خامنئي يلوح بإغلاق المضيق.. طبول الحرب تدق في هرمز | BeLBaLaDy

مصر العربية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تتجه الأنظار تجاه أحد أهم الممرات الملاحية الدولية في العالم، تحديدا إلى مضيق هرمز، عقب تهديدات لوّح بها المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، بإغلاق المضيق أمام الدول المصدرة للنفط في حال عدم السماح لإيران بتصدير نفطها.

 

وقال خامنئي: "إذا حُظر على إيران تصدير نفطها لن تقوم أي دولة أخرى بتصدير النفط"، في إشارة لإغلاق مضيق هرمز في الخليج العربي أمام حركة تجارة النفط.

 

ليس هذا التهديد الإيراني الأول بإغلاق المضيق، فقد كان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد قال مطلع يوليو الجاري، ردا على تصريحات لمسؤول في الإدارة الأمريكية طالب فيها بوقف استيراد النفط من طهران بشكل تام، إن محاولة أمريكا وقف استيراد النفط من إيران "أمر جنوني"، وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية "لم تفكر بعواقبه".

خامنئي

 

تصريحات روحاني، سبقها تصريحات لقادة بالجيش والحرس الثوري الإيراني هددوا فيها بإغلاق المضيق أيضا.

 

مراقبون  أوضحوا أن تلويحات إيران الأخيرة، تمهد لصدام قد ينتج مع طهران مستقبلا، وربما يدفع بمزيد من التعقيدات بشأن العلاقات الغربية وإيران، خصوصا وأن الغرب يعتمد على غالبية تجارته النفطية من هذا المضيق.

 

عقوبات اقتصادية

 

في حين، يؤكد محللون أن إيران لا تمتلك اليوم المقومات التي تؤهلها لاستخدام القوى الجيوسياسية بالمنطقة، خاصة في وقت تحولت فيه العقوبات الاقتصادية إلى أزمة داخلية، ما يجعل طهران غير قادرة على الوقوف في وجه الولايات المتحدة، قياسًا بالتوترات السابقة بين الجانبين.

 

ويعد مضيق هرمز، المعبر المائي الوحيد الذي يصل بين الخليج العربي والمحيط الهندي، وهو معبر يكتسي أهمية إستراتيجية كبيرة. ووفقا لإحصاءات الهيئة الأمريكية لمعلومات الطاقة، فإن مضيق هرمز يؤمن عبور قرابة 40% من صادرات الطاقة العالمية، بمعدل مرور ناقلة نفط واحدة في كل 5 دقائق.

وفي عام 2016 مر عبر مضيق هرمز رقم قياسي من براميل النفط بلغ 18.5 مليون برميل يـومـيـاً وفق تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية آنفة الذكر، ففي ذاك العام بلغ الطلب العالمي على النفط 96.6 مليون برميل في اليوم حسب وكالة الطاقة الدولية التي مقرها باريس.

 

وفي حال أغلقت إيران مضيق هرمز، فلن يؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعار النفط فحسب، بل سيقطع العصب الأكبر للاقتصاد العالمي، وهذا سيمثل صدمة لا يمكن تقديرها بالنسبة لأوروبا وأمريكا..

 

الدول المنتجة للنفط

 

كما أن إغلاق المضيق له تأثيرات كبيرة أيضا على الدول المنتجة للنفط والواقعة على ضفاف الخليج العربي. ورغم أن السعودية والإمارات قد نجحتا في توصيل أنابيب لنقل النفط بعيدا عن مضيق هرمز، في محاولة لتقليص التأثير الإيراني على سوق النفط الخام، لكن قدرات هذه الأنابيب على نقل النفط تبقى محدودة، ولا يزال الجزء الأكبر من نفط الدول الخليجية المنتجة يمر عبر مضيق هرمز.

 

وبالرغم من تهديد طهران بإغلاق مضيق هرمز خلال زيادة وتيرة التوترات مع الجانب الأمريكي في فترات سابقة، إلا أنها لم تتخذ أي خطوات من شأنها توليد نتائج ثقيلة ضدها، سواء بموجب القوانين الدولية، أو موازين القوى العالمية.

 

ومع أن احتمال إغلاق إيران للمضيق يبدو ضعيفًا، إلا أنه قد يكون السبب في إحداث مشاكل هائلة لنظامها قد تُعجل بنهايته، مع انتشار مشاكل اجتماعية واقتصادية داخلية عديدة في أنحاء إيران، من قبيل ارتفاع الأسعار، والتضخم، والبطالة، والفساد، والجفاف، ونقص المياه.

وفي الوقت الذي قد يفضي فيه إغلاق إيران للمضيق إلى ارتفاع أسعار النفط لصالح السعودية، والإمارات، وروسيا، والولايات المتحدة، ستؤدي هذه الخطوة لإلحاق الضرر بالصين والدول الأوروبية.

 

ووفق تقارير، يعتبر النفط من أهم موارد إيران المالية، وتنتج نحو 3.8 مليون برميل من النفط الخام يوميًا، وتصل صادراتها منه إلى 2.3 مليون برميل يوميًا.

 

وحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية  (EIA)، فإن مضيق هرمز يعد المضيق الأول حول العالم من حيث كمية النفط التي تمر عبره، إذ بلغ معدل مرور النفط اليومي منه عام 2016، حوالي 18.5 مليون برميل، ما يشكل نحو 40% من تجارة النفط عبر البحار.

 

حرب إقليمية

 

وفي تصريحات سابقة لـ"مصر العربية" قال المحلل السياسي اليمني، قاسم الحمداني، عضو الجبهة الجنوبية لمواجهة الانقلاب الحوثي، إن تلميحات إيران بإغلاق مضيق هرمز، بداية إعلان حرب إقليمية، قد تتورط فيها غالبية دول المنطقة، خصوصا دول الخليج والتي ترى "هرمز" ممر نفطها الآمن.

 

وأضاف، الحمداني أن الدول الغربية وأمريكا، أيضا لها مصالحها التجارية المرتبطة باستقرار المضيق، وبالتالي ستدافع عن تلك المصالح حتى لو دخلت في صراع مسلح مع طهران، لكنه مستبعد الآن، مضيفا أن إغلاق المضيق يعني خنق العالم، وهذا يعني إعلان حرب.

 

وتابع: "رغم كل ما يحدث، فإن إيران ستخسر كثيرا من تحركاتها باتجاه مياه الخليج، فطهران منهكة اقتصاديا وعسكريا الآن، تحارب في سوريا والعراق، قواها العسكرية منهكة، الجميع يقف ضدها، ومن ثم كل تلك الأسباب تؤكد استبعاد العمل العسكري الآن.

 

وأنهى، الحمداني كلامه، أن التهديدات الإيرانية بمثابة ساحة اختبار لمدى صدقية الولايات المتحدة في حماية الحلفاء خصوصا العرب.

 

يذكر أن إيران هددت لمرات عديدة بإغلاق مضيق هرمز، لكنها لم تنفذ قط تهديداتها، وسط رفض خليجي وتهديد غربي.

 

 

 

| BeLBaLaDy

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" مصر العربية "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
close
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??