| مخرج «الرجل الأخطر»: المقارنة بـ«لصوص لكن ظرفاء» شرف كبير (حوار) | BeLBaLaDy

التحرير الإخبـاري 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عرف طريق الإخراج أثناء دراسته في صيدلية القاهرة، وهي الكُلية التي  تطلب مجموعا عاليا للانضمام إليها، ما ينم بأنه كان ضمن المتفوقين في المرحلة الثانوية، ورغم الحِلم الذي يجري خلفه كثيرون قرر أن يتركه ويذهب وراء النداهة الكُبرى والتي تُسمى «السينما»، عُمره الفني فيلمان فقط لكن ومجموعة كبيرة من الفيديو كليب التي بدأ بها طريقه، تشُم في أفلامه رائحة الكبار من أمثال عاطف الطيب وشريف عرفة ومُخرجي هذه المرحلة واعترف بأنه بالفعل متأثر بهم، ورغم أنه درس الإخراج في أمريكا لكنك ستجد في أعمالة الأصالة المصرية وأعماله بها الكثير من ما يسمى بـ«المحلية» التي يعلم أنها كانت طريق الكِبار في الوصول للعالمية، مرقس عادل يخوض تجربة إخراجية جديدة ستراها في السينمات خلال أيام وهو فيلم «الرجل الأخطر» كان لنا معه هذا الحوار.

12920402_10156673710700524_7220031862244382774_n

من أين جاءت البداية؟

بداية الفيلم جاءت بالطريقة الطبيعية، كتب السيناريو المؤلف جوزيف عطية ثُم هاتفني ليعرضه علي، وقتها كُنت مشغولا بتصوير فيلم آخر، فأرسل لي السيناريو ولم يحالفني الوقت للقراءة حتى توقف فجأة تصوير الفيلم الآخر نظرًا لبعض المشاكل التي حدثت بين فريق العمل، فقررت قراءة سيناريو جوزيف وأعجبني الورق بشدة، لكني طلبت بعض التعديلات والإضافات عليه قبل أن نبدأ في الاستقرار على نجم للعمل.

من اقترح اسم النجم سامح حسين لدور البطولة؟

اتفقنا أنا والمؤلف جوزيف عطية على النجم سامح حسين الذي كان أول اختياراتي التي فكرت فيها بمُجرد قراءة السيناريو، وأيضًا كان ضمن المُرشحين لدى جوزيف عطية خاصة أنهما تعاونا في مسلسل «سرايا حمدين»، وبالفعل ذهبنا للفنان سامح حسين مكتبه وعرضت عليه الفيلم وأنا أعلم أنه مشغول بتصوير فيلم آخر وهو فيلم «عيش حياتك»، لكن سامح لم يبدِ اعتراضه سوى لأنه في فيلم عيش حياتك كانت الشخصية بذقن فأخبرته أنني أريده بنفس الذقن لأن الشخصية لا بُد أن يكون جان بشعر مُختلف وذقن وتاتو الأمر الذي لم يتقبله سامح في البداية، لكن لثقته الكبيرة فيّ وافق، وكما حدث في فيلمي الآخر حدث مع سامح وتعطل فيلمه الآخر فقرر أن يبدأ تصوير «الرجل الأخطر».

كيف اقتنعت بأن سامح حسين يصلح «جان» وكيف أقنعته؟

سامح حسين في المقام الأول ممثل شاطر جدًا لذلك يستطيع لعب كُل الشخصيات والأدوار، إضافات بسيطة للشكل الخارجي يتحول بها الشخص لجان، وفي النهاية «الجان» إحساس وهو ما يتقنه سامح حسين، وسامح كان قلقا في البداية لكنه أعجب بالموضوع خاصة أنه جديد عليه.

