امتحانات الثانوية العامة 2020.. عبور صعب في ظرف استثنائي

ثلاثون يوما قضاها طلاب الثانوية العامة تحت وطأة فيروس كورونا، خلال مارثون الامتحانات الذي بدأ في 21 يونيو الماضي، وانتهى اليوم الثلاثاء بامتحان الجبر والهندسة الفرغية لطلاب علمي/ رياضيات

 

كانت الإجراءات الاحترازية ضد كورونا هي التحدي الأول، الذي واجهته وزارة التربية والتعليم ومن ثمّ الطلاب في ظل دعوات أطلقها أولياء الأمور قبيل موسم الامتحانات تطالب بإلغائها، خوفا على حياة أبنائهم، وسط تفشي الوباء.

 

واتخذت الوزارة العديد من الإجراءات الاحترازية ضد كورونا، أبرزها تعقيم وتطهير اللجان وتقليل العدد بها إلى 14 طالبا فقط، وكذا التباعد الاجتماعي بين الطلاب وتوفير الكمامات والكحول بكل مدرسة تعقد بها امتحانات الثانوية العامة 2020.

وزارة التربية والتعليم، أكدت في أكثر من مناسبة أن نسبة الإصابة بفيروس كورونا، بين طلاب الثانوية العامة خلال الامتحانات، تكاد تكون منعدمة غير أن هيئة التأمين الصحي أعلنت في 21 يونيو الماضي، ثلاث حالات مؤكدة بكوفيد-19 بين الطلاب و62 حالة اشتباه إصابة.

 

الصور والمشاهد اليومية أظهرت تكدس وازدحام الطلاب أمام أبواب اللجان، رغم تشديد وزارة التعليم بالتنسيق مع وزارتي الصحة والداخلية، على إجراءات التباعد الاجتماعي بين الطلاب، لا سيما احتفالات وتجمعات الطلاب في آخر الامتحانات، التي بدت مناقضة للتوجه العام بشكل صارخ، وواجهت انتقادات من الجميع.

 

ولم تخل امتحانات الثانوية العامة في زمن كورونا، من شائعات التسريب، التي واجهتها وزارة التعليم بكل شدة، لكن خبر تسريب الامتحان احتل مكانا ثابتا في المواقع الإخبارية وصفحات السوشيال ميديا صباح كل يوم خلال مارثون الثانوية العامة، مشفوعا بصور من ورقات الأسئلة، وهو ما كان يقابله نفي قاطع من «التعليم»، مؤكدة أن الصور المتداولة لا تخص العام الحالي إنما هي من سنوات سابقة.

 

لكن على أي حال من الأحوال.. استطاعت وزارة التربية والتعليم أن تعبر هذا الموسم الصعب، بكل ما حمله من عقبات خالجها تفشي فيروس كورونا.

 

كواليس قبل انطلاق الموسم

قبيل انطلاق موسم امتحانات الثانوية العامة 2020، تبني العديد من أولياء الأمور دعوات تتطالب وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي، بإلغاء الامتحانات هذا العام خوفا على حياة الطلاب من فيروس كورونا، غير أن "شوقي" تمسك بإجراء الامتحانات مؤكدا أن الوزارة ستتخذ كل الإجراءات الوقائية والاحترازية لصون وحماية الطلاب.

 

وفى تعليقه على ظاهرة تجمع أولياء الأمور أمام اللجان، قال طارق شوقى: "إن هذه التصرفات تعكس أن هناك معركة مع الوعي والسلوك، والوزارة مسئولة فقط عن التعليم، وعن داخل أسوار المدرسة أما تصرفات أولياء الأمور فهي ليست من مسئوليات التربية والتعليم".

 

وأضاف الوزير أن الوزارة نبهت على المديريات والإدارات واللجان للتنظيم الداخلي أما ما يحدث من المواطن خارج المدرسة فهو من شأن مديرية الأمن، متابعا :"لقد جاء الوقت لنواجه مشاكلنا ونفكر كيف يتحمل كل منا مسئولياته ولا نلقي اللوم دائما على طرف آخر، والسلوك الذي تعكسه الصور سلوك مجتمعي في كل شيء ورغم كل التحذيرات والإجراءات".

