حالة من الحزن، تسيطر على العاملين في العمل الإعلامي، لاسيما العاملين في مجموعة قنوات "سي بي سي"، على خلفية قرار الكاتب الصحفي محمد هاني رئيس الشبكة، باعتزاله العمل التليفزيوني، حيث قال في بيانٍ صحفي، إنه "قدّم أفضل ما لديه في هذا المجال طوال 24 عامًا، على مستوى التأسيس والقيادة في الكيانات والمؤسسات التليفزيونية التي عمل بها".

وأعرب الإعلامي خيري رمضان، عن حزنه، بعد إعلان محمد هاني، اعتزاله العمل التليفزيوني، واصفًا إياه بقوله: "من أنبل وأشطر من عمل في مهنة الإعلام.. مدرسة كبيرة".

وقال رمضان لـ"الوطن"، إن "هاني" كان من أقل الأجور على مدار مسيرته الإعلامية: "من أكثر الناس التي تعمل طوال اليوم، حيث يؤدي مهامه بحب واحترام، ولديه علم غزير".

وتابع: "زعلت إنه استقال، وكنت أتمنى ألا يستقيل، لكنه أدرى باختياراته في هذه المرحلة"، مضيفًا: "هو إضافة للمهنة حتى وإن كان جالسًا في منزله".

ومن جانبها، أعربت الإعلامية لميس الحديدي، عن حزنها الشديد جراء اعتزال محمد هاني، حيث قالت: "أمس، كان يومًا حزينًا على جميع العاملين داخل القناة، حيث إن اعتزال محمد هاني للعمل التليفزيوني لا يمثل خسارة لـ"سي بي سي" فحسب، بينما للصناعة الإعلامية كافة".

وقالت الحديدي لـ"الوطن"، إن "هاني" هو بمثابة العمود الأساسي، داخل القناة، لافتة إلى الاجتماعات التي كان يعقدها في أبريل 2011، والمتعلقة بتدشين القناة في يوليو من العام نفسه: "هو العقل المفكر المبدع والمحترم.. عقل المحطة وأساسها"، مؤكدة أنه صاحب أفكار البرامج الهامة التي عُرضت على القناة: "كان يختار أسماء البرامج والفقرات، وكان ضمن لجنة بالقناة مهامها قائمة على اختيار مسلسلات موسم رمضان، وكان يقرأ كل سيناريوهات جميع المسلسلات التي تُعرض على القناة".

وأوضحت أنه كان حريصًا على التواجد خلال تصوير حلقات "هنا العاصمة" مع الكاتب الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل، ويتابع التفاصيل كافة: "كان مايسترو هذه الحلقات، وهيكل دائمًا كان يقول لن أنتقل إلى قناة أخرى مهما كانت العروض، فكانت ثقته كانت في هاني وأنا كذلك".

وأشارت إلى أنها اكتسبت منه خبرات كثيرة: "كان ينصحني أن اعتصم بالمهنية مهما بلغت حدة الهجوم أو المشاكل، فكان يرى أن المقياس الوحيد يكمن في المهنية"، واصفة إياه بـ"رمانة الميزان".

وأبدت الإعلامية سهير جودة، مُقدمة برنامج "الستات ميعرفوش يكدبوا"، وزوجة محمد هاني، حزنها بسبب قرار الاعتزال، مؤكدة أنها لا تعلم ملامح تجربته الجديدة، موجهة رسالة له: "أثق في تفكيرك وصدق دوافعك".

ووصفت جودة لـ"الوطن"، محمد هاني بـ"صانع النجوم"، مضيفة: "يُعد من الأسماء المهمة في مجال الإعلام المرئي كصناعة وإدارة، وعلى مدار مشواره الإعلامي، لم يتباه بالإنجازات التي حققها"، مشيدة بأسلوبه الإعلامي، معتبرة أنه "يتسم بالدقة والموضوعية، كما أنه يحب النجاح، ويصنع نجومه بكل صدق".

وتابعت: "لا يوجد اسم كبير في الإعلام لم يتعامل بدرجة أو بأخرى معه"، لافتة إلى تعاونها معه في تجارب تليفزيونية كثيرة على مدار السنوات الماضية، موضحة أن الأهم في كل هذه المراحل أنها كانت تحمل تطويراً جديداً بشكلٍ شبه يومي، "كأنك تولد كل يوم"، حسب وصفها.

ووصفت الإعلامية منى عبد الغني، مُقدمة برنامج "الستات ميعرفوش يكدبوا"، بـ"صانع النجوم"، موضحة أنها تلقت عرضًا من محمد هاني، قبل ثمانٍ سنوات، بالتزامن مع تأسيس القناة، للانضمام إلى فريق المذيعين: "كنت متعاقدة مع إحدى القنوات وقتها، لكن انضممت إلى القناة الوليدة آنذاك، ثقة فيه، حيث انتقلت لها بالتراضي بين الطرفين"

وقالت عبد الغني لـ"الوطن"، إنها كانت متردد من الانضمام إلى "سي بي سي" في بداية الأمر: "كنت متخوفة إلى حدٍ ما، فلم أكن مذيعة محترفة، لكنه شجعني بأننا سنقدم محتوى مختلفًا، وبشخصيتي"، موضحة أنه وراء نجاح برامج القناة كافة، حيث كان حريصًا على المتابعة والتطوير طوال الوقت.

وتابعت إن قرار اعتزال "هاني": "هزني، فكنا نشعر بأننا في يد أمينة، فكان له قيادة حكيمة ورشيدة"، موجهة له رسالة بقولها: "مفيش حاجة اسمها اعتزال العمل الإعلامي، وأكيد سيتألق في أي مكان سيتواجد فيه، فهو بمثابة مؤسسة كاملة، وأسس كوادر إعلامية كثيرة".

كما أشارت الإعلامية مفيدة شيحة، إلى أن "هاني" يُعد هو صاحب فكرة برنامج "الستات ميعرفوش يكدبوا"، وكان حريصًا طوال الوقت على المتابعة والتركيز على أدق التفاصيل: "كان يضعنا على الطريق، ويرشدنا نحو الصواب دائمًا، فهو أستاذ لنا، وسوف أفتقده بشكلٍ كبير".

وأضافت شيحة لـ"الوطن"، أنه يدعم ويشجع الأفكار الجيدة، وكان حريصًا على إظهار الجوانب المختلفة في شخصيات مُقدمات البرنامج الثلاثة، متابعًة: "سأفتقده جدًا، وكنت أتمنى أن يظل متواجد في القناة"، موضحة أنه كان يرى برنامج "الستات" بمثابة حالة، ويرفض أن يُقارن مع أي برنامج آخر: "تقييمه للأشياء صحيح معظم الأوقات".

ووصفت الإعلامية جاسمين طه زكي، التي قدمت برنامج "البيت بيتك" على التليفزيون المصري، وكان يتولى "هاني" رئاسة تحريره، الأخير: "مبدع، دائمًا يُفكر بطريقة غير تقليدية، ويجتهد طوال الوقت، ويسعى إلى إظهار المضمون في أحسن صورة، وكذلك المذيعين الذي يتعاون معهم، وعرض المحتوى بشكلٍ جذاب ومشوق".

وتابعت: "كان يُعامل جميع مُذيعي البرنامج بنفس المسافة والحرفية، وتجربة العمل معه كان شيء ممتع"، مُعربة عن حزنها باتخاذه قرار الاعتزال: "حزنت، لأنه من الشخصيات التي من الصعب تكرارها، وأتمنى أن يتراجع عن القرار"، متمنية له النجاح والإبداع في التجربة الجديدة.