«7 ورقات كوتشينة»، «فتح عينيك»، «آخر الدنيا» وغيرها من الأعمال التي شارك فيها الممثل يوسف الشريف فى بداية مشواره الفني، إلا أن نقطة انطلاقته كانت من خلال «هى فوضى» بتوقيع المخرج يوسف شاهين، حتى قدم بطولته الأولى مع «العالمي» قبل 9 أعوام، والذى لم يكن موفقا أمام شباك التذاكر، ليتجه بعد ذلك إلى الدراما التليفزيونية، ويخلق لنفسه خطا مختلفا عن نجوم جيله، وعلى مدار 7 سنوات، أصبح منافسا قويا تدفع به شركات الإنتاج للمنافسة خلال الماراثون الرمضاني.

الحصان الرابح الذى يتصدر قائمة الأعلى مشاهدة فى رمضان، قرر أن يعود إلى السينما، اعتمادا على جماهيريته التي حققها خلال السنوات الماضية، ليخوض سباق موسم عيد الأضحى 2018 بـ«بنى آدم» مع الاحتفاظ بشريك النجاح السيناريست عمرو سمير عاطف.. ولكن هل معايير الأفلام هي نفسها في الدراما التليفزيونية؟.. بالطبع لا والإيرادات كشفت عن ذلك.

كانت بداية علاقة الثنائي «عمرو ويوسف» من خلال مسلسل «رقم مجهول»، الذى عُرض فى رمضان 2012، وسيطر الغموض والإثارة على الخط الرئيسي له، مما جعل الجمهور ينجذب إليه ويتابعه حتى النهاية، متفاعلين فى ذلك مع صراع الخير والشر، الذي يتناوله المسلسل، وحصل العمل على إشادات قوية من قبل النقاد، وكان بمثابة بداية تعارف بين يوسف الشريف ومشاهدي التلفزيون، بعده قدم «الشريف» عملين آخرين وهما: «اسم مؤقت» و«زي الورد».

وعاد الثنائي للعمل من جديد فى مسلسل «الصياد»، رمضان 2014، والذي يعتبره عمرو سمير عاطف من أنجح أعماله، حيث قال فى لقاء تليفزيوني فى فبراير الماضى على قناة «المحور»، «يوسف لمح لي كتير عشان أعمله مسلسل الصياد.. وكان ده أكتر عمل نجح في حياتي»، وجاء هذا المسلسل امتدادا لنجاحات يوسف الشريف بعد «رقم مجهول» و«المواطن إكس».

فى العام التالي قدم الثنائي مسلسل «لعبة إبليس»، الذي جاء على نفس خط الألغاز والنهايات غير المتوقعة، مما جعل المشاهدين يحاولون طوال شهر رمضان فك ألغازه، وجذبت هذه الطريقة عددا كبيرا من المتابعين، مما جعلهم ينتظرون أعمال الفنان يوسف الشريف فى كل رمضان، وافترق الثنائي فى مسلسل «القيصر»، الذي كتبه المؤلف محمد ناير، وحقق نجاحًا أيضًا.

عاد الثنائي مرة أخرى فى رمضان من العام الماضى، مقدمين أبرز أعمالهما، وهو مسلسل «كفر دلهاب» الذي حقق نجاحًا غير مسبوقًا، وتصدر يوسف الشريف قائمة المسلسلات الأعلى مشاهدة، بسبب جرعة الرعب التي تضمنها العمل، متناولًا قصة طبيب يسافر إلى كفر ملعون حيث تجهض النساء ولا يتم إنجاب أي مولود جديد، هذا إلى جانب ظهور العديد من حالات تلبس الجن للفتيات، ويؤكدن أن هناك امرأة تتحدث إليهن، ويبحث الطبيب عن هذه المرأة يكتشف أنها بالفعل كانت امرأة تعيش بالكفر تدعى (ريحانة)، وتم قتلها على يد مجهول، ولكن المفاجأة غير المتوقعة أن الجمهور اكتشف فى النهاية أن «الطبيب» ماهو إلا شيطان، انتقم من الجميع.

الفنان يوسف الشريف أعلن فى نهاية العام الماضي، عن عدم مشاركته فى موسم رمضان 2018، وذلك لتحضير لتجربة جديدة تعيده إلى شاشة السينما، بعد غياب 9 أعوام، وأن السيناريست عمرو سمير عاطف يعكف على كتابة السيناريو الخاص بها، ولم يكن لدى «عاطف» سوى تجربتين فقط في السينما؛ إحداهما نجحت والأخرى فشلت، الأولى «ولاد العم» بطولة كريم عبد العزيز، والثانية «الجيل الرابع» بطولة مجموعة من الشباب منهم أحمد مالك وليلى فوزي.

فيلم «بني آدم» كان مخاطرة كبيرة من النجم يوسف الشريف، وتحتاج سيناريو سينمائي وليس دراميا، لكي ينجح في عودته، فنجاحه في التليفزيون مع السيناريست عمرو سمير عاطف لا يعني أنهما بالضرورة سيحققان النجاح أيضًا في السينما، والدليل أن إيرادات العمل جاءت ضعيفة بين قائمة أفلام عيد الأضحى، ولم يحقق سوى 3 ملايين جنيه خلال 4 أيام عرض.

الفيلم تدور أحداثه في إطار بوليسي تشويقي مثير حول رجل أعمال يتهم بأعمال إجرامية، تلجأ إليه الشرطة في مهمة خطيرة.. فهل الأحداث ستتطور وتجعله متورطا، أم هناك جانب غامض غير معروف عنه؟ الفكرة وحدها تجعلك تشعر بأنك شاهدتها أكثر من مرة فى أعمال «يوسف» التليفزيونية، وربما كان هذا أحد الأسباب الذي جعل أغلب مشاهدي العمل ينتقدونه.

«بني آدم» بطولة دينا الشربيني، أحمد رزق، بيومي فؤاد، محمود الجندي، هنا الزاهد، ومحمود حجازي، وإخراج أحمد نادر جلال، وإنتاج مشترك بين تامر مرسي ووليد صبري.

فى النهاية.. الجمهور دائمًا ما يمل سريعًا، لذلك يجب على الفنانين إدراك هذا الأمر وتغيير جلدهم؛ فليس معنى نجاح الفنان يوسف الشريف فى تقديم الأعمال التي تتسم بالغموض أن يسير على هذا الخط دائمًا.