تاريخ مقهى ريش بوسط البلد
في عام 1908 وبالتحديد في شارع سليمان باشا أنشات عمارة "ريش" التى يوجد أسفلها مقهى ريش، وكان الخديوى إسماعيل قد أمر أثناء بناء القاهرة الخديوية البلد أن يكون تحت كل عمارة قبو لها يكون بديلًا عن الصرف الصحى، وعمل بيارات كبيرة لتجميع هذا المياه ثم نزحها عند امتلائها، ثم نقلها إلى الصحراء خارج القاهرة، في ذلك الوقت كانت لمقهى ريش مكانة كبيرة وعظيمة في مصر وخارجها، حيث كان المقهى مقرًا للمراسلين الصحفيين الأجانب الذين كانوا يعيشون في مصر لمتابعة الأحداث ونقلها إلى الصحافة العالمية أثناء الحرب العالمية الأولى عام 1914م.
المثقفين والمشاهير رواد "ريش"
ومع مرور الزمن أصبح مقهى ريش مكان للمثقفين وأصحاب الرأى، حيث توافد عليه الكتاب والمشاهير في مصر وأبرزهم نجيب محفوظ، ومنيرة المهدية، وأمل دنقل، الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، أم كلثوم، والرئيس العراقى الراحل صدام حسين، والصحفيات على ومصطفى أمين، وطه حسين، وصلاح جاهين، وبعض الصحفيين والكتاب الأجانب، حتى أصبح مقهى ريش مكانًا لتبادل الأفكار والثقافات المختلفة في مصر والعالم.
"ريش" الجندى المجهول في ثورة 1919
لعب مقهى ريش دور كبير أثناء ثورة 1919، حينها كان مالك المقهى شخص يونانى الجنسية كان محبًا لمصر، لدرجة أنه كان عضو في أحد التنظيمات السرية التى كانت نشأ وقتها لمقاومة الاحتلال الإنجليزى، في هذا الوقت أنشئ صاحب بابًا خلفيًا في القبو الأرضى تحت العمارة، حيث لا يجوز نزح مخلفات الصرف الصحى أمام رواد المقهى، في ذلك الوقت كان حزب الوفد يبحث عن مكان يطبع فيه منشوراته ضد الإنجليز، ولأن صاحب المقهى الرجل الإيطالى الجنسية كان يعشق مصر بجدًا ويعتبرها وطنه الأصلى، اقترح عليهم النزول إلى هذا القبو وطباعة منشوراتهم بداخله، وخاصة وجود باب خلفى فيه، وبالفعل بدأ الوفديون في ذلك الوقت التوافد على القبو لطبع المنشورات، القبو وقتها كان مكان مظلم لا توجد فيه إلى إضاءات وكان يضاء بالشموع، وكان يوجد بداخله مخلفات المقهى، بافضافة إلى رائحة بيارات الصرف الصحى الكريهة.
إشارات لخروج الثوار من القبو أثناء التفتيش
كانت وقتها علامة وإشارة يقوم بها صاحب المقهى للثوار حين كانت تأتى قوات الاحتلال الإنجليزى للتفتيش داخل القبو، ، فيخرجوا من الباب الخلفى سريعًا، حيث إنه يطل على ممر يؤدى إلى 3 مخارج فى وسط البلد، هى شارع سليمان باشا سابقاً أو طلعت حرب حالياً، وشارع البستان السعيدى، وشارع هدى شعراوى، وعندما تدخل الشرطة للتفتيش لا تجد شيئًا فيه سوى مخلفات داخل مكان مظلم تنفذ منه رائحة البيارات الكريهة.
انكشاف سر القبو بعد 73 عامًا بالصدفة
وبعد ثورة 1919 ظل القبو محتفظاً بسره ودور الكبير فى ودعم الثوار في ذلك الوقت. وبعد أن إنتقلت ملكية المقهى من شخص لآخر وخاصة في عام 1962 إشتريه عبد الملك مخائيل "مصرى الجنسية"، وتوراثه أحفاده، وفى عام 1992 أصيبت مصر بكارثة طبيعية"زلزال 1992" الذى أثر على بعض مبانى منطقة وسط البلد أو القاهرة الخديوية، فأحدثت فيها بعض الترميمات، وكان على صاحب مقهى ريش أن ينزل إلى القبو، ويتفقد ما حدث به، وكانت المفاجأة كشف السر الذى احتفظ به القبو قرابة 73 عاماً، ليظهر لنا بعض الأوراق والطابعة التى كان يطبع بها المنشورات آن ذاك.
تحف من عام 1885 داخل القبو
ومع البحث المستمر في كتب التاريخ، وخاصة مذكرات سكرتير سعد زغلول وكتاب الثورة المصرية للمؤرخ الكبير عبد الرحمن الرافعى ضمت قصة القبو تفاصيل سره، ويضم القبو حاليًا، العديد من التليفونات ذات الثراث القديم جداً، وأول مكواة قديمة تعمل بالفحم، ومكانًا مخصصًا للطابعة، وأيضاً مكانًا مخصصًا لراديو من الطراز القديم جداً وكاميرتان للتصوير السنيمائى، وفى آخر القبو يوجد بيانو أوتاره نحاسية منذ عام 1885.
الحشاشين لكريم عبد العزيز
قبو مقهى ريش
مشاهير يتوافدون على مقهى ريش
مقهى ريش
مقهى ريش
إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"
المصدر :" اليوم السابع "
0 تعليق