ما إن اقتربت الساعة من الثامنة مساء حتى كان المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية ممتلئا بكوكبة كبيرة من فنانين المسرح، بينهم سميرة محسن، وجلال الشرقاوى، ورئيس البيت الفنى، إسماعيل مختار، إضافة إلى محبي المسرح، الذين جاءوا من أجل حضور حفل افتتاح فعاليات المهرجان القومى للمسرح المصرى.

ومع وصول وزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم، أغلقت أبواب المسرح وحل الصمت على المكان، ووقف الجميع من أجل السلام الوطنى، ومن بعدها جلس الحضور وأغلقت الأنوار.

ومن خلف الستار، هناك صوت يعلن بداية عرض "أرض لا تنبت الزهور"، للكاتب الكبير محمود دياب وسينوغرافيا عمرو عبد الله وإخراج سالى أحمد، وبطولة فرقة الرقص الحديث، الذى جاء متميزًا للغاية، وأخذ المشاهدون فى رحلة بعيدة على مر العصور، ومع انتهاء العرض علت أصوات التصفيق من أجل تحية الفرقة.

وصعد بعد ذلك إلى خشبة المسرح كل من الفنان محمد عادل والفنانة ندى موسى، معلنين عن بدء الفيلم التسجيلى الذى جاء بعنوان: "الباحث عن الحقيقة" عن حياة الكاتب محمود دياب، والذى تحمل الدورة الحادية عشرة من المهرجان اسمه هذا العام، الفيلم من إنتاج المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية سيناريو عبد الحميد أبو المجد تصوير مايكل سعيد ومحمد فاروق وأشرف أحمد جميل، إخراج أحمد عادل، والتعليق الصوتى للفنان أشرف طلبة، وتناول الفيلم شهادات من أسرته وبعض النقاد، ونجح الفيلم فى أن يخطف قلوب الحاضرين وذرف البعض دموعهم تأثرًا بما جاء فيه.

وافتتح الحديث بعد ذلك مدير المهرجان إسماعيل مختار، رئيس المسرح القومى، الذى تمنى أن تسهم هذه الدورة فى الدفع بحركة المسرح، بينما قدم الدكتور حسن عطية رئيس المهرجان، الشكر للحاضرين، وطالبهم بالوقوف دقيقة حدادا على روح الدكتور الباحث حازم عزمى.

الوزيرة كشفت عن قيمة الجائزة الكبرى للفرقة الفائزة وهى 350 ألفا، وصعدت لجنة التحكيم إلى المسرح بقيادة رئيستها الفنانة سميرة عبد العزيز، المخرج أحمد حلاوة، الشاعر مصطفى سليم، الناقد المسرحى جرجس شكرى، السينوغرافيا عبد الرحمن دسوقى والفنان الأردنى منذر رياحنة، وأتت بعد ذلك اللحظة المثيرة للعواطف، وهي تكريم المسرحيين الأكثر تأثيرًا، كانت البداية مع أبناء الكاتب محمود دياب، ومن ثم تكريم المسرحى محمد الرفاعى.

وعلى الرغم من كبر سن المسرحى حسين عبد القادر، فإن كلمات الفنانة مديحة حمدى عنه جعلته يحاول الوقوف لتسلم درع التكريم وتحية الجمهور، وكانت المفاجأة مع ظهور الفنان سيد رجب على خشبة المسرح لتقديم الفنان حسين العزبى، الذى تحدث عن علاقته به، ليتخلى "العزبى" عن كرسيه المتحرك ويحاول أن يتماسك ويحيى جمهوره، الذى وقف يصفق له لأكثر من دقيقة، ومن ثم وجه الشكر إلى نقيب الفنانين أشرف زكى، الذى حضر بين صفوف المسرحيين، لوقوفه بجواره أثناء مرضه.

وكانت المفاجأة الثانية مع الفنان حسن الرداد الذى جاء لإلقاء كلمة فى حب أستاذته الفنانة سميرة محسن، شكرًا أيه على أنها السبب فى دخوله الفن والمشاركة فى مسلسل الفنان الراحل نور الشريف "الدالى"، وننتقل إلى السيدة العظيمة الفنانة سميحة أيوب والتى قامت بتقديم الفنان جلال الشرقاوى، وتفاعل الجمهور مع كلماتها خاصة بعد أن صرحت بأن أغلب المخرجين الآن لا يتقنون عملهم مثل ماكان يفعل أستاذها "الشرقاوى".

انتهى حفل الافتتاح الذى أعلن انطلاق فعاليات المهرجان القومى للمسرح المصرى، واستمر فعالياته على مدار أسبوعين، على أن يكون حفل الختام يوم 2 أغسطس، على خشبة نفس المسرح.