| محطات في حياة لبنى عبد العزيز.. «عروس النيل» التي هاجرت بسبب عبد الناصر | BeLBaLaDy

التحرير الإخبـاري 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
ملخص 8a5f739359.jpg

لبنى عبد العزيز، عملت بالإذاعة منذ العاشرة من عمرها حتى تحولت إلى مذيعة كبيرة، حاورت نجيب والسادات، انتقلت من خلال "الوسادة الخالية" إلى السينما، ثم تركت مصر مدة 28 عامًا بسبب ناصر.

لبنى عبد العزيز.. "هاميس" عروس النيل، الإذاعية والإعلامية الكبيرة، صاحبة الأنوثة الطاغية، لأجل الزواج منها أسلم المنتج الأهم في تاريخ السينما المصرية رمسيس نجيب، فتاة أحلام ملايين الشباب في الخمسينيات والستينيات، ونجمة السينما في سنوات عشر تغيّبت عقبهم لسنوات طويلة، وصلت إلى 40 عامًا عن الوسط الفني بعد زواجها وهجرتها وإثارها الحياة الأسرية على الفنية، ورغم اعتزالها مبكرًا إلا أنها حفرت اسمها بحروف ذهبية على الشاشة الفضية، يعجز الزمن عن محوها.

وهي لبنى حامد عبد العزيز، المولودة في 1 أغسطس 1935، منذ صغرها وكان والدها الصحفي والكاتب والمسرحي يبث فيها روح الدراما والأدب، وكان يشتري لها الكُتب بدلًا من العرائس، وتلقت تعليمها في مدرسة سانت ماري للبنات، ثم أكملت تعليمها بعد ذلك في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، بعدما صممت على الدراسة بها، على الرغم من أنها لم يكن فيها عدد كبير من المصريين، وهناك شاركت بفريق التمثيل، لتقدم بعض المسرحيات على مسرح الجامعة، ويمكن التركيز في مشوارها على 4 محطات هامة من حياتها، وهي:-

حفل تخرج لبنى عبد العزيز

الإذاعية الكبيرة

مشوارها بدأ من الإذاعة المصرية، وهي لا تزال ابنة 10 أعوام، وذلك بعدما شاهدها عبد الحميد يونس مدير البرامج الأوروبية آنذاك، وهي تُلقي بعض الأشعار، فعرض على والدها أن تعمل بالإذاعة، وتحديدًا في ركن الطفل باللغة الإنجليزية، فتطوعت لتقديم البرنامج بعد رحيل الإنجليز، الذين يقومون بتنفيذه، وبعد 3 أعوام فقط أصبحت مسؤولة عن تقديم برنامج "ركن الأطفال"، وأصبحت هى المعدّة والمذيعة والمخرجة وهي في عمر 14 عامًا.

المسؤولون في الإذاعة كانوا في حيرة من أمرهم بسبب لبنى عبد العزيز، فكيف يدفعون لها راتبًا، وهي ما زالت قاصرًا، وأخذ هذا الموضوع منهم جلسات ومناقشات عديدة، ولكن في النهاية استقر الأمر على أن تعمل كموظفة بدون راتب، حتى يصل عمرها لستة عشر عامًا، وقد كان.

موقف جمعها في سن الـ16 عامًا بالسيدة أم كلثوم في استوديو 24 الذي كان يتم من داخله تقديم البرامج الفنية وبرامج الأطفال باللغة الإنجليزية، حيث صادف أن كوكب الشرق كانت تقوم بالتمرينات داخل نفس الاستوديو الذي كان يُفترَض أن تقوم فيه لبنى وزميلاتها بإجراء تمريناتهن، لكن أم كلثوم تأخرت عن موعدها واستمرت في الوقت المخصص لعبد العزيز وزميلاتها، وعليه، فقد طلبت لبنى من مسؤولي الاستوديو إنهاء تمرينات الست بسبب موعد تمرينها، لكنهم رفضوا بحجة أنهم لا يستطعيون إنهاء تمارين أم كلثوم، لكن إصرارها على حقها، دفع رئيس قسم الهندسة صلاح نصر إلى الاعتذار لكوكب الشرق ونقل تمريناتها لاستوديو آخر، ولقد كانت أم كلثوم تتابع ما يحدث، فذهبت إلى لبنى بعد انتقالها إلى استوديو آخر لتقول لها "جدعة"، وذلك حسب رواية سردتها "عبد العزيز" في كتاب "عروس النيل" الصادر عن المهرجان القومي للسينما بمناسبة تكريمها عام 2014.

