: البيوت قد تُهدم لكن الشعوب لن تُقهر

shafaqna 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

belbalady شفقنا – مشاهد الدمار التي ينشرها الإعلام هذه الأيام عن غزة تظهر أن مساحات واسعة من هذه المدينة قد سُويت بالتراب. إن هذه المشاهد المحزنة والمروعة، تذكر الانسان بالقنابل التي ألقتها أمريكا على مدينة هيروشيما اليابانية إبان الحرب العالمية الثانية وكذلك الحرب في أفغانستان والعراق.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن الاحتلال الإسرائيلي قصف قطاع غزة بأكثر من 12 ألف طن من المتفجرات منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري. موضحا أن مفعول هذه المتفجرات يساوي قوة القنبلة الذرية التي أُلقيت على مدينة هيروشيما اليابانية.

والقنبلة الذرية التي ألقتها أمريكا في آب/أغسطس 1945 على هيروشيما، قتلت الألوف على الفور وأدت إلى مقتل نحو 140 ألف آخرين بنهاية ذلك العام. وهذه القنبلة كانت تحتوي على يورانيوم وتزن نحو 13 كيلو طن. وفي حرب أخرى، تعقبت أمريكا وقتلت في أفغانستان قوات طالبان بيتا بيتا وحتى أنها ألقت أكبر قنبلة غير ذرية لها على مواقع عسكرية في أفغانستان سُميت fأم القنابل. وفي حربها على العراق، دمرت أمريكا أجزاء واسعة من هذا البلد وسوتها بالتراب.

أما في غزة،  فقد كشفت وزارة الصحة في قطاع غزة يوم الأحد عن حصيلة جديدة للحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من 3 أسابيع وقال المتحدث باسمها أن حصيلة القصف الإسرائيلي على قطاع غزة زادت عن 8 آلاف شهيد، بينهم 3324 طفلا و2062 امرأة، بالإضافة إلى إصابة 20242 بجروح مختلفة.

وأضاف أن وزارة الصحة تلقت 1870 بلاغا عن مفقودين، بينهم 1020 طفلا ما زالوا تحت الأنقاض. موضحا أن انهيار المنظومة الصحة في القطاع يتعمق يوما بعد آخر، مؤكدا خروج 12 مستشفى عن الخدمة وتوقف 32 مركز رعاية عن العمل.

وقد شهد التاريخ حروبا كثيرة. حروب طاحنة ومدمرة أبادت الحرث والنسل، لكنها لم تفلح في استئصال الشعوب وإبادتها.

وستضع الحروب يوما أوزارها ويظل العالم حافلا بالظلم. وتُدمر البيوت على رؤوس ساكنيها لكن أي شعب لن يُباد ولن يُهزم ولن يُحذف من التاريخ. وقد يموت الأطفال اليوم في غزة لكن جيلا آخر سينشأ ويكبر على قاعدة صلبة وبإرادة لا تلين، لان غزة لن تُمحى ولن تُباد.

وحتى الأمس كان يُقال أن “الحرب الأوكرانية هي بداية لنظام عالمي جديد” غير أن وزير الحرب الإسرائيلي يقول أن الحرب الحالية ويقصد الهجوم الهمجي الإسرائيلي على غزة، ستغير واقع العالم إلى الأبد.

أما المهزوم بنيامين نتانياهو، فأكثر ما يثير الاهتمام في شخصيته، ليس كل الأضواء المسلطة عليه، بل ما يُمثِّله الآن من انكسار تاريخي مؤلم للتيار اليميني الأكثر تطرفا في الكيان الصهيوني.

لقد كان نتنياهو من أوائل من تبنوا مقولة “صراع الحضارات” وأعاد توظيفها سياسيا بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، وعلى هذا الأساس حشد ناخبيه ومؤيديه تحت شعار “يهودية الدولة”، وأطلق العنان للتطرف اليهودي، وأعلن بوضوح رفض حل الدولتين وأي عملية سلام مع الفلسطينيين. قدَّم نتنياهو نفسه بوصفه زعيما يهوديا يقود دولة يهودية نحو الخلاص، فإذا به يتلقى ضربة مؤلمة لا يبدو أنه أو دولته سيتعافيان منها.

وأصبح المنطق ضحية أخرى للحرب التي يشنها الكيان الصهيوني على غزة، وأن شراسة الهجوم وحجم الدمار الذي أحدثته آلة الدمار والقتل الاسرائيلية، تؤكد مقولة أن الاسرائيليين لا يفهمون إلا لغة القوة.

انتهى

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" shafaqna "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
close
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??