"ماجدة الرومي بدار الأوبرا المصرية"، خبر استقبله بفرحة وحب شديد كل جمهور الفنانة اللبنانية، بعد الإعلان عن مشاركتها بشكل رسمي في فعاليات الدورة الـ 27 من مهرجان الموسيقى العربية بدار الأوبرا المصرية، والذي تنطلق فعالياته خلال شهر نوفمبر المقبل، حيث يعد الحفل هو الأول بعد غياب دام 17 عاما، منذ حفلها الأخير بالأوبرا عام 2001.

خلال تلك الفترة لم تغب ماجدة الرومي عن مصر بشكل كامل، ففي عام 2014 قدمت حفلا غنائيا على مسرح مكتبة الإسكندرية، وحرصت خلال تواجدها فى مدينة الإسكندرية على زيارة قبر المخرج الراحل يوسف شاهين وحرصت على وضع أكليل من الزهور على قبر المخرج الراحل ولم تستطيع حبس دموعها، التي فاضت خلال الزيارة، بالإضافة إلى جولة داخل حديقة قصر المنتزه والتي قامت فيها بغرس شجرة أرز لبنانية في حديقة المنتزة.

ولم يطل الغياب سوى عام واحد لتعود فى 2016 وتقدم حفلا غنائيا كبير على مسرح الصوت والضوء تحت سفح الأهرامات، لصالح مؤسسة "أهل مصر" المتخصصة بعلاج ضحايا الحروق، وخلال زيارتها حرصت على الذهاب إلى عدد من الأماكن السياحية التاريخية منها حي الحسين، وتجولت في "خان الخليلي"، وختمت الزيارة بتناول الحمام فى أحد المطاعم، كما شاركت في قداس عيد القديسة ريتا في كنيسة الكلدان بمصر، ارتباط ماجدة الرومى بمصر لم يقتصر على حبها للبلد فقط، بل هناك صلة أقوى ترجع والدتها الراحلة ماري لطفي، حيث كانت جدتها لوالدتها من مدينة بورسعيد.

"عم بحلمك يا حلم يا لبنان" أغنية قدمتها المطربة الشابة في عام 1975، ولم تتجاوز وقتها الـ 19 عاما، ولكنها كانت كافية لتلفت إليها نظر المخرج يوسف شاهين، لتقدم معه فيلمها الوحيد "عودة الابن الضال"، والذي يعتبر ضمن قائمة أفضل 100 فيلم مصري، وحرصت على إلقاء كلمة في فيديو تمت إذاعته في افتتاح الدورة الماضية من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، الذي أحيا ذكرى مرور 10 سنوات على وفاة المخرج الراحل، وبررت عدم حضورها قائلة: "اعذرونى إذا ما كنت معكم اليوم، وأنا اعتذرت للمنتج جابي خورى عن عدم الحضور لانشغالي ببعض الأعمال، وهذا غير صحيح، والحقيقة أنني لا أريد مشاهدة فيلم (عودة الابن الضال)، لأنه يهزنى بعنف، ولأن يوسف شاهين يختصر أحلاما كبيرة من عمري، حلمي بالسينما الذي تكسَّر، وأرى فيه أهلى، ولبنان الحلوة، وبسبب هذا الفيلم عشت الحياة على مفترق طرق بين الحياة والموت، وبين القنابل والألحان، دائمًا كل هذه السنين عكس التيار، ويمكن أنا جيت بالحياة فى الوقت الخطأ".

وفي عام 1999 تكرر تعاونها مع "شاهين"، حيث قامت بتقديم أغنية "آدم وحنان" التي جاءت ضمن فيلم "الآخر"، الذي قام بإخراجه.

ويعتبر الموسيقار جمال سلامة من الشخصيات المؤثرة في حياة ماجدة الرومي الفنية، حيث كانت البداية أيضا من خلال فيلم "عودة الابن الضال"، كان أول تعاون معها في الثمانينيات أثناء الحرب اللبنانية عندما رغبت في تقديم قصيدة الشاعر الكبير نزار قبانى "بيروت ست الدنيا"، وتعاون معها في ألبوم "كلمات" عام 1991، كما قدما معا أغنية "جايى من بيروت" كلمات عبدالرحمن الأبنودي، الذي كان له إسهاما في مشوارها الفني، حيث غنت من كتاباته أيضا "بهواكي يا مصر".

وتحرص في حفلاتها على غناء "أنا كل ما أقول التوبة" و"احلف بسماها"، وجمعت بينهما علاقة صداقة مميزة حيث كانت تحرص على زيارته، وعند وفاته نعته بكلمات عبر حسابتها على مواقع التواصل الاجتماعي، قائلة: "مات الأبنودي الحبيب هوى علم من أعلام مصر.. وهوى معه القلب والعيون صوب الأعالي مرفوعه خلف قبة السماء لنا أحبة نشتاق اليهم وعائلات وبيوت نحبها لأنها منا ولنا، رغم المسافات وصار لنا بأحبتنا وبالله وطن حب ولا مسافات حتى نلتقي.. لك مني يا أيها الكبير تحية إجلال وإكبار تأتيك مباشرة من قلبي مع فائق محبتي وتقديري والاحترام".