سجل الدكتور مصطفى رمزى، الطبيب بقسم المخ والأعصاب بمستشفى الحسين الجامعي التابعة للأزهر الشريف، حالة من الفرحة والسعادة الكبيرة لدى قطاع عريض من رواد مواقع التواصل الاجتماعى، بعد تداول صورا له وهو يسير وسط المارة بالشارع، مرتديا ملابس العمل ويحمل طفلا مريضا، يذهب به إلى جامع الأزهر الشريف لحضور صلاة العيد.

ونالت صور رمزي، إعجابا كبيرا لدى رواد السوشيال ميديا، مشددين على ضرورة تسليط الأضواء على النماذج الإيجابية، وعلق أحدهم: "صورة العيد بالنسبة ليا، دكتور من مستشفى الحسين الجامعى شايل طفل مريض من المستشفى لحد المسجد ورايح يصلى بيه، صلاة العيد فى الأزهر".

وأكد الدكتور إبراهيم الدسوقى، مدير مستشفى الحسين الجامعى، أن إدارة المستشفى تعمل بشكل دائم على توفير الخدمة الطبية للمرضى، وأن ما أقدم عليه الطبيب بقسم المخ والأعصاب باصطحابه للطفل المريض معه إلى صلاة عيد الأضحى المبارك، بمثابة "أمرا عاديا ولا يستحق كل هذه الضجة على السوشيال ميديا"، قائلا: "ما فعله مصطفى أمر طبيعي وعادى، ويحدث مرات عديدة فى حياة كل طبيب، وهو نوع من التعاطف بين الطبيب والمريض".

وأوضح مدير مستشفى الحسين لـ"التحرير"، أن الواقعة تعود إلى طلب أهل الطفل "ياسين محمد"، اصطحاب الطفل معهم إلى صلاة العيد، ووافقت إدارة المستشفى لى طلبهم بعد التأكد أن خروج الطفل للصلاة ليس به أى خطورة على صحته، لكن صباح يوم العيد، لم يأت والد الطفل، فاضطر الطبيب إلى اصطحاب الطفل للصلاة من باب التعاطف وإشراكه فرحة العيد، بعد استئذان المشرف، وذلك حفاظا على حياة الطفل وحالته الصحية.

وتابع الدسوقي: "أى طبيب خلال مشواره الطبي تعرض لمثل تلك الحالات بل وأكثر، وأنه خلال عمله كطبيب للأنف والأذن جاءت له حالات لا تستطيع البلع مطلقا، فكان يقدم لهم الطعام بنفسه، من باب التعاطف مع حالة المريض الصحية، وأن ما حدث مع ياسين ليس بغريب ولا جديد على مهنة الطب".

وأشار إلى أن وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد، أجرت اتصالا هاتفيا مع الطبيب مصطفى رمزى، استغرق نصف ساعة، ووجهت له الشكر والثناء على ما فعله، وأكدت أن الوزارة ستقوم بتكريمه عقب إجازة عيد الأضحي المبارك.

وأوضح مدير المستشفى، أن الطفل يدعى ياسين محمد، من سكان القناطر الخيرية، ومحجوز بالمستشفى منذ 5 شهور، وأجرت له المستشفى بمعرفة أهل الاختصاص من الأطباء ما يعادل 4 عمليات، ويتبقى له عملية أخرى، مشيرا إلى أنه يعاني من ارتشاح بالمخ، وحالته الصحية مستقرة وفى تحسن ملحوظ.

وفسر الدسوقى، اهتمام رواد مواقع التواصل الاجتماعى بما فعله طبيب الأزهر والثناء عليه، بأن المجتمع المصرى لم ير مثل هذه المشاهد منذ عدة سنوات، فضلا عن السلبيات التى تنشر عن قطاع الصحة عبر وسائل الإعلام المختلفة، ما دفع البعض لوصف تلك الأفعال بالأمر الجميل، فى حين أنها موجودة لدى قطاع عريض من الأطباء، موجها كل الشكر على الاهتمام سواء من الإعلام أو السوشيال ميديا، على إبراز صورة طبيب الأزهر بالمظهر الحسن والثناء عليه بالعبارات الجميلة.