انقطعت فترة عن الإذاعة لإكمال دراستها الجامعية في الخارج بعدما حظيت بمنحة، حيث نالت الماجستير في التمثيل في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، وراسلت جريدة الأهرام من هناك، وحين عادت عملت بالصحفية، وقررت استكمال البرنامج، لكن بعد تغيير اسمه ليصبح "العمة لولو"، وصدر قرار عاجل بتعيينها في الإذاعة، ومن البرامج المهمة التي قدّمتها عقب ذلك "بورتريه"، وحاورت فيه كبار الشخصيات العامة والمثقفين أمثال: محمد حسنين هيكل، وطه حسين، وتوفيق الحكيم، وإحسان عبد القدوس، وصلاح طاهر.

حاورت ضمن البرنامج الرئيس محمد نجيب، وقالت عن ذلك في حوار لمجلة "الجزيرة": "ذهبت للتسجيل معه بتكليف رسمي، وأنا أرتعد لشعوري أنه رجل صعب وشديد، وفور جلوسي أمامه نسيت كل الأسئلة وظل الرجل وقتًا طويلًا ينظر لي، ثم ابتسم بعد أن أدرك موقفي، فبدأ هو بالحديث، وأزال عني الرهبة فتوالت الأسئلة من جانبي بعيدًا عما كنت أعددته فجاءت تلقائية تمامًا"، مضيفة أنها تبادلت معه المواقف الطريفة التي تعرض لها خلال رحلته العسكرية، وفي نهاية اللقاء قال لها: "أكيد بقينا أصحاب مش كده؟".

حاورت كذلك الرئيس أنور السادات، وكان آنذاك عضوًا في مجلس قيادة الثورة، وقالت عن ذلك في حوار لمجلة "الجزيرة": "ذهبت للتسجيل معه في فيلته بالهرم، وأذكر أن ملابسه كانت عادية جدًّا دون تكلف أو مبالغة، قبل بدء التسجيل فوجئت به ينهض من مكانه ويهتف بصوت عالٍ: (لبنى)، فانتفضت من المقعد الذي كنت أجلس عليه وشعرت بقلق شديد، فأدرك هو رد فعلي وضحك، وقال لي: أنا أنادي على ابنتي لبنى لكى تتعرف عليك وتكتسب منك أسلوبك، وبالفعل قدّمها لي وجعلها تحضر التسجيل معه".

التقت كذلك الرئيس الرحل جمال عبد الناصر أكثر من مرة، منها حينما كانت تدرس "علم النفس" بالجامعة الأمريكية، حيث قدّمته على المسرح للحضور بناء على طلب رئيس الجامعة، وحين زار الجامعة في المرة الثانية قال: "عايز اللي قدمتني أول مرة تقدمني"، والتقته مرة أخرى عندما منحها وسام النيل، وهو أعلى وسام في مصر آنذاك، وحينما سألت عن سبب تكريمها، علِمت أنه بسبب نشاطها الإذاعي الكبير أثناء العدوان الثلاثي على مصر، حيث تمت ترجمة برامجها إلى لغات كثيرة، وكشفت خلالها فضائح وجرائم الإسرائيليين، كما طلب ناصر من أمين حماد رئيس التليفزيون آنذاك، أن تُقدم برنامجا في التليفزيون، وهو ما حدث وقدّمت برنامجًا من إعداد مفيد فوزي، يحكي عن الناس والقهاوى ومعرفة أفكار الناس ومزاجهم العام.

