: وتظل غزة فزاعة لإسرائيل ( 2 )

الأسبوع 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

سناء السعيد

سناء السعيد

نفذت حماس فى عام 2000 عدة عمليات مؤثرة ضد إسرائيل، كان من بينها هجمات ضد محافل فى " نتانيا"، وهجمات ضد ملاهٍ ليلية داخل إسرائيل مما أدى إلى قتل وإصابة عشرات الإسرائيليين، مما دفع إسرائيل إلى الرد بغارات جوية على قطاع غزة، واغتالت " صلاح شحادة" القيادى فى الحركة، ومن ثم توالت الاغتيالات فى الأعوام التالية حيث طالت مؤسس الحركة الشيخ " أحمد ياسين"، والقيادي " إسماعيل الرنتيسي". بيد أن الخيار العسكري لـ " شارون " ــ بعد أن أصبح فى 2001 رئيسا للوزراء - والذي هدف من ورائه إلى إجهاض حركة حماس ووقف الانتفاضة باء بالفشل، فقد بدأت حماس بحفر أنفاق مطلع عام 2003، وتمكنت لاحقا من بناء شبكة من الأنفاق تحت الأرض، وشكلت يومها تهديدا خطيرا للجيش الإسرائيلى خاصة أنه لم يتمكن من تدمير هذه الأنفاق بسبب عمقها الكبير تحت الأرض، و خرائطها المتشعبة.

فى ظل تلك المعطيات بدا الانسحاب الكامل من غزة هو الخيار الأمثل أمام إسرائيل، والذى تم بالفعل فى 2005. غير أن استعداد" إريل شارون" فى المرحلة الأخيرة من حياته المهنية للقبول بشكل ما من أشكال الدولة الفلسطينية، والأمر بالانسحاب الإسرائيلي من غزة لقى معارضة من العديد من مؤيديه السابقين، وظهر وكأنه تحول جذري عن السياسة التى اعتنقها. ولكن بعض النقاد صوروه على أنه انتهازية تكتيكية أكثر من كونه انعكاسا لتغيير جوهرى فى المنظور.

كان التفكير آنذاك يدور حول أن الانسحاب من غزة خطوة إستراتيجية، إذ يمكن ضمان محاصرتها من البحر من جهة، ومن الحدود المصرية التى تربطها معاهدات سلام مع إسرائيل من جهة أخرى، إضافة إلى وجود بعض العناصر الداخلية فى غزة التى يمكن أن تتعاون مع إسرائيل، وتنسق معها أمنيا. وبالتالى كان الرهان على عنصرين:

الأول - هو الوجود المصرى المؤثر نظرا للتعاون الأمني والاستخباراتي مع إسرائيل.

الثانى - هو وجود جماعات تابعة للسلطة الفلسطينية يمكن الاستعانة بها. ولكن يبدو أن هذه الحسابات لم تكن فى مكانها، فلقد تمكنت حماس من الوصول إلى السلطة فى غزة بعد انتخابات تشريعية فازت فيها فوزا ساحقا. وفى 2006 فازت حماس بغالبية الأصوات فى الانتخابات التشريعية فى القطاع وهو الأمر الذى رفضته كل من الولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية، ومن ثم طالبتا حركة حماس بالتخلي عن المقاومة والاعتراف بإسرائيل.

حدثت بعد ذلك مواجهات فى القطاع بين حماس والسلطة الفلسطينية أسفرت عن إبعاد عناصر السلطة لتتمكن حماس من السيطرة على القطاع بشكل كامل، ولتتنامى قوتها وقوة الجهاد الإسلامى لتصبح الحركتان جزءًا من تيار إقليمي مرتبط مع إيران وحزب الله وسوريا فيما يسمى بمحور المقاومة، لتصبح غزة بذلك هى المنطقة الحاضنة. وفى عام 2008 أطلقت الحركة عشرات الصواريخ على مجمعات إسرائيلية قريبة. وردت إسرائيل بشن هجوم موسع على القطاع، ليسفر ذلك عن مقتل ثلاثة عشر إسرائيليا، وألف وأربعمائة فلسطينى.

فى أعقاب ذلك بدأت حركة حماس تطور قدراتها الصاروخية، تستخدمها كسلاح ردع ضد إسرائيل. وفى العام 2014 شنت إسرائيل عملية أخرى ضد قطاع غزة وبادرت حماس يومها فردت بالصواريخ، لتستمر المواجهات بين الكيان الصهيوني وقطاع غزة سبعة أيام وتتسبب فى مقتل 73 إسرائيليا بينهم 67 عسكريا وأكثر من ألفيْ فلسطيني.

وللحديث بقية..

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" الأسبوع "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
close
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??