: إدارة الموارد البشرية.. بين الأمس واليوم

almessa 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

إعـــلان

بقلم ✍️ د.رحاب جاد

(دكتوراه فلسفة التكنولوجيا – كلية الآداب جامعة المنصورة)

بدأت فكرة إدارة الموارد البشرية فى الظهور بشكل واضح فى الشركات والمؤسسات وذلك حين قام الدكتور “دوجلاس ماكجريغور” بتأسيس المركز الأمريكي للتعليم فى إدارة الموارد البشرية عام 1980م ، والذى كان يُعد أول برنامج دراسي فى هذا المجال.
وكان أول شخص يطلق مصطلح “إدارة الموارد البشرية “.
ومن ثم تطورت الموارد البشرية وأصبحت مجالاً متخصصاً يعتمد على مجموعة من النظريات والممارسات التى تتنوع من منظور لآخر..
كما تطورت الموارد البشرية على مر الزمان منذ بداية الثورة الصناعية فى القرن الثامن عشر حتى يومنا هذا على عدة مراحل ، وتميز هذا التطور بظهور العديد من النظريات والتقنيات التي كانت تهدف إلى تحسين إدارة الموارد البشرية فى المؤسسات والشركات.
وكما نعرف أنها ظهرت وبدأت منذ الثورة الصناعية وكانت بمثاية المُغير الجذرى وتحويل دفة الاقتصاد من الاقتصاد الزراعي والحرف اليدوية إلى الصناعة، بدأت هذه الثورة في بريطانيا في القرن (18) ومنها انتشرت في مختلف أرجاء العالم، وبذلك تم تأسيس المصانع الكبيرة وترتب عليه زيادة الطلب على القوى العاملة بشكل ملحوظ حيث قامت المصانع بتوظيف الآلاف من العُمَّال.
ومع بداية التوسع الصناعي في العصر الحديث ظهرت تنظيمات عُمالية، فدعت الحاجة إلى وجود إدارة متخصصة للموارد البشرية لرعاية شؤون الأفراد في تلك المنشآت، ظهرت مشاكل بين الإدارة والأفراد فدعت الحاجة إلى وجود إدارة متخصصة لرعاية وحل مشكلات الأفراد في الشركات والمصانع، وبالتالي ظهرت الحاجة لوجود متخصصين في مجال الموارد البشرية، من هنا تدخلت الحكومات لحماية حقوق العمال وسن تشريعات السلامة والصحة المهنية في العمل،وظهور نقابات عمالية تدافع عن حقوق الموارد البشرية..

وبعد توضيح تاريخ الموارد البشرية نتوصل لتعريف بسيط وهى :
إمكانية إستغلال الإنسان كمورد هام يُمكن أن يُساهم فى زيادة الإنتاج فى الأعمال التجارية المختلفة ، والموارد البشرية هى تخطيط وتنظيم وتوجيه ورقابة كُل النواحى المُتعلقة بالأفراد فى المؤسسة..
وتختصر الموارد البشرية Human Resources
فى حرفين : HR

وبعد أن وضحنا بداية فكرة وتاريخ الموارد البشرية ، توصلنا إلى أن هناك ثلاث مراحل للموارد البشرية كالآتى :
المرحلة الأولى : النجاح.
المرحلة الثانية : التميز.
المرحلة الثالثة : التفرد.
وكما نعلم أن الإنسان والمقصود به – المورد البشرى – يبحث دائما على القاعدة الأساسية فى الحياة ، آلا وهى “النجاح” وذلك من أجل صناعة التميز بحثا عن التفرد.
والنجاح والتميز والتفرد يجب أن يكون فيه بإستمرار حالة من حالة التنافس ، وهذا يحدث على صعيد جملة مكونة من كلمتين : “المورد البشرى” .
ولكن نحن نبحث دائما عن التفرد .
ولقد حدث فى دولة الإمارات العربية المتحدة سنة ٢٠١٤م ، وفي مؤتمر تحدث فيه الشيخ محمد بن راشد ، مناقشا قضية مهمة وهو ، أن مورد البترول أوشك على الإنتهاء ، فلابد وحتما من وجود مصدر آخر للإستثمار .. فقرر أن يستثمر فى رأس المال البشرى أو رأس المال الفكرى .. مشيرا إلي أنه سوف يكون إستثمار الإمارات الفترة القادمه ..
وقال نحن نبحث عن النصر والفوز والسعادة ، وأنه فى وقت من الأوقات سوف نقوم بإنشاء وزارة للسعادة ووزارة للموارد البشرية.. وفعلا ، تم إنشاء وزارة السعاده ووزارة الموارد البشرية فى سنه ٢٠١٧م ، ولا توجد أى دولة عربية بها وزارة للموارد البشرية سوى دولة الإمارات.
ومن هنا فإن الموارد البشرية هى أحد العوامل الرئيسية لنجاح المؤسسات والشركات ، وذلك لأن إدارة الموارد البشرية تساعد فى إستقطاب الموظفين بمختلف التخصصات والذين يتمتعون ويتسمون بالمهارات والخبرات المتنوعة وذلك يساعد فى رفع كفاءة الشركة وتميزها عن الشركات والمؤسسات الآخرى فى سوق العمل .. وبما أن الموارد البشرية هى أحد العوامل الرئيسية لنجاح المؤسسات والشركات ، وتم تطبيقها على المستوى العملى ، أيضا يتم تطبيقها على المستوى الشخصى ، الأسرى والمجتمعى وذلك يهدف إلى تحقيق التوازن بين حياة العمل والحياة الشخصية وتعزيز العلاقات العائلية والإجتماعية.
وأيضا من التطبيقات المهمة من قبل الموارد البشرية هى : تطبيق إسلوب ‘الإدارة الحديثة” وهو المرونه فى العمل . حيث تهدف إلى تعزيز القدرة على التكيف مع التحولات والتغيرات السريعة فى بيئة العمل .
وأيضا ، اسلوب “الإدارة الحديثة” يساعد فى بناء شخصية ممتازة ومتعاونة وأيضا محبه للعمل داخل منظمة العمل وتعزيز العلاقات المترابطة داخل فريق العمل ، وذلك يعتبر أمرا مهما لتعزيز الآداء وتحقيق النجاح فى بيئة العمل.
ويحدث ذلك من خلال مهارات التواصل الفعال ، والتشجيع والتنوع فى فريق العمل ، تعزيز الثقة والإحترام ، التطوير المهنى ، تعزيز روح الفريق ، والإنتماء الجماعى ..
ونلاحظ هنا عند التركيز على النصائح السابقة يساعد ذلك فى بناء الشخصية القوية وتعزيز العلاقات المترابطة داخل فريق العمل ..
ومن خلال ماتم ذكره سابقا ، فإن أكثر مورد مهم للجميع هو “المورد البشرى ” ، فالإنسان منتج ذاته فالمورد الوحيد المتجدد والمؤثر والمغير والذى لايقبل الإنتهاء إلا بإنتهاء الحياة هو ” المورد البشرى”..نقطة ومن أول السطر.

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" almessa "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
close
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??