36376229_343862086146877_4388375159581442048_n

حدثنا عن مرحلة تسكين الأدوار والتحضيرات الأولى للعمل؟

حرصت أن يكون جميع الكوميديانات الموجودين بالفيلم مُمثلين في المقام الأول قبل أي شيء، يجيدون لعب الأدوار بشكل مُحترف، كما حرصت على اختيار الأشخاص «الأوت كاست» لأبتعد عن فكرة التابوهات التي وضعتها السينما، فتجد أن سامح حسين الشخص المعروف بوجهه الطيب عكس ذلك، وتعمدت في ذلك أن أقول للجمهور إن هُناك وجوها كثيرة ظاهرها طيب لكنها ليست كذلك، مثلًا هُناك شخصية حبيبة الشخص الساذج الذي يجسده إدوارد كان من المفترض أن تقوم بها ممثلة لا تمتلك قدرا من الجمال لكنني رفضت، فلماذا نسند أدوار الفتاة الكوميدية لشخصية قبيحة كما أنه في الموروث لا بد أن تكون زوجة البواب قبيحة، لذلك تعمدت رفض الأسماء الكبيرة المُرشحة وقمت باختيار زينب عبد الوهاب ومارتينا عادل، وقدموا الدور بشكل مثالي رغم أنهم سنة أولى سينما.

كيف أقنعت هالة فاخر أن تلعب شخصية صاحبة شقة الدعارة؟

في البداية رشحت هالة فاخر للدور وفي نفس اليوم كان حاضرا معي مُهندس الديكور تامر إسماعيل الذي تربطه صداقة كبيرة بها فطلبها على الموبايل وقمت بعرض الدور عليها وأرسلت لها السيناريو أعجبها بشدة وصُدمت حينما قلت لها إنني رشحتها للعب دور صاحبة شقة الدعارة في العمارة، رفضت في البداية لكن وافقت وقالت لي «بس عجبني هلعبه».

36370357_344973062702446_2726471584830193664_n

عِندما يشاهد الجمهور الفيلم سيجد أن «إدوارد» مُميز وقدم كوميديا حقيقية في هذه التجربة.

أدوارد كان تحديا بالنسبة لي فأنا الذي قمت بترشيح اسمه بينما شركة الإنتاج وباقي فريق العمل كانوا يضعون أسماء أخرى لكني كُنت أرى أن إدوارد سيقدم الدور بشكل أفضل، لأن بداخله كوميديا لم يستغلها بعد، والتحدي كان أنني جئت بممثلين يعطونك أداء لم تتعود عليه فتعرف أن هُناك مُخرجا يعطي أداء ليس كادرات فقط، فكثير من المُخرجين يبهرونك فقط بحركة الكاميرا ويهمل الأداء، وبالفعل ردود الأفعال على إدوارد كلها كانت إيجابية وأرى أنه سيكون مفاجأة الفيلم وسيعود مرة أخرى للأدوار الثانية التي يجيد لعبها.

ما الصعوبات التي واجهتها في الفيلم؟

أحداث الفيلم كُلها تدور في عمارة واحدة وهذا على المستوى المادي مُريح وغير مُكلف لكن على المستوى الإخراجي صعب جدًا، لأنه من المؤكد أن الجمهور سيمل أثناء مُشاهدة الفيلم من تكرار المناظر، لذلك الصعوبة كانت أثناء المُعاينة فقمت بتصوير الواجهة الخارجية من العمارة في جاردن سيتي ومدخل العمارة كان في المنيل وأربع شقق كانت في مناطق متفرقة بين مصر الجديدة وسطح العمارة كان في منطقة أخرى، فتعمدت أن يكون هُناك مناظر كثيرة كي لا يمل المشاهد، وأكبر دليل في هذا الشأن أنني قمت بتصوير 20 مشهدا داخل الحمام ولم يمل المشاهد ويرجع الفضل في هذا لمهندس الديكور.

36488665_343902086142877_8078922479793340416_n

لماذا أخذ الفيلم تصنيف +12؟

الرقابة قررت أن يكون الفيلم +12 لأن بطل العمل شخص سيئ، وهو الأمر الذي ترى فيه الرقابة أنه أمر غير جيد بالنسبة للأطفال، وكان من المفترض أن تُعطيه الرقابة تصنيف +16 لكنها أخبرتني أن الفيلم يحترم العائلة المصرية، لذلك أخذ هذا التصنيف فقط، كما أنها اشترطت إضافة بعض التفاصيل في نهاية الفيلم تخص فكرة انتصار الخير على الشر.

