ألوان الوطن | حضارة وحروب وديانات.. قصة أعلام الدول عبر العصور | BeLBaLaDy

الوطن 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

ليست مجرد قطعة قماش ملونة يختلف حجمها وشكلها ورمزها من دولة لأخرى، بل إنها واجهة تاريخ كل أمة استطاعت الصمود من أجل البقاء مختارة لنفسها رمزًا "علم" معبّرًا عما مرت به منذ نشأتها؛ ليصبح مع مرور السنوات جزء مهم من كيانها، وعلامة على طريق الانتماء والوطنية، تعلن به الحروب وربما الاتفاقيات والصلح والهدنة، ويتسلمه جيل وراء جيل لاستكمال مشوار المصير.

العلم هو قطعة قماش تعرض شارات عن الدول والهيئات والمنظمات

وعن تعريف "العلم" بحسب الرايات، فهو عبارة عن قطعة من القماش أو راية أو مادة مماثلة تعرض شارات دولة أو مجتمع أو منظمة أو قوة مسلحة أو مكتب أو فرد، مستخدمة في البلدان والمقاطعات والمدن والهيئات والمنظمات والشركات الدولية، وعادة ما يكون مستطيلًا وتربطه حافة واحدة بـ"حبل"، وفقا لكتاب (أعلام كاملة من العالم)، الصادر عن مؤسسة "سميثسونيان" الأمريكية.

وذكر ذلك الكتاب، أن بدايات استخدام الأعلام الأولى المعروفة ترجع إلى الحضارة الصينية منذ آلاف السنوات، إذ استخدمت "الأعلام" في الأساس بالحروب، معبرة عن شارة القيادة من أجل التعرف على الحلفاء والأعداء ومراكز الحرب، وفترة الهدنة.

e1d5c88665.jpg

وبالرجوع إلى تاريخ حضارة الصين القديمة، يقال إن مؤسس مملكة تشو في الصين  (1046-256 قبل الميلاد) كان يحمل علمًا أبيض أمامه، ومع مرور السنوات كان للراية الملكية سمات خاصة يجرى تحديدها مع الحاكم بنفسه وعلى الجميع احترامها، ومن الغرائب وقتها أن لمس "حامل العلم الملكي" آنذاك يعد جريمة، وسقوطه منه تعني "الهزيمة"؛ لذلك كان لا يفصح عن اسم الجنرال المسؤول عن حمله، وفقا لما ذكرته موسوعة "بريتانيكا" البريطانية.

من الحضارة الصينية إلى الإسلام.. تنوعت استخدام الرايات 

وامتد استخدام "الأعلام" من الحضارة الصينية إلى ميانمار (بورما) وسيام (تايلاند) وأجزاء أخرى من جنوب شرق آسيا، مرتبطة ارتباطا وثيقا بالحروب والدلالات العسكرية.

وعبر الحضارات والتاريخ، ظهرت أيضا "الأعلام" في بدايات انتشار الإسلام، لكنها كانت مبسطة عن ما ظهرت في الهند ذات الألوان المختلفة برموز مطرزه بالذهب، إذ متنوعة الرايات الإسلامية بين 3 ألوان الأسود والأبيض والأحمر، فالأول يقال إنه ارتبط بلون راية النبي محمد- صل الله عليه وسلم.

أول علم عربي يرجع إلى الدولة الأموية 

أما عن أول علم عربي فيعود إلى الدولة الأموية، أول دولة إسلامية في تاريخ الإمبراطورية العربية (661-750)، إذ اختاروا وقتها اللون الأبيض، أما اللون الأخضر كان من نصيب الأسرة الفاطمية في النهاية بعدما تنوعت بين "الأبيض والأخضر والأسود".

وفي أوروبا، تعود أول أعلام وطنية إلى العصور الوسطى وعصر النهضة، بداية من الرومان حيث استخدمها الفرسان الرومانيون، مع شعارات النبلاء كوسيلة للتعرف على الملوك والأمراء، ومنه العلم المربع الذي نشأ منه فيما بعد مصطلح "علم الرايات"، بحسب ما ذكره كتاب (أعلام كاملة من العالم).

ووقتها، كان هناك أغراض متعددة لاستخدام الأعلام، بينها: "تحديد هوية أفراد من طبقة النبلاء أو النقابات، والمدن، والعبادة الدينية، وكذلك لاستخدام الأعلام في المعارك".

5a5f1b9ccc.jpg

"علم الدنمارك" أقدام أعلام التاريخ

وتطورت الأعلام عبر السنوات، وبعضها لا يزال موجودا حتى يومنا هذا، مثل علم الدنمارك الأقدم في العالم، والمستخدم منذ عام  1370 ميلاديا، ويشار إليه باسم "القماش الدنماركي"، إذ ظهر في الحروب البحرية بين السويد والدنمارك عام 1560، متميزا بأنه أحمر اللون محتويا على صليب إسكندنافي أبيض يدل على الدين المسيحي السائد في الدنمارك، بحسب ما ذكره وينتي سميث، مؤسس علم الرايات في أحد كتبه عن الأعلام حول العالم.

cdaf440cd5.jpg

وعلم الرايات أو علم الأعلام، هو الدراسة العلمية لتاريخ ورمز واستخدام الأعلام، استخدم هذا المصطلح باللغة الإنجليزية "Vexillology" للمرة الأولى عام 1957 من قبل الأمريكي ويتني سميث، الذي قدم نحو 27 كتابا حول تاريخ الرايات عبر العصور والعالم، وساهم في تصميم العديد من الأعلام الوطنية للدول، وكذلك أعلام المنظمات الإقليمية والدولية.

العلم المصري النهائي اعتمد عام 1984

وفي المجتمع الحديث، اتخذت الدول أعلاما خاصة بها بناء على تاريخها السياسي بجانب الحركات الثورية التي تعرضت لها ونضالها من أجل الحصول على الاستقلال في النهاية، وبتسليط الضوء على جمهورية مصر العربية، فاستقر الشكل النهائي له بعهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، حينما اعتمده عام 1984 كشعار رسمي للجمهورية، وهو عبارة عن 3 ألوان "الأبيض والأسود والأحمر" متوسطا منطقة الصدر النسر الذهبي مضموم الجناحين.

bebb925349.jpg

وعن دلالة الألوان المختارة في العلم المصري، فالأحمر يرمز إلى دماء الشهداء فضلا عن القوة والأمل، ثم يأتي الأبيض للشعور بالنقاء، أما الأسود تذكرة للأجيال القادمة بعصور الاستعمار التي مرت بها مصر.

وقبل اعتماد العلم المصري الحالي، فكان شعار العلم المصري وقت المملكة "علم أخضر برمز الهلال الأبيض وثلاثة نجوم"، متحولا مع إعلان الجمهورية عام 1956 إلى الألوان الثلاثة الحالية لكن في الوسط نسر ينظر إلى اليمين وعلى صدره هلال وثلاث نجوم وخلفية خضراء، وترمز الثلاث نجوم إلى الديانات السماوية الرئيسية في مصر.

a32e8f3cb1.jpg

ومع إعلان الجمهورية العربية المتحدة عام 1958، تم تغيير "النسر" إلى نجوم خضراء وسط الشريط الأبيض، متحولا شكل العلم المصري مرة أخرى في صورته النهائية الحالية بأكتوبر عام 1984، وفقا لكتاب "أعلام كاملة حول العالم".

 

 

 

| BeLBaLaDy

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" الوطن "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??