تكريم ناصر للبنى عبد العزيز

السينما

في عام 1957 كانت البداية الفنية الحقيقية للبنى عبد العزيز بعد أن التقت المنتج رمسيس نجيب والمخرج صلاح أبو سيف في استوديو "نحاس"، حيث كانت ذاهبة لهناك لكتابة مقالة للأهرام عن الاستوديوهات والمقارنة بين استوديوهات مصر واستوديوهات أمريكا، وعرض عليها الثنائي العمل في السينما، لكنها رفضت، إلى أن اتصل بها عبد الحليم حافظ الذي طلب منها مشاركته في بطولة فيلم "الوسادة الخالية"، فلم تستطع رفض هذا العرض، وحقق العمل نجاحًا كبيرًا في ذاك الوقت، وتقاضت عنه ألف جنيه.

تقول عن ذلك في حوار لـ"الراي"، يونيو 2016: "منذ دخولي الفن لم تكن لي أي علاقات داخل الوسط الفني، خصوصًا أنني دخلته بالمصادفة، صحيح أنني كنت ممثلةً وأدرس الدراما في الجامعة الأمريكية، لكن حتى ذلك الوقت لم يكن التمثيل مقبولًا من العائلات وقتها، غير أنني أردتُ أن أجرب، وإحسان عبد القدوس جاري وصديق العائلة كان يشجعني على خوض هذه التجربة، ويلح عليّ أن أقدّم فيلم (أنا حرة)، لأنها قصة حياتي أنا وهو، وفي هذا الوقت عبد الحليم كان بيجهز فيلم (الوسادة الخالية)، وأنا قلت أجرَّب في هذا الفيلم أولًا، وكان شرطي عليهم ألا أوقع عقدًا إلا بفيلم واحد، وإذا نجح استمر.. كنت عاشقة للمسرح العالمي ولا أعرف شيئًا عن الفنانين المصريين حتى عبد الحليم حافظ، وعندما وافقت على الفيلم طلب مني صلاح أبو سيف مشاهدة آخر أفلامه لأعرف أسلوبه في التمثيل، وأذكر أنه كان فيلم (شباب امرأة)، وأعجبت به جدًا، ومن هنا بدأت أتابع السينما المصرية".

توالت أعمالها بعد ذلك وقدّمت 18 فيلمًا خلال عشر سنوات، من أبرزها "عروس النيل، وا إسلاماه، غرام الأسياد"، وغيرها، وعملت مع أبطال بارزين عدة، ومنهم يحيى شاهين، شكري سرحان، رشدي أباظة، حسين رياض، عماد حمدي، أحمد مظهر، عمر الشريف، أحمد رمزي، محمود مرسي، حسن يوسف، كما ازدادت الأزمة بين حليم وفريد الأطرش بسببها، حيث غضب الأول عندما قدّمت فيلم "رسالة من امرأة مجهولة" (1962) مع الأخير، خاصةً أن العندليب كان يريدها أن تشاركه أحد أفلامه، لكنها اعتذرت بسبب فيلم فريد، ثم قاد حليم حملة هجوم ضدها من منطلق غيرته الفنية.

تعاونت أيضًا مع عدد من المخرجين الكبار، حيث قدّمت أربعة أفلام مع مخرج الواقعية الراحل صلاح أبو سيف، إلا أن مخرج الروائع الراحل حسن الإمام اكتشف مواهب جديدة فيها بشهادة الجميع، حيث صنع منها ممثلة مختلفة عندما قدمها في دور "خادمة" في فيلم "هي والرجال" (1965)، وهو العمل الأحب إلى قلبها من بين مجمل أفلامها، ثم قدّمها "متسولة" في فيلم "إضراب الشحاتين" (1967)، فقد أتاح لها أن تتلون بعيدًا عن أدوار الرومانسية والكوميدية التي كانت سمة العصر حينها.

