belbalady.net تُعد الصحة النفسية لدى الشباب واحدة من أكثر القضايا أهمية في المجتمعات الحديثة، خاصة في ظل التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية التي يعيشها الجيل الجديد.
فالانتقال بين مراحل الحياة، والبحث عن الهوية، والضغوط الدراسية والمهنية، جميعها عوامل تجعل الشباب أكثر عرضة للاضطرابات النفسية، وعلى رأسها القلق، والاكتئاب، والضغط العصبي.
واقع الصحة النفسية بين الشباب
تشير التقارير العالمية إلى ارتفاع نسب الاضطرابات النفسية بين فئة المراهقين والشباب، نتيجة الضغوط اليومية وتوقعات المجتمع وتحديات المستقبل.
كثير من الشباب يعانون في صمت، مترددين في طلب المساعدة خوفًا من الوصمة النفسية، أو بسبب الفجوة الثقافية بين الأجيال.
ويؤكد خبراء الصحة النفسية أن السنوات الأولى من الشباب تُعد أخطر مرحلة يمكن أن تظهر فيها الاضطرابات، نظرًا للتغيرات النفسية والهرمونية والاجتماعية التي تصاحب هذه المرحلة.
أبرز الضغوط التي تواجه الشباب
1- ضغوط الدراسة والمستقبل
يمثل التفوق الدراسي والحصول على فرصة عمل جيدة مصدر قلق دائم.
يتعرض كثير من الطلاب لحالة من التوتر بسبب الامتحانات، والخوف من الفشل، والضغط الأسري.
2- وسائل التواصل الاجتماعي
على الرغم من فوائدها، فإن الاستخدام المفرط لها قد يؤدي إلى المقارنات السلبية، وتراجع الثقة بالنفس، والشعور بالعزلة. يظهر ذلك بشكل كبير بين الشباب الذين يقارنون حياتهم المثالية المفترضة بحياة الآخرين.
3- الضغوط الاقتصادية
ارتفاع تكاليف المعيشة وصعوبة الحصول على عمل مناسب يدفعان بعض الشباب للشعور بالإحباط والقلق، مما يؤثر على الصحة النفسية.
4- العلاقات العاطفية والاجتماعية
يمر الشباب بتجارب عاطفية معقدة قد تترك أثرًا عميقًا على النفس، خاصة في حالات الانفصال أو الخلافات المتكررة.
مؤشرات تدل على تدهور الصحة النفسية لدى الشباب
- فقدان الشغف أو عدم القدرة على التركيز
- الانعزال الاجتماعي
- اضطرابات النوم
- الانفعال الزائد
- تغيّر الشهية
- الشعور المستمر بالذنب أو انعدام القيمة
ظهور هذه العلامات يتطلب انتباهًا فوريًا ودعمًا من الأسرة والمحيط.
دور الأسرة في دعم الصحة النفسية للشباب
تلعب الأسرة دورًا مهمًا في حماية الشباب من الانهيار النفسي، وذلك من خلال:
- خلق مساحة آمنة للحوار
- تجنب الضغط المفرط
- احترام اختيارات الأبناء
- توفير الدعم العاطفي
- ملاحظة أي تغيرات مفاجئة في السلوك
التواصل الفعّال بين الآباء والأبناء يساهم في بناء ثقة قوية تقلل من الشعور بالوحدة.
الصحة النفسية في الجامعات… واقع يتغير
بدأت العديد من الجامعات العربية بإدراج برامج الدعم النفسي للطلاب، تشمل جلسات إرشاد، وأنشطة لتخفيف التوتر، وتوفير متخصصين يمكن للطلاب الاستعانة بهم عند الحاجة.
هذه الخطوة ساهمت في كسر حاجز الخجل، وشجعت الطلاب على طلب المساعدة قبل أن تتفاقم مشكلاتهم.
كيف يعزز الشباب صحتهم النفسية؟
يقدم الخبراء مجموعة من النصائح العملية للشباب:
- ممارسة الرياضة باستمرار
- تقليل الوقت على وسائل التواصل
- اختيار صداقات صحية وداعمة
- كتابة المشاعر وتفريغ الضغوط
- الحفاظ على نوم منتظم
- عدم التردد في طلب مساعدة أخصائي نفسي عند الحاجة
- ممارسة التأمل أو أنشطة الاسترخاء
هذه الخطوات البسيطة تساعد في تحسين المزاج والسيطرة على القلق.
إن الصحة النفسية للشباب ليست مجرد موضوع للنقاش، بل قضية وجودية تستحق الاهتمام والدعم.
فالشباب هم طاقة المجتمع ومستقبله، وحماية توازنهم النفسي مسؤولية مشتركة بين الأسرة، والمدارس، والجامعات، ومؤسسات المجتمع.
إن إدراك أهمية النفس والعناية بها خطوة أولى نحو بناء جيل قوي قادر على مواجهة تحديات الحياة بثقة وثبات.
إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"
المصدر :" الفجر "













0 تعليق