belbalady.net فى قلب مدينة أسوان، يقع أبرز مساجد المحافظة، نظراً لمكانته التاريخية والمعمارية.. مسجد بدر الطابية بنى فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وافتتحه الرئيس أنور السادات، بعد أن كان المكان طابية عسكرية اتخذها محمد على باشا خلال فترة حكمه كأول كلية حربية تخدم طموحاته فى منطقة مصر والسودان.

وفى شهر رمضان، يمثل المسجد محراباً مميزاً، لما فيه من نفحات وروحانيات وتستغله وزارة الأوقاف فى المحافل والمناسبات الدينية البارزة ويؤدى كبار المسئولين الصلوات فيه، وعن تاريخ المسجد وعمارته المميزة، يتحدث الدكتور حسن جبر، الباحث فى شئون الآثار الإسلامية ومدير المتابعة الفنية لمناطق آثار مصر العليا وعضو اتحاد الأثريين العرب.

قال الدكتور حسن جبر، إن مسجد بدر بالطابية فى مدينة أسوان، بُنى فى عهد الرئيس الراحل، جمال عبد الناصر، وسُمى بهذا الاسم تيمناً بذكرى غزوة بدر، وبدأ تأسيس المسجد سنة 1969، إلا أنه افتتح فى عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات سنة 1970.

وأضاف مدير المتابعة الفنية لمناطق آثار مصر العليا، أن موقع المسجد كان يستخدمه محمد على باشا، فى تأسيس أقدم كلية حربية فى مصر وإفريقيا والشرق الأوسط أيضاً خلال العصر الحديث، عام 1811، وكانت الفكرة تشغل بال مؤسس مصر الحديثة لتلبية طموحاته فى التوسع بحكم مصر والامتداد للجنوب الأفريقى، لذلك احتاج إلى إنشاء كلية عسكرية لتعليم فنون الحرب وتعزيز قدرات الجيش المصرى، واستقطاب جنود بالآلاف من السودان وأفريقيا، إلا أن هذه التجربة لم يحالفها حظ النجاح وباءت بالفشل.

وعن عمارة المسجد، أشار "جبر"، إلى أن المسجد مبنى على الطراز المملوكى بمساحة 700 متر مربع، بخلاف مساحة الحدائق، وللمسجد مدخلان رئيسيان من الجهة الجنوبية والغربية، أمام كل مدخل مظلة ترتكز على أعمدة دائرية يعلوها عقود مدببة تشبه حدوة الفرس، من الداخل الأعمدة موزعة فى تناسق معمارى يبلغ عددها 24 عموداً مزينة بدليات جصية كثيرة الزخارف تحمل فوقها القبة الضخمة المميزة التى تتوسط صالة الصلاة، ومن السقف تتدلى مشكاوات زجاجية عليها كتابات قرآنية بالخط الكوفى، والمحراب الموجود فى جدار القبلة صنع من الرخام المعشق بألوانه المتجانسة، وبجانبه المنبر الخشبى ذو القبة الجميلة المليئ بالزخارف الهندسية على شاكلة المنابر الأثرية فى العصور السابقة، وعلى جانبى المسجد اثنين من المآذن كتبت عليهم كلمات من نوع الخط الكوفى المربع باستخدام قوالب الطوب الأحمر بوضعيات مختلفة، كما أن العناصر المعمارية للمئذنة تشترك مع القباب الفاطمية يتمثل ذلك بوجه خاص فى وجود المخروط الركنى بجبانة أسوان".

وأوضح، أن للمسجد مكانة سياحية باعتباره مزاراً يأتى إليه السياح من شتى دول العالم ونظراً لارتفاعه النسبى عن مدينة أسوان يمكن للزائرين رؤية المدينة بأكملها من فوق قمة المسجد، ويتم استخدامه أحياناً لاستطلاع هلال شهر رمضان، ويقبل عليه المواطنون المصريون فى العديد من المناسبات الدينية والاحتفالات والأعياد، وكان يقام فيه قبل ذلك عرض للصوت والضوء.

ومنطقة المسجد أجريت لها مؤخراً أعمال تطوير وإحلال بما تناسب ويتماشى مع المكانة التاريخية لمنطقة الطابية ودورها كمزار سياحى تاريخى، من خلال وضع اللمسات النهائية له وفقاً للهوية البصرية ليكون واجهة حضارية أخرى مشرفة بوسط المدينة.