الزواج.. والاعتزال.. والهجرة

رغم أن بداية المشوار الفني للبنى عبد العزيز، إلا أن رمسيس نجيب هو من أقنع والدها بعملها بالفن، لتكون بدايتها من خلال فيلمه "الوسادة الخالية"، ووقع المنتج سريعًا في غرامها وعرض عليها الزواج، وتخلى عن ديانته المسيحية، وكان طلاقهما بمثابة مفاجأة مدوية، وقالت عن ذلك لمجلة "الموعد" (1965): "بالرغم من كل المتاعب التي واجهناها معًا لم أفقد الأمل في استئناف حياتنا الزوجية، ولكن ورقة الطلاق قتلت الأمل وأنهت القصة الطويلة نهاية مؤلمة"، حيث فوجئت بتليفون من محامي نجيب، يرجوها بلطف أن ترسل إليه من يتسلم ورقة طلاقها.

عقب ذلك تزوجت لبنى من الدكتور إسماعيل برادة بعد قصة حب عاشاها معًا داخل أروقة الإذاعة، واستمرت في تقديم أعمالها حتى اعتقل نظام الرئيس جمال عبد الناصر زوجها لمدة 24 ساعة، ما دفعه إلى اتخاذ قرار بالهجرة إلى أمريكا في أواخر الستينيات، وهناك قررت اعتزال الفن وهي في عز مجدها وشهرتها، وذلك لتهتم بحياتها الزوجية وتوفر الجو الأسري السليم لأبنائها، واستمر زواجها قرابة 45 عامًا، وعاشت حياة زوجية سعيدة، وعادت إلى مصر مع بداية الألفية الجديدة بعدما قضت بالخارج 28 عامًا، وتوفي زوجها، ونتج عن زواجهما ابنتان هما "سارة ومريم"، وأصبحت لبنى عبد العزيز جدّة لثلاث حفيدات هن: "مريم وسارة ودينا".

تقول لمجلة "دنيا الوطن" عام 2008، عن تلك الفترة: "لم أشعر بطعم الحياة في أمريكا، العلاقات الاجتماعية هناك محدودة، وعندما ذهبنا في أعقاب النكسة عشنا سنوات من القهر والاضطهاد بسبب هزيمتنا في يونيو 1967، وبعدها أعادت لنا انتصارات أكتوبر 1973 وجهنا العربي المشرف وطالت رؤوسنا وقهرنا الهزيمة والألم الذي عشناه منذ 67 حتى 73".

وتقول لـ"الراي": "موضوع الاعتزال لم يكن في ذهني بالمرة، فعندما تزوجتُ من الدكتور إسماعيل طلب مني أن أسافر معه عدة شهور لترتيب حياته في أمريكا، وبالفعل سافرت بنية العودة بعد شهور، بدليل أنني وقعت 3 أفلام مع سعد الدين وهبة، وكان من بينها فيلم (خلي بالك من زوزو) الذي كان يحمل اسم (بنت العالمة)، لكن عندما سافرتُ شعرتُ بأن أسرتي تحتاج إليّ كثيرًا، ويتعين عليّ أن أختار بينها وبين الفن، فاخترت الأسرة".

الوسادة ما زالت خالية

عادت في 2006 واستأنفت نشاطها الفني بالمشاركة في المسلسل الإذاعي "الوسادة ما زالت خالية"، ثم قامت بدور "دولت الدسوقي" في مسلسل "عمارة يعقوبيان" (2007) مع النجم صلاح السعدني، وقدّمت مسرحية "سكر هانم" في 2010، وآخر أعمالها مع محمود ياسين في فيلم "جدو حبيبي" عام 2012.

تتفرغ اليوم للعمل الإذاعي، وعادت لتُقدم برنامجها "ركن الطفل" في البرنامج الأوروبي، والذي لم يعد برنامجًا مقدما للطفل بقدر ما هو اكتشاف لعالم الأطفال، وتكتب مقالًا أسبوعيًا بالإنجليزية في صحيفة "الأهرام ويكلي"، ولديها محاولات عديدة لكتابة سرد قصصي عن تاريخ مصر القديمة.

| BeLBaLaDy

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" التحرير الإخبـاري "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
close
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??