في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء ، شهدت مدينة الداخلة، يوم الجمعة 8 نونبر 2025 ، تدشين مركزين صحيين جديدين يشكلان إضافة نوعية للعرض الصحي بالجهة، في خطوة تعكس الدينامية التنموية والاجتماعية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية للمملكة.

وأشرف والي جهة الداخلة–وادي الذهب، عامل إقليم وادي الذهب، علي خليل، إلى جانب عدد من المنتخبين ورؤساء المصالح الخارجية، على إعطاء انطلاقة خدمات مركز تصفية الدم ومركز التكفل بالأشخاص ذوي التوحد، المنجزين من طرف شركة التنمية المحلية “الداخلة للتهيئة والتنمية”، باستثمار إجمالي يفوق 45 مليون درهم.

ويأتي هذان المشروعان في سياق الجهود الرامية إلى تعزيز البنيات الصحية والاجتماعية وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، وذلك تماشياً مع الرؤية الملكية السامية الهادفة إلى ترسيخ العدالة الاجتماعية والمجالية وضمان تكافؤ الفرص في الولوج إلى العلاج.

ويُعد مركز تصفية الدم، المشيد على مساحة تفوق 2300 متر مربع بكلفة تقدر بـ 21.54 مليون درهم، مكسباً مهماً لساكنة الجهة، إذ يتوفر على طاقة استيعابية تبلغ 36 سريراً، ويضم قاعتين مجهزتين بـ40 جهازاً حديثاً لتصفية الدم، إضافة إلى قاعة للاستشارات الطبية ووحدتين لمعالجة المياه مطابقتين للمعايير الدولية، ما يسمح بالتكفل بنحو 160 مريضاً في ظروف صحية مثالية.

وفي هذا السياق، أكد المدير الجهوي لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بالنيابة بجهة الداخلة–وادي الذهب، مرتضى جبار، أن افتتاح المركز يندرج ضمن الاستراتيجية الوطنية الرامية إلى تقريب الخدمات المتخصصة من المواطنين وتعزيز العرض الصحي المحلي.

أما مركز التكفل بالأشخاص ذوي التوحد، الذي أُنجز على مساحة تبلغ 2849 متراً مربعاً وبتكلفة تفوق 23.19 مليون درهم، فيُعد بنية نموذجية تراعي الاحتياجات الخاصة لهذه الفئة، وتستجيب لحاجة الجهة إلى مؤسسات متخصصة في العلاج المبكر والتأطير النفسي والاجتماعي.

ويضم المركز مجموعة من الفضاءات المتنوعة، من بينها قاعات للتشخيص والتعليم، وأخرى للعلاج الفيزيائي والعلاج بالماء (الهيدروثيرابي)، فضلاً عن ورشات للفنون والأنشطة اليدوية، وفضاءات رياضية وحديقة علاجية، إلى جانب مطعم ومطبخ تربوي مخصص للتكوين والتأهيل الذاتي.

وفي هذا الإطار، أوضح المدير العام لشركة “الداخلة للتهيئة والتنمية”، خالد الزواهري، أن هاتين المنشأتين تعكسان التزام الشركة بدعم المشاريع الاجتماعية ذات البعد الإنساني، مبرزاً أن مركز التوحد سيوفر خدمات متكاملة وفق المعايير الدولية الحديثة.

وتُجسد هذه المشاريع، وفق المتتبعين، ترجمة عملية للعناية الملكية السامية الموجهة للأقاليم الجنوبية، كما تساهم في توسيع الولوج إلى الخدمات الصحية وتحسين جودة الرعاية، في انسجام تام مع مرتكزات النموذج التنموي الجديد الذي يولي أهمية خاصة للقطاعات الاجتماعية ذات الأولوية.