قال الأمين العام للأمم المتحدة إن الوقت قد حان للتحلي بالشجاعة السياسية من أجل وقف إطلاق النار في غزة، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، والوصول الكامل والآمن والمستدام للمساعدات الإنسانية. وأشار إلى أن وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين إيران وإسرائيل يبث الأمل الذي قال إنه مطلوب الآن أكثر من أي وقت مضى.
تحدث السيد أنطونيو غوتيريش للصحفيين في نيويورك، اليوم الجمعة، قبيل توجهه غدا السبت إلى مدينة إشبيلية لحضور المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية الذي تشارك الأمم المتحدة في استضافته مع إسبانيا.
وقال الأمين العام إن الصراع بين إسرائيل وإيران هيمن على عناوين الأخبار، ولكنه أكد أنه لا يمكننا أن "نسمح بتغييب معاناة الفلسطينيين في غزة".
وأضاف أن العمليات العسكرية الإسرائيلية التي تلت الهجمات الإرهابية التي شنتها حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر – والتي أدانها بشكل لا لبس فيه – خلقت أزمة إنسانية ذات أبعاد مر وعة – "وهي اليوم أكثر فداحة من أي وقت مضى في هذه الأزمة الطويلة والوحشية".
ومضى قائلا: "لقد تم تشريد العائلات مرارا وتكرارا - وهم الآن محصورون في أقل من خمس أراضي غزة. وحتى هذه المساحات المتقلصة تتعرض للتهديد. فالقنابل تتساقط -- على الخيام، على العائلات، على أولئك الذين لم يتبق لهم مكان يفرون إليه. يُقتل الناس لمجرد محاولتهم إطعام أنفسهم وعائلاتهم".
"البحث عن الطعام لا ينبغي أن يكون حكما بالإعدام"
وشدد الأمين العام على أن البحث عن الطعام "لا ينبغي على الإطلاق أن يكون بمثابة حكم بالإعدام". وأضاف: "اسمحوا لي بأن أكون واضحا: إسرائيل، بصفتها السلطة القائمة بالاحتلال، مطالبة وفقا للقانون الدولي، بالموافقة على الإغاثة الإنسانية وتسهيلها".
وفي الوقت نفسه، يقول الأمين العام إن "العمليات الإنسانية يستمر خنقها. فمنذ أكثر من ثلاثة أشهر، تم حظر دخول مواد الإيواء والوقود للخدمات الحيوية. ويضطر الأطباء إلى اختيار من يحصل على آخر قارورة دواء أو آخر جهاز تنفس صناعي.عمال الإغاثة أنفسهم يتضورون جوعا. لا يمكن تطبيع هذا الوضع".
وأوضح غوتيريش أن حفنة من الإمدادات الطبية عبرت أخيرا إلى غزة في وقت سابق من هذا الأسبوع، وهي الأولى من الأمم المتحدة منذ أشهر. "ولكن هذا يؤكد فقط على الحجم الهائل للأزمة.
وقال إن كمية قليلة من المساعدات غير كافية، مؤكدا أن ما نحتاجه الآن هو طفرة في المساعدات، مشددا على ضرورة أن يتحول هذا النزر اليسير من المساعدات إلى محيط. وأوضح أننا بحاجة إلى إجراءات ملموسة حتى تصل المساعدات إلى جميع الناس أينما كانوا - بسرعة وعلى نطاق واسع. وأكد أن أي عملية تقوم بتوجيه المدنيين اليائسين إلى مناطق عسكرية هي بطبيعتها غير آمنة، وهي تقتل الناس، حسبما قال.
وأكد الأمين العام ضرورة إيجاد حل لمشكلة توزيع المساعدات الإنسانية، مشيرا إلى أنه "لا حاجة لإعادة اختراع العجلة بمخططات خطيرة. لدينا الحل"، مشيرا إلى أن لدى الأمم المتحدة خطة مفصلة ترتكز على المبادئ الإنسانية المتمثلة في الإنسانية والنزاهة والحياد والاستقلالية. وأضاف: "لدينا الإمدادات. ولدينا الخبرة. خطتنا تسترشد بما يحتاجه الناس. وهي مبنية على ثقة المجتمعات المحلية والجهات المانحة والدول الأعضاء. وقد نجحت خلال وقف إطلاق النار الأخير. ويجب السماح لها بالعمل مرة أخرى".
يجب أن تنتصر الدبلوماسية
وتابع الأمين العام قائلا: "أقول لمن هم في السلطة: مكنوا عملياتنا كما يتطلب القانون الدولي الإنساني. إلى أصحاب النفوذ، أقول: استخدموه. وإلى جميع الدول الأعضاء، أقول: التزموا بميثاق الأمم المتحدة الذي التزمتم به بالأمس فقط في الذكرى الثمانين. دعونا نجلب الإمدادات المنقذة للحياة. دعونا نصل إلى الناس أينما وجدوا. ودعونا نقر بأن حل هذه المشكلة سياسي في نهاية المطاف".
وجدد الأمين العام التأكيد على أن الطريق الوحيد المستدام لإعادة الأمل هو تمهيد الطريق إلى حل الدولتين. واختتم حديثه قائلا: يجب أن تنتصر الدبلوماسية والكرامة الإنسانية للجميع".
إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"
المصدر :" أخبار الأمم المتحدة "
أخبار متعلقة :