belbalady.net في ظل التحولات الاقتصادية المتسارعة وارتفاع المنافسة داخل الأسواق العالمية، أصبح الاهتمام بـ الصحة النفسية في بيئة العمل ضرورة ملحّة، لا رفاهية.
إذ تشير دراسات حديثة إلى أن الضغوط المهنية المتزايدة ساهمت في ارتفاع معدلات القلق والإجهاد والاحتراق الوظيفي بين العاملين، مما انعكس بشكل مباشر على الإنتاجية وجودة الأداء.
بيئة العمل والصحة النفسية… علاقة متشابكة
تلعب بيئة العمل دورًا محوريًا في تشكيل الحالة النفسية للموظف، سواء بطريقة إيجابية أو سلبية.
فالعامل الذي يشعر بالتقدير والانتماء يكون أكثر قدرة على الإبداع، بينما يؤدي غياب الدعم والضغوط المتراكمة إلى انخفاض الروح المعنوية وارتفاع معدلات turnover داخل المؤسسات.
وتشير الإحصاءات إلى أن المؤسسات التي تستثمر في رفاهية موظفيها تحقق أداءً أفضل بنسبة تصل إلى 20%، نتيجة انخفاض معدلات الغياب وتحسن الإنتاجية.
أبرز التحديات النفسية في بيئة العمل
1- ضغط العمل المستمر
يؤدي تراكم المهام والالتزامات، خاصة دون تنظيم، إلى حالة من الإجهاد المزمن الذي يؤثر على التركيز والذاكرة والدافع.
2- غياب التقدير
عدم الاعتراف بالجهود المبذولة يُشعر الموظف بالإحباط، ويؤثر على ثقته بنفسه.
3- الصراعات داخل بيئة العمل
الخلافات بين الموظفين أو غياب روح الفريق قد يخلق بيئة مشحونة بالقلق والتوتر.
4- عدم توازن الحياة والعمل
يعد غياب التوازن بين الحياة الشخصية والعمل أحد أهم أسباب الاكتئاب والاحتراق المهني.
الاحتراق الوظيفي… مرض العصر
يُعتبر الاحتراق الوظيفي من أهم التحديات التي تواجه العمال حاليًا، ويظهر في صورة:
- فقدان الحماس
- الشعور بالإنهاك
- تراجع الأداء
- النفور من العمل والزملاء
وتعترف منظمة الصحة العالمية به كحالة صحية تستوجب التدخل والدعم، وليس مجرد إرهاق عابر.
كيف يمكن للمؤسسات دعم الصحة النفسية للموظفين؟
1- توفير الدعم النفسي
وجود مرشد نفسي أو مستشار داخل الشركة يساعد الموظف على مشاركة مشكلاته دون خوف من الحكم.
2- مرونة ساعات العمل
تطبيق أنظمة مثل العمل الهجين أو المرن يساهم في تحسين جودة الحياة وتقليل الضغوط.
3- تعزيز ثقافة التقدير
الاعتراف بإنجازات الموظفين، سواء بشكل رسمي أو غير رسمي، يرفع من معنوياتهم ويعزز انتماءهم.
4- دورات تدريبية لإدارة التوتر
توفر العديد من الشركات ورش عمل لتعليم مهارات التعامل مع الضغوط، ورفع القدرة على التكيف.
5- خلق بيئة عمل صحية
من خلال توفير مساحات للاسترخاء، تشجيع الأنشطة الرياضية، تحسين الإضاءة، وخلق جو مريح بعيد عن الصراعات.
الصحة النفسية في القيادات الإدارية
لا يقتصر الاهتمام بالصحة النفسية على الموظفين فقط، بل يمتد ليشمل القيادات.
فالقائد المثقل بالضغوط قد يتخذ قرارات غير مدروسة تؤثر على مستقبل المؤسسة لذلك، يجب توفير برامج دعم نفسي للإداريين، وتعزيز مهارات القيادة الهادئة.
العمل عن بُعد… الراحة أم العزلة؟
أثبت نظام العمل عن بُعد أنه سلاح ذو حدين؛ فمن جهة يمنح الموظف حرية أكبر، ومن جهة قد يؤدي إلى العزلة الاجتماعية وتشتت التركيز.
ولذلك يجب على المؤسسات توفير فرص للتواصل الافتراضي، وتنظيم لقاءات دورية للحفاظ على روح الفريق.
إن تعزيز الصحة النفسية في بيئة العمل ليس خيارًا إضافيًا للمؤسسات، بل ضرورة استراتيجية لبناء منظومة عمل قوية ومستدامة.
فالموظف المتوازن نفسيًا أكثر قدرة على الابتكار، وأكثر إخلاصًا في عمله. ومع تطور الوعي العالمي، أصبح من الضروري أن تتبنى الشركات فلسفة جديدة تضع رفاهية الإنسان في مقدمة أولوياتها.
إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"
المصدر :" الفجر "













0 تعليق