحضور وقدراتهم الشرائية واهتماماتهم الصناعية وتجاربهم السابقة هي من أبرز مفاتيح النجاح، فكلما اقتربت من ملف العميل المثالي كلما كانت تفاعلاتك أكثر عمقًا وجدوى ولا يخفى على أحد أن حجم المعرض يؤثر مباشرة على مستوى الاستعداد، فالمعرض الكبير يتطلب طاقمًا مدربًا وميزانية مدروسة ووقتًا كافيًا للتنفيذ والتطوير، بينما تتيح لك المعارض النوعية فرصًا أكثر خصوصية للتواصل وبناء الثقة والتميّز في الرسالة.

وتزداد أهمية هذه الاعتبارات حين ندرك أن المعارض النوعية المرتبطة بأهداف رؤية المملكة تشكل منصات حقيقية لبناء المستقبل، فالمعارض الصناعية والابتكارية والسياحية والصحية أصبحت اليوم نقاط ارتكاز اقتصادية يدور حولها التخطيط وتستثمر فيها الدولة وتُبنى عليها الإستراتيجيات، لذلك فإن التواجد في مثل هذه المعارض هو اصطفاف ضمن مشهد وطني شامل يرفع من مكانة المملكة عالميًا ويعكس تطورها المذهل في صناعة المعارض وتصدير المحتوى النوعي.

ولأن كل معرض هو لقاء بينك وبين العالم لا بد أن يصاغ محتواه كخطاب مفتوح يحمل بصمتك وينقل فكرتك ويعكس هويتك ولا يتم ذلك إلا إذا أدركت أن المحتوى هو رأس مالك الحقيقي في المعرض.

لذلك اختر معرضك كما تختار مستقبلك وانسج محتواه كما تكتب وثيقة تمثلك أمام الآخرين واجعل كل تفصيل فيه انعكاسًا لوعيك واحترافك وليكون أكثر تأثيرًا واستدامة.

وتبقى المعارض رسالة حضارية ومنصة ناطقة باسم الوطن وصورته المشرقة في عيون العالم.

أخبار ذات صلة

 

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" جريدة عكاظ "

أخبار متعلقة :