أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، أن فصل الشتاء يُعد موسمًا مضاعفًا للطاعة، يغتنمه العابدون لأداء العبادات بأقل مشقة، مشيرًا إلى أن السلف الصالح وصفوا الصيام في هذا الفصل بـ "الغنيمة الباردة"، لما فيه من خفة العطش وسهولة الأداء.

واستشهد جمعة بما ورد في كتاب "حلية الأولياء وطبقات الأصفياء" عن الصحابي أبي هريرة رضي الله عنه، قوله: "ألا أدلكم على غنيمة باردة؟ قالوا: ماذا يا أبا هريرة؟ قال: الصوم في الشتاء". كما نقل عن الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله: "الشتاء غنيمة العابد لما فيه من طول الليل للقيام وقصر النهار للصيام ونزول المطر للدعاء وهدوء الجو لقراءة القرآن وذكر الله".

من جانبه، أوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن فصل الشتاء يفتح أبوابًا واسعة لأعمال البر، أبرزها التصدق بالأغطية والملابس الثقيلة، وإصلاح أسقف البيوت، والمساهمة في إيواء المحتاجين، مؤكدًا أن هذه الأعمال تجسد معاني التكافل التي دعا إليها الإسلام.

واستشهد المركز بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه."

 فضل الصيام والقيام في الشتاء

وأشارت دار الإفتاء المصرية إلى أن الصيام في الشتاء يُعد فرصة عظيمة للثواب بلا عناء، مستدلة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "الغنيمة الباردة: الصوم في الشتاء" [رواه الترمذي]،
وبقول أبي هريرة رضي الله عنه: "ألا أدلكم على الغنيمة الباردة؟ الصيام في الشتاء."

كما دعت دار الإفتاء إلى تفقد أحوال الجيران المحتاجين، وتقديم ما يعينهم على مواجهة البرد، مشددة على أن إعانة الفقير في هذا الجو عمل يؤجر عليه المسلم ويكون زادًا له يوم القيامة.

وفي وصف النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الفصل، ورد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: "الشتاء ربيع المؤمن"، لما فيه من فرص للقيام والصيام. كما رُوي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن الله "يضحك إلى رجل قام في ليلة باردة من فراشه ولحافه ودثاره فتوضأ ثم قام إلى الصلاة"، وهو ما يعكس عظمة العبادة في هذا الفصل.