: كريمة أبو العينين تكتب: وعد الله ووعد بلفور belbalady.net

البلد نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

ما يحدث فى غزة من تصعيد إسرائيلى واستهداف المدنيين العزل، يعيد الى الأذهان تاريخ القضية الفلسطينية منذ ان قام المدعو بلفور بإبراز وعده لليهود بوطن بديل لهم، واختار بلفور فلسطين أرض الميعاد لكل يهودى فى جميع انحاء العالم . 

ومنذ عام ١٩١٧ عام وعد بلفور، والتاريخ الفلسطينى حزين وملىء بالممارسات التعسفية الاسرائيلية؛  بل وبكل الخروقات القانونية والانسانية . فقد ذاق الفلسطينيون كافة أنواع الألم والهوان على ايدى اليهود المنتمين الى الديانة فقط ؛ وأفعالهم الصهيونية وتعاملاتهم غير الإنسانية . تاريخ الآلام الفلسطينية سُطر منذ ان اعطى من لاعهد له أرضا لمن لا حق له، ومنذ هذه اللحظة ويبتلع اليهود الاراضى الفلسطينية بلعًا ؛ ويقومون بتهويد الاراضى المحتلة وتغيير معالمها وتاريخها . 

الاحتلال الاسرائيلى لم يترك بشرا ولا حجرا ولا شجرا إلا وأتى عليه ، وانتزع الأمن والامان من الواقع الفلسطينى، ليصل الى ذروة غطرسته بما تقوم به آلته الحربية من دمار شامل للقطاع وإبادة شعبه تحت مرأى ومسمع من المجتمع الدولى الذى غض بصره عما تقوم به الترسانة الحربية الاسرائيلية المدعومة أمريكيا وغربيا ، هذا المجتمع الدولى الذى يدافع عن أمن اسرائيل وشعبها هو نفس المجتمع الذى لم يتكلم كلمة حق لما يعانيه الفلسطينيون بصفة عامة وأهالى قطاع غزة بصفة خاصة ، الذين يعيشون فى سجن مفتوح منذ ١٦ عاما فى ظل حصار اسرائيلى وغطرسة يهودية وتجاهل دولى لأدنى حقوق الانسان وهو العيش فى أمان . 

ما يجرى فى قطاع غزة وما حدث منذ طوفان الاقصى جاء من مفهوم دفاع فلسطينى عن الارض والعرض ، فهل تصمت مغتصبة؟ هل يستمر حصار الفلسطينيين وانتهاك حقوقهم وسلبها وهم فى أرضهم ، هل يتحمل اى انسان ان يدخل عليه فى بيته محتل ويعامله على انه الغريب وهو صاحب المكان ويصمت صاحب البيت !! هل من العدل ان تكمم الافواه وتربط الايادى وتكبل الارجل الفلسطينية باسم حماية الاسرائيليين من الفلسطينيين ؟! من يتحمل ما يقوم به المستوطنون من انتهاك للاقصى بحماية القوات الاسرائيلية ؟ من يرضى بهذا الهوان والذل المجدول منذ الاحتلال الاسرائيلى للاراضى المحتلة وحتى اشعار آخر !!

الإسرائيليون جاءوا الى فلسطين بوعد بلفور وسينتهى وجودهم بوعد الله وما ذكره فى كتابه المقدس وما يفسره الان العديد من رجال الدين حول طوفان الاقصى وبأنه نصر من الله وفتح قريب . 

بين وعد بلفور الوضعى ووعد الله القاطع الصادق حدث ولا حرج، فوعدهم باطل وتجمعهم تنفيذ لإرادة الله بأن يكونوا كلهم فى مكان واحد حتى يقضى الله أمرا كان مفعولا. وعد بلفور اعطى من لا يملك  لمن  لا حق له وخلق فوهة بركان فى منطقة الشرق الاوسط لن تخمد حممها الا بحل دائم وشامل للقضية الفلسطينية، حل يضمن للمواطنين الفلسطينيين حقهم فى العيش فى سلام ويقيم لهم دولة عاصمتها القدس الشريف . 

وعد بلفور وإن قام ونفذ على ارض الواقع الفلسطينى الا انه باطل ولن يدوم مهما حاولت اسرائيل بكل انواع الدعم الامريكى الغربى مساندته والوقوف بقلب رجل واحد الى جانب اسرائيل ؛ لأن ما بنى على باطل فهو باطل . وعد بلفور هو ذلك الوعد الذى لن يضمن امن بنى صهيون لأن امنهم مرهون بأمن الفلسطينيين وأمانهم ، وذلك سيتحقق فقط بإقامة الدولة الفلسطينية التى عز الاعلان عنها وعن وجودها الفعلى . 

أما وعد الله فهو نافذ وسيتحقق فقط بوجود رجال اشداء على الكفار رحماء بينهم وربما ما حدث مؤخرا وما عرف باسم طوفان الاقصى هو بداية نهاية تراكمات اعوام من صراع بين الحق والباطل استقوى فيه الاخير حتى جعل اهل الحق يظنون ان الحق عز تحقيقه وصعب وجوده . 

وعد بلفور باطل ووعد الله نافذ والأيام خير شاهد ودليل.

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" البلد نيوز "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
close
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??