ما الرسائل التي يتضمنها فيلم «الرجل الأخطر»؟

قصدت في الفيلم الاهتمام بثلاثة أشياء تندرج تحت فكرة «التشويه» الذي يحدث في مصر، مثل ما فعلناه في بلدنا من تشويه العمارات والبنايات التي كانت تشتهر بها مصر، وإذا قمنا بمقارنة أنفسنا بالمُجتمعات التي لديها عُمق مثل إيطاليا فمن المستحيل أن تجد محل أكل يضع لافتة طويلة عريضة يشوه بها منظر العمارة أيًا كان اسمه أو حجمه، ولأني من سُكان مصر الجديدة فهُناك عمارات يرجع تاريخ بنائها قبل ظهور دول أخرى، وتجد كُل من هب ودب يضع ما يريده عليها، وهُناك من يقوم بهدم العمارات القديمة لبناء بُرج، وتجد أن التشويه موجود في كُل شيء، في الذوق، الأكل، اللبس، الدين، الأخلاق وأشياء كثيرة ستجدها داخل الفيلم.

صناعة السينما «تسلية» في المقام الأول أم لا بد أن يكون لها رسالة؟

السينما في المقام الأول صناعة للتسلية والإبهاج فإن قامت بهذا الدور فيُشكر العمل الفني على ذلك، لكني أفضل منذ طفولتي أن أشاهد الأفلام التي تحمل رسالة بداخلها لذلك تقربت لهذا النوع أكثر وأنه لابُد أن تكون هُناك رسالة من الفيلم، وفي الرجل الأخطر اهتممت أن أقدم تسلية في المقام الأول وبداخل مضمونها هذه الرسالة.

داخل الفيلم استعانات بأفلام أحمد زكي مثل «الهروب» و«البيه البواب».

أنا واضح جدًا في حُبي وتعلقي الكبير بأحمد زكي، وأتمنى أن يظل زكي في الذاكرة وبالتأكيد هُناك أجيال قادمة لن تُشاهد هذه الأفلام لذلك قررت أن أضيفها في أفلام لتكون باقية، وتعلقي بأفلام أحمد زكي يجعلني دون إرادة أستعين بها وأطرحها في أفلامي.

17353191_10158343422680524_2119764730526739803_n

يُقال إن «الرجل الأخطر» مُعالجة لفيلم لصوص لكن ظرفاء.

الرجل الأخطر لا يُشبه لصوص لكن ظرفاء مُطلقًا سوى في أمر واحد فقط، أن في الفيلم أقدم لك قصة أخرى كما قلت لك عن تشويه العمارات وتشويه الأشخاص الموجودين بداخلها، لكن البلوف الأساسي في فيلم لصوص لكن ظرفاء موجود في الرجل الأخطر، كما أن مُقارنتنا بفيلم لصوص لكن ظرفاء وقارن الجمهور سامح حسين بأحمد مظهر وإدوارد بالزعيم عادل إمام فهو «شرف كبير».

الفيلم من الأفلام قليلة التكلفة الإنتاجية فهل واجهتك صعوبات مع الإنتاج؟

الفيلم لا يحتاج تكلفة إنتاجية أكبر من ذلك، هو بالفعل من الأفلام القليلة التكلفة لكن هذا ما يحتاجه الفيلم ولا يحتاج أكثر من ذلك ولا يحتاج أبطالا غير هؤلاء، ولا يوجد به مشهد في فرنسا مثلًا، والجهة الإنتاجية متمثلة في سلمى الشرقاوي ومحمود الشرقاوي ومحمد الأباصيري أجدهم مكسبا كبيرا للفن في مصر لديهم معلومات وخبرات اكتسبوها عن طريق البحث الكثير في هذه المهنة، ولم يبخلوا بشيء ويعملون بقلبهم أثناء العمل، وأتمنى أن يستمروا.

36914104_353230568543362_6259744259293839360_n

هل وجود الفيلم في هذا الموسم ظلمه؟

الفيلم سوف يتم طرحه في السينمات يوم الأربعاء القادم، كُنت أتمنى طرحه قبل هذا، لكنني مُتفائل خيرا بهذا الأمر، وهذا الموسم كان من أهم المواسم السينمائية من فترة بعيدة لكن وجود رمضان في الصيف كان سببًا في عدم ترك بصمته، وبدأ يعود مرة أخرى بعدما بدأ رمضان يقترب للشتاء.

| BeLBaLaDy

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" التحرير الإخبـاري "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??