هناك نوع من الفنانين يؤمنون بأن الكوميديا في حد ذاتها هي رسالة هامة؛ بمعنى أنه ليس من اللازم أن يحتوي العمل الفني على رسالة هادفة فقط، ويكتفون بسرقة ضحكات الجماهير في قاعات السينما، وذلك لأن الضحك عملية أصعب بكثير من التراجيديا والبكاء، لعل من أشهر من يؤمنون بتلك المدرسة هو الفنان سمير غانم صاحب مدرسة "الضحك من أجل الضحك"، ليأتي حلفاؤه في هذا الجيل الذين من بينهم الفنان أحمد فهمي، الذي يشارك في سباق عيد الأضحى السينمائي الحالي بفيلم "الكويسين"، والذي يُعتبر الفيلم الكوميدي الوحيد بين سبعة أفلام تتنافس في موسم ساخن.

ساعتان من الضحك تُتاح لك حينما تقرر مُشاهدة "الكويسين" وحجز تذكرة السينما، يأخذك فيها الفيلم في رحلة مُسلية بين عائلة "الكويسين"، التي تتكون من "عارف كويس" كبير العائلة، الذي يجسد شخصيته الفنان حسين فهمي، ورب الأسرة "حافظ كويس"، الذي يجسد شخصيته الفنان بيومي فؤاد، الذي يظهر في ثوب الرجل البخيل والمتزوج من شيرين رضا التي تجسد شخصية الأم "بوسي كويس"، ولديها ابنتان هما "مزاج كويس" -تارة عماد-، و"عايشة كويس" -جيلان علاء- التي تُعاني من إعاقة ذهنية وتتزوج من الدكتور لطيف -عمرو وهبة-.

هذه العائلة تفقد ابنا لها منذ سنوات وهو الطفل "مظهر كويس"، وتبحث عنه الأسرة كثيرًا، إلى أن يأتي -أحمد فهمي- مُستغلًا الشبه بينه وبين مظهر كويس ويدخل العائلة على أنه الطفل المفقود، وتأتي معه شقيقته -أسماء أبو اليزيد- تلعب دور زوجته أمام العائلة، ويستخدم القزم "عم مظهر" -أحمد فتحي- ويدخل العائلة على أنه ابن "مظهر كويس" وزوجته "غزال".

أول مرة ممثل فقط

فيلم "الكويسين" هو الفيلم الأول الذي يبتعد فيه الفنان أحمد فهمي، نجم العمل، عن كتابة السيناريو، عكس ما اعتاد في تجاربه الماضية، وترك مُهمة الكتابة للسيناريست أيمن وتار، معروف أن "فهمي" قبل أن يظهر كممثل، اشتهر في الوسط الفني كسيناريست ومؤلف للعديد من الأفلام الناجحة، من بينها "كده رضا" و"بوشكاش" اللذان قدمهما قبل تجربة فيلمه "ورقة شفرة" ويشكل ثلاثيا مع شيكو وهشام ماجد.

واستمر "فهمي" بعدها في كتابة جميع أفلامه بجانب كتابته السيناريو لعديد من النجوم، مثل "فاصل ونعود" لكريم عبد العزيز و"H دبور" لأحمد مكي، لكن فهمي قرر هذه المرة ترك الأمر لمؤلف آخر، مثلما فعل هشام ماجد وشيكو في الموسم الماضي حينما تركا مُهمة الكتابة في فيلمهما "قلب أمه" لأشخاص آخرين على غير عادتهما، وهما أحمد محيي، ومحمد محمدي، والفكرة كانت لتامر إبراهيم.

أول مرة مع تامر مرسي

اعتاد أحمد فهمي التعاون مع جهات إنتاجية محددة، مثل شركتي "نيو سنشري" و"تي فيجن"، وذلك في أعماله السابقة سواء سينما أو تليفزيون، لكن فيلم "الكويسين"، يُعد التجربة الأولى له مع المُنتج تامر مرسي، الذي يشتهر عنه كثرة أعماله التي يشارك بها في الموسم الواحد، وفي موسم الأضحى السينمائي، يشارك "مرسي" بفيلمين دفعة واحدة وهما "الكويسين" كفيلم كوميدي، و"بني آدم" كفيلم أكشن.

أول مرة مع حسين فهمي

نجح "الكويسين" في إعادة النجم الكبير حسين فهمي مرة أخرى للسينما، بعد آخر فيلم قدمه عام 2009 بعنوان "لمح البصر"، الذي واجه ظروفا صعبة، حتى إنه لم يتم عرضه في السينمات، ولم يشاهده الجمهور إلا على شاشات التليفزيون، والتجربة التي سبقته كان فيلم "قصاقيص العشاق" عام 2003، وهو فيلم لم يحظ بإقبال جماهيري أيضًا، لذلك قرر "فهمي" وضع تركيزه الكامل في الدراما التليفزيونية، وقدم العديد من المسلسلات السنوات الماضية، لكن يشهد "الكويسين" عودة قوية لـ"فهمي"، الذي يحرص على تطبيق نصيحة نور الشريف بأن هُناك ضرورة حتمية بأن يتم تسليم الراية من جيل لجيل ومشاركتهم أعمالهم كأدوار ثانية، مثلما فعل "الشريف" مع أحمد عز في "مسجون ترانزيت"، على سبيل المثال.

"الكويسين" يعتبر الفيلم الأول الذي يجمع حسين فهمي وأحمد فهمي، بعد انفصال الأخير عن "منة" ابنة الفنان الكبير؛ حيث لم يستمر زواجهما سوى ثلاثة أعوام فقط، وطلقا في الشهور الأولى من العام الجاري، وكلاهما ارتبط من آخر قبل فترة قصيرة؛ فتزوجت "منة" من المحامي الشهير طارق جميل، وعقد أحمد فهمي خطوبته على الفنانة الشابة هنا الزاهد.

إيرادات فيلم "الكويسين" تلعب في المنتصف أو كما يقال في "المنطقة الدافئة"، فإذا قمت بترتيب أفلام عيد الأضحى حسب الإيرادات ستجد أن هناك ثلاثة أفلام تصدرت، وهي "تراب الماس"، "البدلة" و"الديزل"، ليأتي بعدها فيلم "الكويسين" ومن بعده ثلاثة أفلام أخرى، وهي "بني آدم"، و"سوق الجمعة" و"بيكيا"، وذلك بعدما حقق "الكويسين" 5 ملايين جنيه في أربعة أيام عرض، ومن المتوقع أن تزيد إيراداته الأيام القادمة.