belbalady.net واشنطن بوست تحاول تخيل الهجوم البري في غزة

تصورت صحيفة “واشنطن بوست” مخططا تكتيكيا لوضع حماس والقوات الإسرائيلية على الأرض إذا ما بدأت الحرب البرية في غزة.

وذكرت الصحيفة في مقالها الذي جاء بعنوان “كيف يمكن أن تبدو الحرب البرية في غزة؟” أن القوات الإسرائيلية تحتشد حول قطاع غزة حاليا استعدادا لغزو بري قد ينطوي على قتال عنيف في المناطق المكتظة بالسكان.

وترى الصحيفة أنه لمواجهة حماس، يتعين على الجيش الإسرائيلي، أن يقاتل في أحياء غزة مع مساحة محدودة للمناورة، بل وترجح الواشنطن بوست أن حماس -التي يقول محللون إنها أمضت عامين على الأقل في التخطيط للهجوم الذي فاجأ إسرائيل في السابع من أكتوبر- استعدت لانتقام إسرائيلي واسع النطاق.

كما توضح الصحيفة أن القصف الإسرائيلي المكثف أدى إلى تحويل مباني وشوارع غزة إلى متاهة من الأنقاض، التي يمكن أن توفر إلى جانب المتاريس، غطاءً لمقاتلي حماس، كما من شأن الفتحات الموجودة في الجدران، بين المباني، أن تسمح لمقاتلي حماس بالتحرك بسرعة إلى مواقع مختلفة، بل ومن الممكن أن يحاول مسلحو حماس أيضًا توجيه قوات الجيش الإسرائيلي إلى مناطق قاموا بتلغيمها بالمتفجرات.

وقد تلعب الأنفاق، التي تشكل جزءاً رئيسياً من البنية التحتية لحماس، دوراً أيضاً في الحرب البرية، ففي عام 2021، ادعت حماس أنها قامت ببناء حوالي 300 ميل من الأنفاق العميقة تحت غزة، بحيث لا يمكن تدميرها بالغارات الجوية، كما أن محاولة اختراق الأنفاق بالمشاة أمرًا محفوفا بالمخاطر، لذا قد تستخدم إسرائيل الروبوتات لتقليل المخاطر.

وتوقع المقال أن يقل القصف الجوي بمجرد بدء الهجوم البري لتجنب تعريض القوات الإسرائيلية للخطر، وقد يستخدم الجيش الإسرائيلي تكتيكًا مشتركًا للأسلحة، باستخدام المشاة والمدرعات وعناصر الدعم الأخرى للتقدم، وبينما ستكون المركبات المدرعة مهمة لتوفير الغطاء والقوة النارية للمشاة، إلا أن فاعليتها قد تكون محدودة بالشوارع الضيقة، كما أنها ستكون عرضة للأسلحة المضادة للدبابات .

وتقول واشنطن بوست أنه خلافاً للمعارك في الحقول المفتوحة، فإن القتال في الأحياء الحضرية يتطلب التنقل بين المباني ويمكن فيه استخدام طائرات بدون طيار من الدرجة العسكرية لمراقبة تحركات العدو، أو لشن هجمات دقيقة، أو تجهيزها لإسقاط المتفجرات.

ويوضح المقال في المجمل أن التهديدات على الأرض في الحرب الميدانية يمكن أن تأتي من الجانبين، طالما توجد إمكانية وضع القناصة في الطوابق العليا من المباني.

 

وذكرت الصحيفة أن الهجوم البري على غزة سيؤدي بالتأكيد إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الكارثية القائمة بالفعل هناك.

وتأتي تعزيز القوة بعد أن عبر مهاجمون من حركة حماس، التي تسيطر على القطاع، إلى جنوب إسرائيل، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 1400 شخص واحتجاز أكثر من 200 رهينة.

وكانت إسرائيل قد سحبت قواتها من غزة في عام 2005، ثم في عامي 2008 و2014، دخلت القوات الإسرائيلية القطاع في حملات استمرت أسابيع قالت إسرائيل إنها كانت تهدف إلى إعاقة قدرات حماس.

إلا أن هذه العملية ستكون أكثر اتساعًا، مع تعهد إسرائيل بتدمير حماس، وقال رافائيل كوهين، وهو عالم سياسي في مؤسسة راند، إن ما يهدف إليه الإسرائيليون في الأساس هو تغيير النظام بالكامل في غزة، وهو ما يمثل خروجًا ملحوظًا عن الحملات السابقة، واشار إلى أنه إذا أرادت إسرائيل تدمير حماس، فسوف تستمر حملتها أكثر من 50 يومًا مثل الحرب على غزة في 2014.