: تامر أفندي يكتب: أينما التقيت بتلك الروح.. كان "عمر طاهر"

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
belbalady.net تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أنا لا أكتب إلا إذا أحببت، ولو حاولت في بعض الأحيان الكتابة "مجاملة" لا يطاوعني القلم وإن أرغمته خرجت الحروف بلا معنى، ليس هذا فحسب بل ليس لي سلطان على قلبي في الحب، أُحب قومًا لم آراهم ولم يجمعنا يومًا لقاء ويستعصي قلمي عن الكتابة عن رفقاء الدرب، ولا أعرف هل أنا الذي أكتب أم أنه يؤذن لي ويُملى علي فأكتب في دقائق ما يستوجب لكتابته أيام.

منذ أسابيع يشغلني عمر طاهر مع أنني لم أكن من متابعيه، بل كانت تقع عيني على بعض أعماله من قبيل الصدفة، لكني توقفت لدى منشور له عن أزمة صحية أصابته، شعرت حينها أنه كصديق أعرفه منذ زمن.. تلاقينا كثيرًا ودار بيننا حديث.. أكلنا وشربنا وسافرنا وتعاتبنا وتمنينا.. على الفور اتجهت لصندوق الرسايل وكتبت له: "إنت ما تعرفنيش بس انا أعرفك زي ناس كتير عرفتك وبتدعيلك بالشفاء".

بعدما راسلته قلت لنفسي أين عرفته!.. فوجدتني كنت أعرفه بالفعل لكن باسم مختلف وشكل مختلف.. لكن بقلبه وروحه.. أدركت أننا تقابلنا ذات مرة في أزقة وحواري القاهرة.. سمعت حديثه مع والدته حينما كانت أبواب البيوت مفتوحة.. ألقيت عليه السلام كل يوم وهو يملأ " الزير الفخار" ليشرب المارة ويُسقي الزرع.. وقف مرات لي في القيظ يدعوني للركوب خلفه على دراجته ليقلني حيث أريد.. أخذ يد والدي معي ونحن نصعد درج المستشفى وأعطى والدتي دوره في مكتب البريد وهي تصرف المعاش.. رأيته مرارًا يجري خلف الأتوبيسات ليحجز كرسي لرجل عجوز ثم ينزل في أي محطة.. كان صديقي الذي سافر لأوروبا ثم عاد ليترك فيلته وسيارته ويطلب مني أن نقضي ليلتنا في حينا الشعبي القديم.. رأيته في لامبالاتي بالنقود في تمزيقه دعوات الفنادق وتدافعه إلى عربات الفول.. تلاحمت أكتافنا في مساجد الأولياء وتقابلت "وشوشنا" في الورش.

نعست على كتفه دون قصد في قطار الصعيد فلم يغضب ولم يُزعجني، وحين استيقظت واعتذرت.. قال لي:"خليها على الله"، أخرج من حقيبته كتاب "المواصلات" وحين وقفنا بأحلامنا في "كمين القصر العيني" وجدته يقولي لي "احكيلك خوفي" فزاد إنصاتي، فأخبرني أننا في زمن "الغم الجميل" وأستاذنني للحظات، فسألته إلى أين يذهب فقالي لي: "مشوار لحد الحيطة".

عمر طاهر الذي "عرفوه بالحزن" كان أكثر شخص عرفته ولم أراه يسخر من الوجع ويجيد تحضير خلطة السعادة بأقل ما لديه لمن حوله ويقدمها بمذاق "قهوة وشيكولاته" لمن يعرفه ومن لا يعرفه، رأيته يكتب مؤخرًا عن نصف الدنيا "شكلها باظت" فواسيته وقلت له "لابد من خيانة" فرد علي "وضع محرج".

عمر طاهر "مصري أصلي" تشكل وجدانه من طمي النيل، اقتفى "أثر النبي" وأحب "إذاعة الأغاني".. وكان "واحد صاحبي" لم أقابله سوى في خيالي، تحدثنا كثيرًا وكان "آخر كلام" بيننا سؤال تركه وتركته: "إيه اللي بيحصل ده".

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" البوابة نيوز "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
close
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??