 

وأردف: "إذا كان أولياء الأمور يخافون من كورونا ، لماذا طالبوا بتأجيل الامتحانات وهم من تكدسوا أمام اللجان.. ليس لنا سلطان عليهم، لكن واجبهم أن يكونوا قدوة لأبنائهم وحذرناهم من الحضور ولكن لا حياة لمن تنادي".

 

وأتاحت وزارة التعليم لأول مرة، وبشكل استثنائي، لطلاب الثانوية العامة إمكانية تأجيل الامتحانات للعام المقبل، مع عدم احتساب العام الحالي سنة رسوب.

 

أما بالنسبة للمعلمين، فقد أتاحت أيضا الوزارة، إمكانية تقديم اعتذارات، مؤكدة أنها تعاملت مع الأمر بشكل مرن، تقديرا للظروف الوبائية التي تمر بها مصر.

 

وفي 14 يونيو الماضي، شهدت المحافظات على مستوى الجمهورية، زحاما شديدا من قبل المعلمين الراغبين في تقديم اعتذارات عن أعمال المراقبة والتصحيح بامتحانات الثانوية العامة 2020، رغم إجراءات التباعد الاجتماعي المفروضة لمواجهة فيروس كورونا.

واشتكى عدد من المعلمين من تعنت رئيس اللجنة فى قبول الاعتذارات رغم الزحام الشديد الذى شهدته لجان الاعتذارات بشتي المحافظات.

 

بداية المارثون

انطلق مارثون امتحانات الثانوية العامة وسط إجراءات أمنية مشددة، لا سيما الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها وزارة التربية التعليم لحماية الطلاب من فيروس كورونا.

 

وفي ظروف استثنائية، أدى نحو 650 ألف طالب وطالبة امتحان مادة اللغة العربية، للنهاية العام الدراسي 2019/2020، في أولي أيام امتحانات الثانوية العامة، يوم 21 يونيو 2020.

 

في غضون ذلك، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك صورا لتجمعات لأولياء الأمور ، وتجمعات للطلاب دون اتخاذ الإجراءات الوقائية.

 

وشهد اليوم الأول لامتحانات الثانوية العامة، اكتشاف ثلاث حالات مؤكدة لفيروس كورونا، ونحو 23 حالة اشتباه وفقا لتقرير رسمي أعدته هيئة التأمين الصحي.

 

واتخذت وزارة التربية والتعليم، كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية للوقاية من فيروس كورونا المستجد، ومنها: دخول الطلاب في طوابير بمسافة مترين، وتوفير كواشف حرارة، وتوزيع كمامات على الطلاب، فضلاً عن تعقيم اللجان قبل الامتحانات، وتحديد ١٤ طالباً في كل لجنة كحد أقصى.

 

شاومينج والتسريبات

مع انطلاق مارثون امتحانات الثانوية العامة 2020، تجدد الحديث حول ظهور صفحات "شاومنيج" مرة أخرى وقيامها بتسريب الامتحانات، الأمر الذى أثار تخوف أولياء الأمور والطلاب من عودة الظاهرة الإلكترونية التى قضت عليها وزارة التربية والتعليم فى السنوات الماضية.

 

غير أنه بالفعل ظهرت بعض الصفحات على السوشيال ميديا تحمل اسم «شاومينج بيغشش ثانوية عامة»، و«بالغش اتجمعنا»، لتسريب الامتحانات، وبدأت تظهر أنباء عن التسريب بشكل شبه يومي خلال الثلاثين يوما الماضي (فترة الامتحانات)، يقابلها نفي قاطع من وزارة التعليم لصحة صور الأسئلة المتداولة.

 

ورصدت المتابعة الأمنية تداول بعض المواقع الإلكترونية، خبر يتضمن إطلاق "هاشتاج" بعنوان ( شاومينج بيغشش ثانوية عامة )، عبر أحد تطبيقات التواصل الاجتماعى، وتوجيه رسائل لطلاب الثانوية العامة تتضمن تسريب الامتحانات وأجوبتها قبل موعد بدءها بحوالى (5 ساعات).

