​

حالة من السعادة يشعر بها معظم المشاهدين أثناء مشاهدتهم لعمليات النصب في مسلسل "بـ 100 وش"، بطولة نيللي كريم وآسر ياسين، ورغم أن الأحداث تدور حول عمليات نصب، إلا أن الغريب في الأمر تعاطف وتشجيع الناس والخوف على عصابة "عمر وسكر" من القبض عليهم أثناء عرض الحلقات.

تساؤلات كثيرة وكوميدية، يطرحها الكثيرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي منذ انتهاء حلقة أمس، من مسلسل "بـ 100 وش"، بعدما تمكنت عصابة "سكر وعمر" من إتمام عملية النصب والحصول على ميراث عم غزال، الرجل الكبير الذي ليس له أبناء، وانتحل "عمر" شخصية ابنه بمساعدة "سباعي" الذي تنكر في دور محامي، و"سكر" في دور زوجة الابن.

وطوال مشهد البنك، وجد الكثير من المشاهدين أنفسهم يتمنون عدم كشف عصابة سكر وعمر، وينتظرون خروجهم من البنك والحصول على الأموال والعودة لباقي الفريق وهو ما يعتبر عكس التصرفات السليمة وفطرة الإنسان.

وجاءت التعلقات بين: "يا جماعة هو أنا بس اللي فرحانة بيهم؟"، و"هو طبيعي أنا قعدة بتمنى ميتمسكون؟"، "يا جدعان أنا كنت بدعي لهم ما يتمسكوش؟"، "إحنا محتاجين حد يحلل لنا نفسيتنا هو ده طبيعي؟"، "أنا كنت خايف عليهم أوي"، "دول نصابين يا جماعة إزاي أنا متعاطف معاهم وفرحان بيهم؟"، "ده أنا كنت ناقص أدخل انصحهم في المسلسل".

تحليل الطب النفسي لرد فعل المشاهدين

شرحت الدكتورة هالة حماد، استشاري الطب النفسي، لـ"الوطن"، أن سبب سعادة الناس وتعاطفهم مع مسلسل "بـ100 وش"، هو حب الناس لأبطال العمل الذي يؤدي إلى الشعور بالتعاطف معهم ورؤية الأمور من وجه نظرهم: "جايبين شخصية حرامي كوميدي، وشكلهم حلو، فالناس متعاطفة مع الممثلين مش الحرامية".

وذكرت "هالة" أن غالبا المشاهد يتقمص شخصية أبطال العمل ويعيش مع أحداث المسلسل: "إلا بقى لو جبتي حد شرير وقدامه حد طيب بتخلي في وعي للمشاهد، يعني مثلا أدوار الشر الناس بتكره الممثلين فعلا اللي بتقدمها وكأنه واقع، عشان كده في فنانين بترفض الأدوار دي".

أشارت استشاري الطب النفسي، إلى أن النفس البشرية تحب المكسب السهل: "يعني حتى لو غلط، في بعض الناس عايزين كنز ينزل علينا زي قصة علي بابا والـ40 حرامي، هو فعلا حرامي بس بنعتبره طيب إزاي وهو سرق فدي طبيعة".

ونصحت "هالة" صناع المسلسلات بتواجد صوت العقل في أي عمل فني حتى تعود الناس لطبيعتها وحتى لا يقلد البعض ما يشاهدونه: "في بيتفرج ممكن يفكر زيهم وانه ميستناش يشوف اتقبض عليهم، إحنا مسؤولين عن وعي الشعب، في ناس ظروفها صعبة، فممكن تفكر بنفس الطريقة وتأخد الأفكار".