نجح فريق طبي متخصص بقسم الأشعة التشخيصية بمستشفيات جامعة المنوفية إنقاذ حياة مريض كان يعاني نزيفًا داخليًا حادًا كاد يُودي بحياته، وذلك من خلال تدخل تداخلي متقدم ودقيق تم دون الحاجة إلى أي جراحة، وبإشراف الدكتور محمد فهمي النعماني عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية، والدكتور محمد صبري المدير التنفيذي للمستشفيات الجامعية، والدكتور سامي الدحدوح مدير عام المستشفيات ونائب المدير التنفيذي.

وأوضح الدكتور أحمد القاصد أن المريض وصل إلى طوارئ المستشفيات الجامعية وهو في حالة حرجة للغاية بسبب تعرضه لقيء دموي شديد ونزيف شرجي غزير، ما تسبب في انخفاض كبير وخطير في نسبة الهيموجلوبين، الأمر الذي استدعى التدخل السريع وفوريًا لإيقاف النزيف وتحديد مصدره.

وأضاف أن الفريق الطبي بادر بإجراء فحوصات دقيقة بالمنظار والأشعة المقطعية، والتي كشفت عن وجود تمددات شريانية غير طبيعية في جدار المعدة ناتجة عن شريان ينشأ بشكل غير معتاد من الشريان الأورطي مباشرة، مما أدى إلى حدوث نزيف متكرر وعنيف يهدد حياة المريض.

وبمجرد تحديد الشريان المسبب للنزيف، تمكن فريق الأشعة التشخيصية من إجراء تدخل تداخلي متقدم ودقيق دون الحاجة لفتح جراحي، حيث تم التعامل مع الشريان النازف باستخدام القساطر متناهية الصغر والملفات الحلزونية الدقيقة والحبيبات المتناهية الصغر والجيل فوم، وهي تقنيات متطورة تُستخدم في إغلاق الأوعية الدموية النازفة بدقة عالية.

ونجح الفريق في وقف النزيف تمامًا واستعادة استقرار الحالة الصحية للمريض في وقت قياسي، مع الالتزام الكامل بمعايير الأمان الطبي والحفاظ على سلامة الأنسجة المحيطة.

وأكد الدكتور أحمد القاصد علي أن ما تحقق في هذه الحالة الطارئة هو نموذج حي لما وصلت إليه المستشفيات الجامعية من تطور في تقديم الخدمة الطبية المتقدمة، ويجسد الكفاءة والخبرة العالية التي يتمتع بها الأطباء والعاملون بالمستشفيات الجامعية. وتحرص الجامعة دائمًا على دعم الفرق الطبية وتزويدها بأحدث التقنيات لضمان تقديم رعاية صحية آمنة ومتميزة لجميع المواطنين.

وفي هذا السياق، أعرب الدكتور محمد فهمي النعماني عميد كلية الطب عن بالغ تقديره لجهود الفريق الطبي، مؤكدًا أن هذا النجاح يعكس النقلة النوعية التي حققتها مستشفيات جامعة المنوفية في مجال التدخلات التداخلية الدقيقة غير الجراحية، والتي أصبحت تعتمد بشكل متزايد على تقنيات حديثة تقلل من الحاجة للتدخل الجراحي التقليدي، وتوفر نسب أمان أعلى للمرضى.

ومن جانبه، أكد الدكتور محمد صبري المدير التنفيذي للمستشفيات الجامعية فخره بهذا الإنجاز، مشيرًا إلى أن نجاح مثل هذه الحالات يُترجم رؤية المستشفيات الجامعية في تطوير خدماتها العلاجية وتطبيق أحدث المعايير العالمية في الرعاية الصحية، إلى جانب حرص الإدارة التنفيذية على دعم الأقسام المختلفة وتوفير التقنيات المتقدمة التي تساعد الفرق الطبية على التعامل مع الحالات الحرجة والمعقدة بكفاءة عالية.

وضم الفريق الطبي المشارك في إنقاذ المريض كلا من الدكتور عمرو محمود أستاذ الأشعة التداخلية بكلية الطب جامعة عين شمس، والدكتورة رباب ياسين، والدكتور محمد كامل، والدكتور محمد رشاد، والدكتورة سحر جمال، والدكتورة أميرة عبد الحميد، والدكتورة إسراء راشد، والدكتورة إيمان الحضري، والدكتورة منى رضا، والدكتورة إسراء غنيم.