بالبلدي | BELBALADY

: حنكةٌ وحكمة

في عالم يضجُّ بالمفاجآت والأحداث الطارئة والخارجة عن السيطرة أحياناً ويزداد فيه المشهد السياسي تعقيداً، تقف المملكة العربية السعودية بثبات لافت، تسير بثقة متزنة على خريطة السياسة الدولية، مستندة إلى إرث عريق من الحكمة السياسية التي وُرثت وتطورت، حتى شكّلت لنفسها مدرسة سياسية دبلوماسية مستقلة تتميز بهدوء القرار وحنكته وحكمته، وبعد النظر، والاتزان في إدارة الأزمات.

الحكمة السياسية السعودية ليست وليدة لحظة؛ بل هي امتداد لنهج بدأه المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- حين جمع بين الصلابة في المبدأ والمرونة في الموقف، ثم تعاقب الملوك من بعده وهم يحفظون هذه السمة كأحد أسرار قوة المملكة ونجاحها على مرّ العقود.

ونشهد مع كل يوم يمر ويحمل معه التطورات والأحداث هذه الحكمة السعودية بوضوح في مواقف المملكة تجاه ملفات الإقليم والعالم، حيث تجمع القيادة السعودية بين الحزم حين يستدعي الأمر، والدبلوماسية العالية حين يتطلب الموقف التهدئة، فلا انفعال يقود القرار، ولا تردد يشوّش عليه.

من قضية فلسطين، إلى الملف الإيراني، إلى علاقاتها المتوازنة مع الدول الأخرى، تنتهج السعودية سياسة «المسافة الآمنة والإنسانية»، وهذا الفن الدبلوماسي أراه هرم السياسة، إن لم يكن السياسة نفسها، وبها تحفظ بلادنا مصالحها دون أن تفقد ثقلها أو حيادها الاستراتيجي، وهو ما جعلها اليوم وسيطاً موثوقاً، وركناً أساسياً في معادلة الأمن والطاقة والسلام.

السعودية، هي الرقم الصعب في القيادة الدبلوماسية السياسية، هي الرقم العادل والمنصف لكل القضايا الدولية وهي محطة الفهم والثقل والقوة السياسية، وهي الحل لكل أزمة ولن يخسر مَن يطلبها حلاً أو حليفاً؛ لأن على طاولة تفاوضها يكمن الإصلاح والحوار والاحترام وتحقيق المنفعة.

ختاماً.. ليست الحكمة السياسية السعودية شعاراً يُرفع؛ بل هي ممارسة واعية، وصناعة قرار عميقة، جعلت من المملكة صوتاً عاقلاً، وشريكاً موثوقاً، وقائداً يحسب له العالم ألف حساب في كل لحظة حاسمة.

حفظ الله لنا قيادتنا الرشيدة.

أخبار ذات صلة

 

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" جريدة عكاظ "

أخبار متعلقة :