كيف أثرت الحرب الروسية الأوكرانية على سوق الأسهم؟

هناك العديد من الطرق التي يمكن أن تشكل بها المعركة أو الحرب مستقبل سوق الأسهم، لقد أثبت التاريخ أن الألم قصير المدى غالبًا ما يؤدي إلى مكاسب طويلة المدى، حيث أن لحظات الخوف والذعر هي التي تظهر كرد فعل مما يحفز الاستجابة المؤسفة وهو البيع العشوائي.

في الواقع لا تزال الأزمة الحالية في أوكرانيا تؤثر في تعطيل الأسواق المالية العالمية، حيث أدي الهجوم العسكري الذي شنه الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" على أوكرانيا إلى مزيد من التدهور في سوق الأسهم الأمريكية والتي كانت تعاني بالفعل من تراجعات، فخلال شهري يناير وفبراير انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 9.8% وانخفض مؤشر ناسداك بنسبة 16.1% وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 8.7%.

لقد بدأت عمليات البيع في أواخر شهر ديسمبر 2021 وأوائل يناير 2022 مع توقع أن يكون البنك الاحتياطي الفيدرالي أكثر جرأة في رفع أسعار الفائدة لمكافحة التضخم الذي سجل أعلى مستوياته في 40 عامًا، ولكن وسع من خسائر الأسواق الأزمة الأوكرانية، حيث تزايدت المخاوف من زعزعة استقرار أوروبا من خلال تقدم بوتين إلى أوكرانيا وستؤثر أيضًا هذه الأزمة على الاقتصاد العالمي ولكن إلى أي مدى ستستمر، هل أوكرانيا هي الهدف النهائي أم أن بوتين يحاول إعادة دول أخرى تابعة للاتحاد السوفيتي السابق إلى السيطرة الروسية؟.

سيناريوهات مختلفة محتملة

من ضمن أسس تعلم التداول في الأسواق المالية هو متابعة الاخبار والأحداث السياسية وبالتالي لا يمكنك تجاهل هيمنة الصراع الروسي الأوكراني ومجموعة النتائج المحتملة على اهتمام العديد من المستثمرين والمحللين فضلاً عن قادة الشركات والقادة السياسيين، من بين النتائج الأقل جاذبية هي: حرب استنزاف طويلة الأمد، ومثل هذا السيناريو يمكن أن يعرض الاقتصاد الأوروبي للخطر ويمضي قدماً في أرباح مؤشر ستاندرد آند بورز 500.

من المرجح أن تثير السيناريوهات المختلفة ردود فعل مختلفة في السوق، إن انتصار روسيا من شأنه أن يمهد الطريق لاحتلال طويل وربما فوضوي للغاية، ويمكن أن يمهد الانسحاب الروسي الطريق للتخفيف التدريجي للعقوبات وإعادة بناء الاقتصاد الأوكراني بشكل بطيء

يقول بعض المحللين إن الأرجح على المدى القصير هو وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا وعقد هدنة محتملة، يمكن أن يؤدي وقف إطلاق النار إلى ارتفاع مفاجئ في السوق، مما يؤدي إلى تحريك الأسهم وإتاحة الفرص للمستثمرين، لكن المحللين الذين تحدثوا إلى بنك الاستثمار الدولي يتوقعون أن يكون أي ارتياح من إنهاء تفاوضي للحرب قصير التأثير، حيث يُنظر إلى الاقتصادات العالمية والأمريكية وتأثير رفع أسعار الفائدة الفيدرالية على أنه محرك أكبر لسوق الأسهم في الأشهر المقبلة.

الصراع بين روسيا وأوكرانيا: النتائج المحتملة

بغض النظر عن نتيجة الحرب إذا كانت، هزيمة جزئية للرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" أو انتصاراً صريحاً لأوكرانيا أو تغيير النظام في موسكو، إلا أن بعض الأشياء مؤكدة تمامًا وهي أن الدول الغربية سوف تُكثف الميزانيات العسكرية على الأقل في المدى القصير بما سيرفع من أسهم شركات الدفاع ويقلب سنوات من التقشف العسكري في أوروبا

لذلك، حتى في حالة وقف إطلاق النار، من غير المرجح بيع أسهم الدفاع والأمن بشكل كبير بعد الارتفاع الصاروخي في الصراع، بعدما أدرك الكثيرون أن العالم أصبح أكثر خطورة اليوم، خاصة إذا ظل بوتين في السلطة، وأيضًا بسبب التوترات المحتملة مع الصين ومع إيران ومع كوريا الشمالية، فالحرب الحالية هي بمثابة "دعوة للاستيقاظ" لمستويات إنفاق عالية على قطاع الدفاع والأمن السيبراني.

انخفاض الأسهم مع ارتفاع أسعار النفط

باستثناء أسهم شركات الدفاع فإن الأسهم التي تصاعدت بقوة في الصراع يمكن أن تذهب في الاتجاه الآخر في وقف إطلاق النار.

يقول أحد المحللين إن أسهم السلع الأساسية من المرجح أن تتخلى عن بعض مكاسبها الهائلة الأخيرة، ويمكن لأسهم الطاقة تقليص المكاسب الضخمة، فيما يتوقع البعض أن تستأنف شركات النفط المتكاملة اتجاهها الصعودي في نهاية المطاف، حيث أشاروا إلى توسع الاقتصادات العالمية وإعادة بناء أوكرانيا ورغبة أوروبا في تقليل الاعتماد على روسيا في احتياجاتها من الطاقة.

ومع ذلك، لكي تخرج الأسهم عن نطاقها وتتخذ خطوة كبيرة، يقول المحللون إن السياسة النقدية وليس نتيجة حرب أوكرانيا هي العامل الرئيسي، فإذا وجدنا أن التضخم يبلغ ذروته وأن الاقتصاد يتباطأ أكثر مما كان متوقعًا، ومهما كانت الأرقام التي يمكن أن تدعم البنك الاحتياطي الفيدرالي نحو سياسة التشديد، فإنه من المعتقد أن ذلك سيتسبب في غليان السوق.