: أصل الحكاية.. (٢) الوعد المشئوم.. !!

الأسبوع 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عبد السلام بدر

عبد السلام بدر

في المقال السابق تحدثنا عن اليهود القدامى، وكيف أنقذهم سيدنا موسى، وأوصلهم إلى أرض فلسطين، ومنها انتشروا في أقطار العالم للتجارة والكسب وتعزيز تواجدهم العالمي. وواصلوا انتشارهم فمن الحجاز اتجه بعضهم جنوبًا إلى اليمن، واتجه البعض إلى الشمال بالعراق والبعض واصل الزحف حتى روسيا وشرق آسيا. كما عاد بعضهم إلى مصر مَتخذين من القاهرة والإسكندرية أكبر مراكز لتجمعاتهم، كما اتجه بعضهم إلى أوروبا، وهناك اصطدموا بالكنيسة الكاثوليكية بعنصريتهم، وازدرائهم للمسيحية فقتلوا الكثير من المسيحيين بالإضافة إلى محاولاتهم للسيطرة على الاقتصاد، وزَرْع الفتنة بين أهل البلد التي تؤويهم، وظلوا يشكلون كيانًا أشبه بجمعية خيرية يهودية.

* وفي عام ١٨٩٤ أًتِهِمَ في فرنسا الضابط اليهودي "ألفريد دريفوس" بالتجسس لحساب ألمانيا، وتمت محاكمته، وأصبح الرأي العام الفرنسي ينظر إليهم بريبةٍ واحتقار. ولكن اليهود لم يسكتوا، واستطاعوا بعد عشر سنوات من تقديم وثائق وأدلة- ربما كانت مزورة- وإعادة محاكمة الضابط، وتمت تبرئته التي لم تكن الهدف الرئيس، ولكن كان إنقاذ اليهود من غضبة الشعوب، استغل تلك الحادثة الصحفى النمساوي "تيودور هرتزل"، وألف كتابًا أسماه (دولة اليهود- أو الدولة الصهيونية) بُغْيَة الشهرة، والزَّعامة، وأخذ يدعو إلى تأسيس دولة يهودية يهاجر إليها كل اليهود المضطهدين الذين مهما بلغ ولاؤهم للدول التي يعيشون فيها، ومهما عظُمَت خدماتهم لأهلها لن يتركهم هؤلاء يعيشون في سلام، واقترح أن تجتمع الهيئات المختلفة، وتقرر شراء بعض الأراضي الفلسطينية عن طريق إغراء أصحابها بأثمان مرتفعة.

* وكان هذا هو المشروع بخطوطه العريضة، وكان الأمل في تنفيذه معلقًا على تأييد الحكومات الأوربية آنذاك.

* احتضنت بريطانيا الحركة الصهيونية على يد رئيس وزرائها اليهودي "دزرائيلي" الذي رأي أنه يمكن عن طريق الصهيونية التمهيد لاحتلال مصر حسب خطة تبدأ بشراء حصتها في قناة السويس بثمن بخس، وإغراق مصر بالديون التي تمولها البنوك اليهودية، ولاتفاق مصالح بريطانيا مع الصهاينة وجه اللورد "بلفور" سنة ١٩١٧ خطابه إلى البارون "روتشيلد" باعتزام الحكومة البريطانية، وموافقة الملكة "فيكتوريا" إقامة وطنًا قوميًّا لليهود في فلسطين الذي رحَّب بالاقتراح وكان صاحب أكبر بنك يهودي ممولاً للمشروع الصهيوني.

* بعد وعد بلفور المشئوم، وفتح باب الهجرة إلى فلسطين ومع ما ارتكبته العصابات الصهيونية من مذابح بشرية في محاولات دنيئة للاستيلاء على كافة الأراضي الفلسطينية هَبَّت عام ١٩٤٨ الجيوش (المصري والعراقي والأردني والسوري) وهي بلاد تحت الاحتلالين البريطاني والفرنسي، ولم يكن بالسعودية جيش نظامي، علمًا بأن قادة تلك الجيوش كانوا من الأجانب وطبيعيًّا أن يكون هناك تآمر منهم في حرب هزلية غير متكافئة انهزمت فيها الجيوش العربية أمام الصهاينة وحدثت النكبة.

(نكمل لاحقًا)

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" الأسبوع "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
close
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??