«دوار البوم».. فيلم مغربى يستعيد ذكريات «سنوات الرصاص» | BeLBaLaDy

بوابة الشروق 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

ضمن الخيارات الرائعة لدورته الحادية عشرة، عرضت شاشة مهرجان وهران الدولى الفيلم المغربى «كيليكس.. دوار البوم» تأليف وإخراج عزالعرب العلوى.
الفيلم المأخوذ عن وقائع حقيقية، وسيرة لأشهر معتقل سرى فى سبعينيات القرن الماضى والتى اطلق عليها «سنوات الرصاص»، حيث تدور الأحداث فى «دوار البوم» تلك القرية النائية الواقعة بين جبال الأطلس الكبير، وهو تجمع سكنى لعائلات وحراس معتقل سرى ظل وجوده خارج التاريخ لمدة طويلة حتى بداية التسعينيات من القرن الماضى، وهى الفترة التى اطلق عليها «سنوات الرصاص»، احدى اكثر المراحل صعوبة التى عبرها المغرب، إلا أنه فى حقيقة الأمر ما هو إلا سجن كبير يحتجز الجميع حراسا ومعتقلين.. السجان والسجين فيها سواء.. معتقلان، الأول معتقل الجسد، والثانى معتقل الروح.. تلك هى الرؤية التى يطرحها الفيلم الروائى المغربى.
على موسيقى موحية اكثر من رائعة وأداء متناغم ومتميز، وصورة واقعية لحظات النور فيها نادرة بل لم تسطع سوى مع مشهد النهاية.
اختار المخرج التركيز على السجانين، الحراس البسطاء، وهم مواطنون أوهمهم المسئول باطلا، بأن سجناء المرحلة ملحدون وأعداء للوطن قدموا من بلدان بعيدة لتخريبه.
على طريقة الفلاش باك، حيث نرى بطلنا الناجى الوحيد وهو يمسك بمرآة ينظر إلى نفسه فيها مندهشا، فقد تغيرت ملامحه، مأساة الاعتقال السياسى، وقسوة يوميات حياة السجانين فى المعتقلات السرية، من خلال تسليط الضوء على علاقتهم بالسجناء والممارسات اليومية داخل السجن، والجو الرهيب السائد بين الشخصيات والذى نشعر بثقله داخل الفيلم، ونشاهده على وجوه الحراس، ووجوه أقاربهم، ونكتشف تأثيره على نفسياتهم، وكأن العمل يسعى إلى حفظ جزء من الذاكرة المغربية بحسب شهادة مخرجه، فشخوص الفيلم اختلفت مصائرها، ودفعتها الأقدار إلى أن تكتشف حقيقة أن «دوار البوم» ما هو فى واقع الأمر إلا سجن كبير يضم الجميع، السجناء والحراس وأسرهم.. بعد اكتشافهم أن السجن دخله أيضا أبناؤهم الذين اختفوا. وقد جسد الابطال أدوارهم بحرفية عالية «محمد الرزين» فقيه القرية العسكرية الذى وصل إلى قمة التقمص أثناء لحظة وفاة ابنه وتغسيله، والناجى حسن، وحسن باديدة «العسكرى سعيد»، وكمال كاظمى «حميد» ونعيمة المشرقى وراوية وأسماء الساورى ومحمد بوصبع «الكولونيل» الذى ظهر بشخصية استثنائية، تجنح نحو السادية، ويظهر هذا فى حبه وتعلقه القوى بكلبته، وصرامته وظلمه وتعذيبه لسجنائه وجنوده، ومحمد الصوصى العلوى وكنزة فريدو وجمال لعبابسى ومحمد طوير الجنة وحميد نجاح وعبدو المسناوى».
أهم ما يميز السيناريو أنه يقدم عدة حكايات إنسانية تدور فى إطار الحكاية الأساس، من بينها حكاية شخصية العسكرى حميدة المقرب من الكولونيل، وحامى أسرار المعتقل والتى تتأرجح بين الخير والشر، الظلم والعدل، بين الكره والحب، وشخصية الفتاة المتعلمة التى عادت إلى دوار البوم بعد ان عاشت سنوات فى المدينة وتسعى إلى أن تحارب الأمية فى أوساط أطفال دوارها، لكنها تواجه الجهل والعقليات المتحجرة، وترفض الزواج من شاب لا يعى واقعه، وهو أحد حراس المعتقل السرى، وتهرب فى ظروف صعبة مع «حسن الذى اختارته ان يكون شريكا لحياتها، قبل أن يلقى حتفه هو الآخر، وتنجح فى تهريب ملف من ملفات المعتقل السرى الذى عذب وقتل فيه شقيقها، إلى خارج الدوار.. وكم كان اداؤها قويا وصادقا ومقنعا أضفى لمسة رومانسية على الفيلم، الذى تشكلت احداثه بلون القسوة.
الفيلم تمتزج فيه أرواح شخصياته ببعضها البعض، فى كادرات جمالية وممتعة سينمائيا، وهو نموذج متميز للغاية من السينما المغربية بسحرها الخاص وتركيبتها المختلفة البعيدة عن النمطية السائدة.
وقال المخرج عزالعرب العلوى عقب العرض إن الرسالة التى أراد إيصالها من خلال فيلمه هى ضرورة عدم العودة إلى ما يسمى بـ«سنوات الرصاص».
وأوضح العلوى أن الفيلم موجه للجميع، فيستطيع شخص أن يشاهده وهو لا يعرف شيئا عن القضية، ويمكن أن يشاهده آخر يعرف عن القضية الكثير.
وكشف أن عرض الفيلم بالقاعات سيكون شهر سبتمبر، بعد عرضه بمهرجان وطنى داخل المغرب وعرضه العالمى الأول بوهران.

| BeLBaLaDy

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" بوابة الشروق "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
close
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??