مخرجة العرض: أقدم أسطورة عروس البحر بوجهة نظر مصرية خالصة

قرر الدكتور مجدى صابر رئيس دار الأوبرا تقديم العرض المسرحى «سيرينا ــ حورية البحور» لفرقة الرقص المسرحى الحديث على مسرح سيد درويش بالإسكندرية خلال شهر إبريل المقبل، وذلك بعد نجاح عرضه الأول على مسرح الجمهورية بالقاهرة خلال يناير الحالى، ومن جانبها أبدت مصممة ومخرجة العرض وصاحبة فكرته سالى أحمد سعادتها بتقديم العرض فى مدينة الثغر، وذلك لارتباك أسطورة عروس البحر بحوض المتوسط، كاشفة عن طرح أفكار أخرى لتقديم العرض فى الخارج خاصة أنه من العروض التى تحمل قيمة، ويعبر عن وجهة نظر مصرية خالصة فى أسطورة عروس البحر، والتى تعد واحدة من الأساطير التى ارتبطت بالأدب الشعبى لمعظم شعوب العالم.
وقالت سالى فى حديث لها مع «الشروق» إن عرض «سيرينا»، يمثل صياغة مصرية لحكاية حورية البحور عبر عرض مسرحى حركى، وأنها اختارت عروس البحر المتوسط ــ الإسكندرية ــ لتكون مكانا لأحداث قصتها المعروفة فى مختلف ثقافات العالم، ومن الإسكندرية استوحت تصميماتها الحركة، وكذلك الأزياء والديكورات التى منحت العرض صبغة مصرية خالص.
وعن اختيارها اسم «سيرينا» لعروس البحر قالت مخرجة العرض أنها منذ أن كانت طالبة فى معهد البالية وهى تهتم بهذه الأسطورة، وأنها قدمتها كمشروع فى إحدى سنوات الدراسة، ولمست إعجاب أستاذتها بفكرة العرض، وظل حلم تقديم عروس البحور يلازمها بعد أن تخرجت وعملت كراقصة بفرقة البالية، وبعد أن التحقت بفرقة الرقص الحديث، وجاءت الفرصة لتقديمها وهى مصممة رقصات ومخرجة بالفرقة.
وأضافت سالى بأنها عكفت على دراسة تفاصيل هذا العرض لفترة طويلة، وقامت برحلة بحث عن عروس البحور فى الثقافات المختلفة، ووجدت أن الثقافة العربية لم تقدم وجهة نظرها فى هذه الأسطورة عبر عمل مسرحى راقص بهذا الشكل.
وردا على سؤال حول اختيارها اسم «سيرينا» لعرضها المسرحى قالت سالى أحمد أنها بحثت فى كل القصص المتداولة حول العالم عن عروس البحر، ووجدت أن كل حضارة كانت تطلق عليها اسم مختلف، مثل «ميرميد» فى الثقافة الغربية، وعرفت فى الحضارة العربية بـ«الخيلان»، ولكنها اختارت اسم «سيرينا» وهو اسم لحوريات البحر فى الأسطورة الاسترالية، وهو الذى وجدته من وجهة نظرها اسم مناسب لبطلة العمل.
وأشارت سالى إلى أن هذه الحوريات تعيش فى عقول الشعوب، فلا توجد فتاة لم تحلم بأن تكون «عروس البحر»، ولكن فى العرض تتمنى البطلة أن تكون فتاة بشرية لتخوض تجربة جديدة تكتشف فيها مشاعر مختلفة، وتشعر بها لأول مرة، أنها مشاعر الحب الأول الذى يندفع إليها أى شخص بكل حواسه متشوقا لاكتشاف المزيد من المشاعر، وهى التجربة التى قد تكتمل أو لا تكتمل.
وتؤكد مخرجة «سيرينا» اهتمامها بكل تفاصيل العرض، من اختيار الأزياء والإكسسوار والديكور، إلى الموسيقى التى وضعها الدكتور طارق مهران، والذى تفاعل مع الفكرة ومنحها فرصة للاختيار من بين مؤلفاته، وقالت إنها اعتمدت على 26 تراك صوت منها 20 تراك لموسيقى مهران، و6 قامت باختيارها من أعمال أخرى لتضفى الحالة الدرامية المطلوبة، ومنها أغانى للشيخ إمام، وأغنية «يا قلبى العطوف» لبحر أبو جريشة، والتى جاءت لتعبر عن حالة الحيرة التى كانت تعيشها بطلة العرض فى هذا المشهد، فضلا عن أن اغانى بحر أبو جريشة تعد من ملامح التراث السكندرى.
وشددت سالى حرصها على تقديم عرض مبهج، وقالت إن هذا بدا من خلال اختيارها للألوان، والتى تدرجت بين الأحمر والبنفسجى، فضلا عن تصمن العرض لأكثر من لوحة راقصة تحمل قدر من البهجة، ومن لوحة «رقصة الصيادين»، مشيرة لاختيارها درجات اللون الأحمر للراقصات لإبراز هذه الحالة، فضلا عن أن هذا المشهد هو الرابط للحكاية بمدينة الاسكندرية.
فيما اكدت على دور فريق العمل وحالة الانسجام التى بدت واضحة على المسرح، وقالت انها اختارت عناصر مناسبة للأدوار، خاصة أنها كعضو بفرقة الرقص المسرحى الحديث تعلم قدرات كل واحد فيها، مشيرة إلى ان باهر أمجد يقدم أول دور بطولة له من خلال «سيرينا»، كما يقدم العرض رشا الوكيل فى دور جديد.
يذكر أن «سيرينا» من تأليف موسيقى طارق مهران وتصميم ديكور وإضاءة عمرو عبدالله، ويشارك فى البطولة رشا الوكيل، عمرو البطريق، يمنى مسعد، أحمد محمد، باهر أمجد، شيرلى أحمد، محمد مصطفى، كامبا، والعرض فكرة وتصميم وإخراج سالى أحمد.