: متى تُحاسب إسرائيل على جرائمها؟

shafaqna 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

belbalady شفقنا – الساسة الغربيون يكذبون كثيرا، وكأن حياتهم بُنيت أساسا على الكذب. وإحدى هذه الكذبات الصارخة التي يتم تداولها لا سيما خلال هذه السنوات، هي كذبة حقوق الإنسان.

ويغلف الغرب مقولة حقوق الانسان في هيئة حلوة وجذابة ويسوقها ويستخدمها كأداة يمرر من خلالها مشاريعه وخططه، لكن إن فتحت هذه العلبة الجميلة والأخاذة ستجدها مُرّة وما أشدها مرارة.

وإن كانت حقوق الإنسان صادقة، لكانت صرخات العالم المدوية تنديدا بالهجوم الإسرائيلي على مستشفى المعمداني بقطاع غزة، قد أصمّت إسرائيل، لكن ذلك لم يحصل لان حقوق الانسان هي كذبة فظة.

وما هي إلا مفارقة غريبة، لان الناس يذهبون إلى المستشفى لتلقي العلاج وإنقاذ أرواحهم، غير أن الصواريخ قتلتهم داخل المستشفى وسلبتهم حياتهم في هذه المرة.

إن حقوق الانسان عندما تكون حقيقية ألا يفرق لها إن كان طفل يموت مثلا في أوكرانيا أو دولة غربية أو في غزة. ألا يفرق لها إن كانت الحرب تدور رحاها في قلب أوروبا أو في الشرق الأوسط. لكن هذا هو بالنسبة للعالم الموازي، لا العالم الحقيقي الذي تنهال شفقة ورحمة المتمشدقين بحقوق الانسان على الذين يحبونهم فقط لا غيرهم.

وتتكشف هذه الكذبة عندما يجري التصويت في مجلس الأمن الدولي لإقرار وقف النار، فيرفع مندوبو بعض الدول أيديهم معارضين للسلام ووضع نهاية للقتل والمجازر.

إنه عالم غريب، وحتى المنكوبين بالحرب يختلفون في العالم. يكفي مقارنة تلك الأيام التي شنت فيها روسيا هجوما على أوكرانيا مع هذه الأيام التي تهاجم فيها إسرائيل غزة لكي ننتبه إلى عمق التمييز. وإن كانت ثمة أذن صاغية لحقوق الانسان لما كان الشرق الأوسط يشهد كل هذه الحروب وسفك الدماء.

إن أولئك الذين يتحول توقيعهم إلى صاروخ ويقذفونه على رؤوس الأطفال، يصبح الموت والدمار تحفا وهدايا يرسلها رجال السياسة والغربيون منهم على وجه التحديد للشعوب.

وفي خضم كل هذا، تلقي أمريكا بثقلها لنجدة اسرائيل. ويُستخدم مرة أخرى مفهوم الدفاع عن النفس كوسيلة لتبرير الجرائم التي ترتكبها اسرائيل بحق المدنيين العزل والأبرياء.

وجيش الاحتلال الذي أذلته المقاومة على مرأى ومسمع من العالم، ومرغت صورته في الوحل، وأفقدته اتزانه وهيبته المزعومة في المنطقة، لم يجد ما يرد به على المقاومة، فشرع في قتل الأبرياء، وحصيلة الشهداء المتزايدة يومًا بعد يوم تظهر أن أكثر من 70% من ضحايا العدوان الإسرائيلي هم من الأطفال والنساء.

وعلى الرغم من فداحة التضحيات التي يقدمها الفلسطينيون، إلا أن السابع من أكتوبر 2023 سجل نصرًا مؤزرًا للمقاومة على الكيان الصهيوني، وأعاد القضية الفلسطينية إلى بؤرة الاهتمام العربي والإسلامي والدولي، وهي قضية عادلة ولا بد أن يعود الحق فيها لأصحابه.

انتهى

 

 

 

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" shafaqna "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
close
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??