 

وفي 4 يوليو 2020، أعلنت وزارة الداخلية، عن ضبط القائمين على إدارة صفحتين وقناة لتسريب أسئلة امتحانات الثانوية العامة 2020، على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، والتي كانت سببًا في إثارة الجدل .

وأعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، مجموعة من القرارات العاجلة والإجراءات الصارمة للحد من حالات الغش وتطبيق عقوبات رادعة كالحبس وإلغاء الامتحان.

وأكدت وزارة التربية والتعليم، أنه سيتم تطبيق عقوبات رادعة على الغشاشين في امتحانات الثانوية العامة 2020، لضمان مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع الطلاب وبحيث لا يأخذ طالب درجة ليس من حقه.

 

وحتى ختام مارثون الامتحانات، اليوم الثلاثاء 21 يوليو، تداولت صفحات الغش الإلكترونى على مواقع التواصل الاجتماعي أجزاء من أسئلة امتحان الجبر، فى المقابل أكدت غرفة العمليات المركزية بوزارة التربية والتعليم أنه لا صحة لهذه الصور ولا علاقة لها بالامتحان الذي يؤديه طلاب الثانوية العامة وهي صور لامتحانات الأعوام السابقة.

 

أجواء الفرحة والحزن في امتحانات الثانوية العامة

كطبيعة الحال في كل موسم من الامتحانات، تباينت آراء الطلاب حول سهولة وصعوبة الأسئلة في معظم المواد، غير أن المؤشرات الأولية، أظهرت صعوبة مادة الفيزياء والرياضيات التطبيقية والكيمياء والتاريخ، بينما أبدى الطلاب فرحتهم لسهولة امتحانات مجموعة اللغات والأحياء والفلسفة والرياضيات البحتة.

 

وكانت وزارة وزارة التربية والتعليم قد اعتمدت نتائج العينات العشوائية لامتحانات الثانوية العامة، وجاءت نتائج العينات العشوائية ونسب النجاح كالتالي:

 

الفيزياء  79.4% - التاريخ 89.1%   - الفلسفة  91.1%  - اللغة العربية 95.4% - اللغة الإنجليزية 90.2% - الجغرافيا 94.8% - الأحياء 92.2 % - الرياضيات التطبيقية 87%.

 

 

ختامه مسك

أبدى طلاب الثانوية العامة، فرحتهم بانتهاء موسم الامتحانات، وظهرت تجمعات للطلاب أمام اللجان دون مراعاة التباعد الاجتماعي لتجنب الإصابة بفيروس كورونا.

 

وساد ارتياح وسط الطلاب من امتحان الجبر والهندسة الفراغية لطلاب علمي رياضة، مؤكدين أنه جاء في مستوى الطالب المتوسط، فيما شهدت اللجان حالة من الفرحة لطالبات الثانوية العامة حيث تعالت أصواتهم بالزغاريد.

 

وحرص الطلاب على التقاط الصور التذكارية في آخر يوم في الامتحانات.

 

واجتاز طلاب الثانوية عاما  طويلا تخلله قلق من جانب أولياء الأمور، غير أن العام انتهى بشهر استثنائي حمل بين طياته مزيدا من القلق والخوف على حياة الطلاب مع تفشي فيروس كورونا، وليصف عدد من الطلاب العام قائلين : «هم وانزاح».

 

 

إعلان نتيجة الثانوية العامة 2020

ربما يستمر القلق لدى الأسر المصرية حتى موعد إعلان نتيجة الثانوية العامة 2020، وكشف الدكتور رضا حجازي نائب وزير التربية والتعليم لشؤون المعلمين، ورئيس امتحانات الثانوية العامة، حقيقة إعلان نتيجة الثانوية العامة، قبل عيد الأضحى المبارك.

 

وقال حجازي في تصريحات صحفية، أن نتيجة الثانوية العامة لن تظهر قبل عيد الأضحى المبارك، مؤكدًا أن فترة العيد ستكون إجازة للمصححين ومقدري الدرجات.

 

وأضاف رئيس امتحانات الثانوية العامة، أن عقب عودة المصححين ومقدري من إجازة عيد الأضحى، سيتم استئناف ما تبقى من إتمام عملية التصحيح وتجميع الدرجات، ومن ثم تحديد موعد إعلان النتيجة.